المعارضة السورية تكلّف محمد البشير تشكيل حكومة لإدارة المرحلة الانتقالية

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق ـ «القدس العربي»: كلّفت المعارضة السورية محمد البشير رئيس وزراء «حكومة الإنقاذ» التابعة لـ “هيئة تحرير الشام» تشكيل حكومة لإدارة المرحلة الانتقالية.
وأكدت فصائل المعارضة، أن القائد العام لغرفة عملياتها، أحمد الشرع، بحث مع رئيس الحكومة السورية محمّد الجلالي «تنسيق انتقال السلطة» غداة إعلانها إسقاط الرئيس بشار الأسد وهروبه من دمشق.
وبثّت الفصائل على حسابها على «تلغرام» مقتطفاً من الاجتماع، ظهر فيه الشرع، وهو يتحدث الى الجلالي خلال اجتماع، بحضور شخصين آخرين أحدهما رئيس «حكومة الإنقاذ» التي تتولى إدارة مناطق سيطرة الهيئة في إدلب، محمّد البشير، والذي يتولى السلطة في المرحلة الانتقالية.
وجاء في تعليق نُشر مع الفيديو أن هدف الاجتماع «تنسيق انتقال السلطة بما يضمن تقديم الخدمات لأهلنا في سوريا».
وظهر الشرع خلال المقطع المصّور وهو يشرح للجلالي خبرات السلطات المحلية في إدارة منطقة إدلب، معقله في شمال غرب سوريا.
وقال «بات لدى الشباب خبرة عالية جداً بعدما بدأوا من لا شيء» موضحاً «صحيح أن منطقة إدلب صغيرة ومن دون موارد، لكن الحمد لله أنها استطاعت أن تقوم بالكثير خلال الفترة الماضية».
وجاء اللقاء غداة إعلان الجلالي أنه مستعد «للتعاون» مع أي قيادة يختارها الشعب، وأن يقدم لها «كل التسهيلات الممكنة».
أعلنت صحيفة الثورة الرسمية في بيانها الأول الإثنين، بأن الحكومة الجديدة سوف تبدأ أعمالها فور تشكيلها. كما نقلت عن إدارة العمليات العسكرية تأكيدها قرب «الانتهاء من ضبط العاصمة دمشق وحفظ الممتلكات العامة».
مصدر من الهيئة السياسية للمعارضة السورية قالت لـ «القدس العربي» إن رئاسة الحكم الانتقالي لم تتشكل بعد، وإنما أنيط بالبشير تشكيل حكومة انتقالية.
وأضاف المصدر إن الشرع يعمل بالتنسيق مع الجلالي والبشير على ترتيبات نقل السلطة وتجنب دخول سوريا في حالة فوضى.
وأكد أن المرحلة المقبلة ستتسم بالمصالحة المجتمعية بين أبناء الشعب السوري، وذلك على أُسس مبنيّة على العدل والمساواة.
وكان الشرع قد تحدث في بيان سابق عن أن المؤسسات العامة، ستظلّ تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى يتم تسليمها رسمياً.
وتولى البشير، المكلف بتشكيل حكومة انتقالية، رئاسة مجلس الوزراء في حكومة الإنقاذ التابعة لـ “هيئة تحرير الشام» في دورتها السابعة، في يناير/ كانون الثاني 2024، كما عمل في منصب وزير التنمية والشؤون الإنسانية في حكومة «الإنقاذ» ويحمل إجازةً في الهندسة الكهربائية والإلكترونية قسم الاتصالات من جامعة حلب عام 2007، وعمل رئيساً لقسم الأجهزة الدقيقة في معمل الغاز التابع للشركة السورية للغاز عام 2011.

ضمن «تنسيق انتقال السلطة»… والبرلمان يؤيد «إرادة الشعب لبناء بلد جديد»

في الموازاة، أصدر مجلس الشعب السوري، بيانه الأول بعد سقوط نظام بشار الأسد، حيث أيدّ فيه «إرادة الشعب لبناء سوريا الجديدة» وخدمة الشعب السوري «بقيادة أبنائه الذين حرّروه نحو سوريا الناهضة».
وقال البيان إن يوم الثامن من كانون الأول ديسمبر لعام 2024، كان يوماً تاريخياً فاصلاً في حياة السوريين جميعاً، الذين قالوا كلمتهم التي لا تعلو فوقها كلمة.
وأضاف: «إننا في مجلس الشعب السوري نؤيد إرادة الشعب لبناء سوريا الجديدة نحو مستقبل مشرق تسود فيه لغة القانون والعدالة لجميع أبنائه دون تمييز. مؤكداً وضع إمكانياته «في خدمة شعبنا العظيم لما يتطلع إليه في بناء مستقبله الزاهر ملتزمين بإرادته الحرة، وهو يتجه اليوم نحو الأفضل بقيادة أبنائه الذين حرّروه نحو سوريا الناهضة.
في موازاة ذلك، هنأ الائتلاف الوطني السوري الشعب السوري بجميع أبنائه بـ«تحرير سوريا من نظام الأسد المجرم، بعد 14 عاماً من النضال السلمي والمسلح».
ودعا، المجتمع الدولي من أجل إتمام انتقال السلطة إلى هيئة حكم انتقالية ذات سلطات تنفيذية كاملة، للوصول إلى سوريا حرة ديمقراطية تعددية، مؤكداً حرصه على سلامة الدول المجاورة وأمنها وعدم تدخل السوريين بدول الجوار.
وقال في بيان: نتطلع لبناء الشراكات الإستراتيجية مع دول المنطقة والعالم بهدف بناء سورية من جديد، لكل أبنائها بمختلف أعراقهم وأديانهم ومذاهبهم.
واعتبر يوم الأحد الثامن من شهر كانون الأول لعام 2024، عيداً وطنياً في الجمهورية العربية السورية، إيذاناً بالخلاص من حكم نظام الأسد.
في غضون ذلك، نقلت الوكالة السورية الرسمية للأنباء «سانا» الإثنين، في أول بيان لها عن مصرف سوريا المركزي أن كافة شركات الصرافة المرخصة مازالت مستمرة بعملها.
وأعلن البنك أن ودائع المواطنين في جميع المصارف آمنة، ولم تتعرض لأي ضرر، إثر سقوط نظام بشار الأسد.
وأضاف في بيان، أن مصرف سوريا المركزي مستمر في عمله، وأكد أنه سيستمر في الإشراف على عمل المؤسسات المالية المصرفية وغير المصرفية العاملة وفق الأنظمة النافذة.
وجاء في البيان: «نؤكد للإخوة المواطنين المتعاملين مع جميع المصارف العاملة بأن ودائعهم وأموالهم الموضوعة لدى تلك المصارف آمنة ولم ولن تتعرض لأي أذى».
كما نقلت عن وزير الصحة أحمد ضميرية تعميماً موجهاً إلى جميع العاملين في القطاع الصحي – العام والخاص والمنظمات غير الحكومية التي تُعنى بالشأن الصحي ـ دعتهم فيه إلى تكاتف الجهود للحفاظ على المؤسسات الصحية وتقديم الخدمات للمواطنين.
وقال البيان: يُرجى الالتزام وتفعيل العمل في مؤسساتكم الصحية ومديرياتكم ودوائركم والعمل حتى أثناء فترة حظر التجوال بعد إبراز ما يثبت عملكم في القطاع الصحي. وانتهى بشعار «دمتم ودامت سوريا حرة أبية».
كما نقلت عن عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق قيس رمضان بياناً إلى شركات النقل الداخلي العام والخاص لمباشرة عملها اعتباراً من صباح الثلاثاء عند الثامنة صباحاً ضمن خطوط العاصمة.
ونشرت «سانا» عن وزارة النفط دعوة بيان موجهاً إلى العاملين للعودة إلى مواقع العمل والإنتاج، دعت فيه «جميع العاملين في مواقع العمل والإنتاج، بما في ذلك الحقول ومعامل الغاز ومصافي التكرير، إلى التوجه إلى مواقعهم اعتباراً من الغد».
وأشارت الوزارة إلى أنه تم تأمين الحماية اللازمة من قبل إدارة العمليات العسكرية لضمان سلامة العاملين.
ولفتت إلى أن خطوط النقل ستعمل كالمعتاد اليوم على جميع الخطوط لنقل العاملين إلى مقر الوزارة بمشروع دُمّر.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية