الرباط- “القدس العربي”:
أثار مقطع مصور انتشر على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، استهجان المغاربة وغضبهم، وهو يوثق لرجل يبلغ من العمر 57 عاما، وبجانبه أطفال صغار يعانق أحدهم، ويُقبّله أمام أنظار المصطافين بشاطئ مدينة الجديدة، في الساحل الأوسط للبلاد.
المتهم الذي كان مرتديا لباس البحر، ومستلقيا على الرمال، فيما يتحسَّس جسد طفل ملتصق به ويقبله، محاولا تغطية رأسه ورأس الطفل الذي بجانبه بمنشفة، ناشطٌ في المجتمع المدني باعتباره رئيس جمعية رياضية في مدينة الدار البيضاء، ويُشتبه في كونه ارتكب اعتداءات جنسية على مجموعة من القاصرين، خلال الرحلة الاستجمامية إلى مدينة الجديدة.
وتفاعلت إدارة الأمن المغربي سريعا مع شكاية أسرة طفل قاصر تنسب فيها للمشتبه فيه، تعريض ابنها البالغ من العمر تسع سنوات لهتك عرض، وذلك خلال اصطحابه في رحلة رياضية إلى شاطئ بضواحي مدينة الجديدة.
وجرى الاحتفاظ بالمشتبه فيه رهن الاعتقال الاحتياطي على خلفية البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع الأفعال الإجرامية المنسوبة للمعني بالأمر، وكذا التحقق مما ورد من وشايات في محتويات وتسجيلات فيديو تم نشرها بخصوص هذه القضية.
الجمعيات المغربية المدافعة عن حقوق الطفل، دخلت على خط جريمة هتك عرض الطفل والتحرش الجنسي به. واعتبرت منظمة “الطلائع أطفال المغرب” عن “حسرتها وقلقها البالغين لما تعرض له الطفل من اعتداءات جنسية والتي تُعد انتهاكا جسيما لحقوق الأطفال. كما استنكرت بشدة هذا الفعل الإجرامي الفظيع”.
وأدانت المنظمة الاعتداء، ملتمسة من القضاء إنزال أقصى العقوبات بمرتكب الفعل الوحشي، وصنفت نفسها كطرف مدني في القضية.
من جهتها أعربت منظمة “ما تقيش ولدي”، عن استيائها لوجود مثل هؤلاء الأشخاص على رأس جمعيات يدنسّون العمل المدني في المجال الرياضي، ويهدمون أهدافه السامية من أجل نشر ثقافة الرياضة والحفاظ على صحة سليمة للأطفال.
واستنكرت المنظمة ما حدث، مؤكدة عزمها اتخاذ الإجراءات اللازمة حتى ينال المجرم جزاءه، على أن تراسل الجهات المعنية من أجل تدارس هذا الحادث الخطير الذي يدل على اتخاذ “المتحرّشين جنسيا” وسائل جديدة من أجل التقرب من الأطفال.
ودعت جميع فعاليات المجتمع المدني في جميع المجالات، لعقد ملتقى وطني من أجل التصدي للمتحرش جنسيا بالأطفال، ومنعه من اتخاذ الجمعيات والمنظمات خاصة الرياضية مجالا للترصد بضحاياه بعيدا عن أعين الجميع.
إلى ذلك، اعتبر “المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للتخييم” في جهة الدار البيضاء- سطات، أن “إقدام مسيّر جمعية رياضية خاصة على هتك عرض طفل، هو جريمة لا علاقة لها بالمخيمات الصيفية التي ينظمها القانون، مُلتمسا من القضاء تطبيق أقصى العقوبات ضد ما أسماه “الفعل الوحشي”.
وأوضح بلاغ الجامعة الذي اطلعت عليه “القدس العربي”، أن “مرتكب الجريمة لا علاقة له بالمخيمات الصيفية التي ينظمها القانون وتسهر عليها وزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع الشباب بشراكة مع الجامعة الوطنية للتخييم ضمن البرنامج المغربي الحكومي للتخييم، أو الذي ينظمه القطاع الخاص أو العمومي كأنشطة اجتماعية وتربوية”.
وشدد المكتب، على أن “الجمعية الرياضية في أناسي، والتي تدعى “جمعية أبطال أناسي”، ويرأسها المتهم، عملت على كراء شقة بمدينة الجديدة موهمة أولياء الأمور أنه مخيم صيفي، وواقع الحال أن الجمعية أعلنت عبر منشور إعلاني تنظيم رحلة إلى شاطئ الوليدية (نواحي مدينة الجديدة) من 1 إلى 10 آب/ أغسطس”.
واعتبر المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للتخييم، أن “هذه السلوكيات تضر بسمعة النسيج الجمعوي التربوي الجاد والهادف، والذي خاض أكثر من 100 سنة من النضال والترافع عن قضايا الطفولة والشباب”، مؤكدا على “أنه يجب التصدي لمثل هذه السلوكيات المشينة، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بطفولة مغربنا الحبيب، ملتمسا تطبيق أقصى العقوبات ضد هذا الفعل الوحشي”.
عدد كبير من الفنانين والمشاهير المغاربة، أدانوا واقعة التحرش بالطفل أمام الملأ والموثقة في مقطع الفيديو، وأعربوا عن غضبهم الشديد من التصرف الذي وصفوه بـ”المقزز” عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بإنزال أقصى العقوبات في حق “المتحرش جنسيا بالأطفال”.
الممثلة المغربية مونية لمكيمل طالبت بأقصى العقوبات للمتهم، بينها السجن المشدد والإخصاء، حيث كتبت في تدوينة: “السجن المشدد والإخصاء للوحوش الآدمية مغتصبي العجزة والأطفال والنساء والآن صار حتى الذكور عرضة لذلك”.
وعبّرت الفنانة سناء مرحاتي عن غضبها وكذلك خوفها على الأطفال الصغار، داعية الآباء إلى عدم السماح لأطفالهم بالمشاركة في المخيمات أو الخروج دون مرافقة فرد من أفراد العائلة.
ووصفت مرحاتي التصرف الذي قام به المتهم بـ”الجاهل”، ملقية اللوم على أولياء أمور الأطفال الذين يسمحون لأطفالهم بالسفر والخروج بعيدا عن أعينهم، مشيرة إلى ضرورة توعيتهم بضرورة احترام الآخرين لحدودهم، وتقديم شروح لهم حول التصرفات الأخلاقية وغير الأخلاقية.
الكاتب والإعلامي عمر أوشن، وجّه التحية للمرأة المراكشية التي صورت المعتدي جنسيا على الطفل، وقدمت الفيديو إلى النيابة العامة.
وتحدث الإعلامي المغربي فهد الهاشمي عبر خاصية “ستوري” عن ظاهرة التحرش بالأطفال التي باتت منتشرة عبر مختلف دول العالم، مشيرا إلى أن من بين أسبابها الثقة الزائدة في بعض المقربين، وغياب رقابة الوالدين، وعند وقوع مثل هذه الجرائم، يفضل الأهل التزام الصمت تفاديا للفضيحة والوسم المجتمعي، الشيء الذي يدفع الجاني إلى إعادة ارتكاب جريمته مرارا وتكرارا دون خوف.
أما الفنانة نجاة الرجوي، فألقت بدورها باللَّوم على الآباء وأولياء الأمور الذين يتركون صغارهم بعيدا عن أعينهم دون توعيتهم بوجود مثل هؤلاء “الوحوش الآدمية” وأن هناك حدودا يجب احترامها مع كل شخص كيفما كان نوع القرابة بهم.
عدم الخجل من الحديث عن هكذا أمور مسألة صحية للغاية..
.
ونطلب العقاب في مستواه الأعلى حسب القانون..
.
البيدوفيليا يعاقب عنها في ألمانيا بقسوة أيضا..
.
لا أظن أن الناس سكتوا في الشاطئ بسبب اللامبالات..
لأنني أعرف أن الشارع المغربي لا يسكت في حالة اعتداء
على قاصرين أو نساء..
.
أظنهم سكتوا لأن الأمر قد يختلط مع مداعبة أب لابنه
أو لابن عمه.. وللاسف حتى لابن الجيران..
.
على يقين من أمري.. لو كان الأمر واضحا.. لحسب المعتدي
أسنانه في يده اليسرى كاملة.. مع شيئ من سائل أحمر..
للاسف الشديد في كل مجتمع تجد مثل هكذا وحوش آدمية و سايكوباث
و لا يعني ذلك تعميمه على المجتمع باكمله ،المهم وجود قوانين ردع تجعل من مثل هؤلاء الوحوش عبرة للآخرين
الجديد هنا ان المعني ناشط في المجتمع و بمنصب رئيس جمعية و بكل الصفاقة و الحطة المتخيلة يرتكب الفعل الفاحش علنا و بلا اي رادع من اخلاق او من دين او من خجل !
يقول الرسول صلى الله عليه وسلّم :
“كل امتي معافى الا المجاهرون”
فالجهر بالمعصية إعلان حرب على الله
ما دام المغتصب يأخد 5 سنوات سجنا مخففة الى سنتين فسيعيد الكرة
الحل هو الخصي أو الاعدام