غزة- “القدس العربي”- ووكالات: يشهد مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوب قطاع غزة وضعا كارثيا، نتيجة تحويله إلى ثكنة عسكرية بعد اقتحامه من قوات الاحتلال الإسرائيلي وإجبار النازحين والمرضى والطواقم الطبية على إخلائه وسط ظروف لاإنسانية تفوق الوصف.
وحذرت وزارة الصحة في غزة، اليوم الخميس، من “توقف المولدات الكهربائية نتيجة نفاد الوقود خلال الـ 24 ساعة القادمة، ما يعرض حياة المرضى للخطر، منهم 6 مرضى تحت أجهزة التنفس الصناعي في العناية المركزة، و3 أطفال في الحضانة”.
وأوضحت أن “قوات الاحتلال أجبرت إدارة مجمع ناصر الطبي على وضع 95 كادرا صحيا، و11 من أفراد عائلاتهم، و191 مريضا و165 من المرافقين والنازحين، في مبنى ناصر القديم في ظروف قاسية ومخيفة”.
وذكرت الوزارة أنه “لا يوجد طعام وحليب للأطفال، وهناك نقص حاد في توفر المياه”، مشيرة إلى أن “الطواقم الطبية لا تستطيع تقديم أي علاج للمرضى، ما يؤثر سلباً على حالتهم الصحية”.
“أطلقوا علينا كلابًا مسعورة داخل المستشفى”.. شهادة طبيبة أجبرها الاحتلال على مغادرة مجمع ناصر الطبي بخان يونس pic.twitter.com/LiLZzhg0Fj
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) February 15, 2024
الطبيب أحمد أبو لحية صاحب المواقف البطولية في إنقاذ المصابين برفقة الطبيبة أميرة العسولي يصاب في استهداف الطواقم الطبية والصحفية والنازحين من مستشفى ناصر الطبي pic.twitter.com/rxqtPR0j72
— هدى نعيم Huda Naim (@HuDa_NaIm92) February 15, 2024
وبات وضع المصابين والمرضى خطيرا جدا، في ظل نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية وانقطاع الكهرباء، في صورة تشبه ما واجهه مشفى الشفاء قبل أكثر من شهرين.
وكان الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة قال، في وقت سابق من الخميس، إن الاحتلال استهدف مقر الإسعاف وخيام النازحين، ويقوم بتجريف المقابر الجماعية داخل مجمع ناصر الطبي.
وأشار القدرة إلى أن الاحتلال أجبر ما تبقى من النزاحين وعائلات الطواقم الطبية على النزوح القسري من المجمع تحت القصف والتهديد.
وأوضح أن الاحتلال طلب من إدارة مجمع ناصر الطبي نقل كل المرضى بما فيهم مرضى العناية المركزة والحضانة إلى مبنى ناصر القديم ومن بينهم 6 مرضى تحت التنفس الصناعي.
وبسبب القصف، استُشهد مواطن، وأصيب عدد من المرضى في قسم العظام، كما تضررت الكثير من الأقسام الأخرى جراء إطلاق النار العشوائي.
ويخضع المجمع لحصار منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، بعدما وسّعت قوات الاحتلال من الهجوم البري على مدينة خان يونس.
وحال الحصار دون تمكن الطواقم الطبية من الحركة وتقديم العلاج للمرضى.
ويتواجد في المجمع الطبي الأكبر في جنوب القطاع، 300 كادر صحي، و450 مريضاً وجريحاً، وأكثر من 10 آلاف نازح.
استهداف الصحفين والأطباء أثناء نزوحهم من مستشفى ناصر الطبي كما طالبهم الاحتلال! pic.twitter.com/9MT71CizvW
— هدى نعيم Huda Naim (@HuDa_NaIm92) February 15, 2024
اقتحام قسم الولادة
ولم يسلم قسم الولادة في المجمع الطبي من شر قوات الاحتلال، إذ اقتحمته، وقامت بتفتيشه ودمرت سيارتي إسعاف.
وأُجبرت نساء وضعن مواليدهن للتو على مغادرة المستشفى مشيا على الأقدام.
View this post on Instagram
وحذرت وزيرة الصحة مي الكيلة من كارثة إنسانية وشيكة، جراء إجبار سلطات الاحتلال الإسرائيلي المواطنين على إخلاء المجمع حيث كانوا قد نزحوا إليه قسراً.
وقالت الكيلة “إن هذه الجريمة تُضاف إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبها الاحتلال، بحق أبناء شعبنا في عدوانه المستمر على قطاع غزة”.
وأضافت الكيلة أن النازحين لجأوا إلى مجمع ناصر الطبي هرباً من عدوان الاحتلال الوحشي، إذ لا مكان آمنا في القطاع، وأن القانون الدولي الإنساني يكفل حق كل إنسان مستأمن في المؤسسات المدنية المحمية بموجب اتفاقيات جنيف”.
الوضع في مستشفى ناصر كارثي
إسرائيل تقصف الجرحى والطواقم الطبية داخل أقسام المستشفى، وهناك عدد من الشهداء..
الوضع تجاوز حدود العقل البشري، هدول ليسوا بشر بل حيوانات مجرمة متوحشة..
حسبنا الله ونعم الوكيل pic.twitter.com/p3PiZOL7qV
— أدهم أبو سلمية 🇵🇸 Adham Abu Selmiya (@adham922) February 15, 2024
من جهته، اعتبر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الخميس، تحويل مجمع ناصر الطبي لـ”مقبرة وثكنة” جريمة حرب واضحة ومكتملة الأركان، وجريمة “ضد كل المعاهدات الدولية”.
وقال المكتب في بيان إن “اقتحام مجمع ناصر الطبي واحتلاله بالقوة العسكرية والسلاح وإطلاق النار بداخله جريمة حرب يندى لها جبين البشرية”.
وأردف أن “اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمجمع ناصر الطبي بالدبابات والطائرات المُسيرة والجنود المدججين بالسلاح وإطلاق النار على الطواقم الطبية والنازحين بداخله (…) يعدُّ جريمة حرب واضحة ومكتملة الأركان ضد القانون الدولي وكل المعاهدات الدولية”.
وأوضح أن “جيش الاحتلال هدد المتواجدين بالمجمع بالقتل وإطلاق النار المباشر، وقام بمنع الماء والطعام عنهم وحليب الأطفال”. كما قام بـ”فرض ممارسات قاسية عليهم، ما فاقم الأزمة داخله وجعل الظروف خطيرة ومثيرة للخوف والرعب، بشكل يمنع بوضوح الطواقم من تقديم الخدمة الطبية والصحية لمئات المرضى والجرحى والنازحين، ما يهدد حياتهم”، وفق ذات البيان.
وحمّل المكتب “الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي والولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن سلامة وحياة مئات أفراد الطواقم الطبية والمرضى والنازحين بمجمع ناصر الطبي”.