المغرب: تواصل المسيرات والوقفات في عدد من المدن… وأطفال يبدعون قصائد ومسرحيات من أجل فلسطين

حجم الخط
0

الرباط ـ «القدس العربي»: تواصلت، الأحد، في مجموعة من المدن المغربية المسيرات والوقفات التضامنية المؤيدة لأهالي غزة في مواجهة حرب الإبادة الصهيونية. وكانت وراء هذه المبادرات “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة” التي نشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوهات تبرز حجم الحضور الجماهيري في الساحات والشوارع والمساجد، حيث استحضر المشاركون شهداء غزة، كما نددوا بالتقتيل والتهجير والإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، علاوة على المطالبة بإلغاء التطبيع وكامل الاتفاقيات بين المغرب و”إسرائيل”.
وهكذا شهدت مدينة الدار البيضاء مسيرة حاشدة تضامناً مع غزة وتنديداً بالصمت الدولي تجاه مجازر الاحتلال في حق المدنيين الفلسطينيين. ونظم سكان “الحي المحمدي” فجر يوم الأحد ثلاث وقفات بمسجد “الاتحاد درب مولاي الشريف” ومسجد “الاستقلال” ومسجد “الخليل”. وأكدت هيئة النصرة أن تلك الوقفات ذات بعد رمزي تضامناً مع غزة وفلسطين ودفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك، كما أنها وقفات تحمل دلالات عميقة بأن الصبح والنصر قريبان، وأن المسجد الاقصى له مكانة عظيمة في قلوب المسلمين، مضيفة أن اختيار أسماء المساجد له رسائل مهمة بأن الاتحاد قوة ووحدة الشعب الفلسطيني، وأن الاستقلال وطرد الكيان الصهيوني المحتل مسألة حياة أو موت، وكذلك اسم “الخليل” الذي يؤكد أن الأرض المقدسة أرض الأنبياء والمرسلين، ولا بد من تطهيرها من كل المدنسين الصهاينة.
ونظمت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، الأحد، وقفة تضامنية في حي “البساتين” في مكناس، تضامناً مع الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وأكد الحاضرون رفضهم للتطبيع وللصمت الرسمي المخزي تجاه جرائم الاحتلال في حق غزة وعموم فلسطين وفي حق الأسرى.
من جهة أخرى، شكّلت مستجدات القضية الفلسطينية نقطة جوهرية في جدول أعمال لجنة “الشؤون السياسية والسياسات العمومية” التابعة لحزب “العدالة والتنمية” المغربي، التي التأمت الأحد في الرباط.
وقالت بثينة قروري، رئيسة اللجنة في تصريحات مصورة بثها موقع الحزب المذكور، إن ما يقع في غزة اليوم شيء مؤسف جداً، ويضرب عرض الحائط بالمعايير الإنسانية والمعايير القانونية، إذ وقفت كلها بدون أي حراك. ولاحظت أن جل دول العالم لم تعبّر عن مواقف صلبة، باستثناء المساندة الصادرة عن الشعوب التي أكدت أنها ما زالت حية. وقالت: “لقد أحيتنا غزة، كما أحيانا طوفان الأقصى”، داعية الله تعالى أن يرحم الشهداء وأن يجعل هذا الطوفان “طوفاناً لضمائرنا ونهضة جديدة للأمة العربية الإسلامية وللإنسانية أجمع”، وفق تعبيرها.
وتابعت قائلة: “تلقينا بأسف شديد ونحن في أعمال اللجنة استشهاد صحافيين فلسطينيين، أحدهما ابن الإعلامي وائل دحدوح، وبهذه المناسبة نوجّه له أحر تعازي أعضاء اللجنة وحزب العدالة والتنمية”.
من جهة أخرى، دعا أطفال مغاربة، في اختتام مهرجان “الطفولة والشَّباب لنصرة القدس وفلسطين” المنظم من طرف حركة “التوحيد والإصلاح”، إلى إنهاء معاناة الأطفال الفلسطينيين وحمايتهم من مسلسل التقتيل والترويع، مشددين على ضرورة التدخل العاجل لإيقاف العدوان على قطاع غزة وكل فلسطين.
وأبدع أطفال ويافعون مغاربة، في المهرجان المقام بمدينة سلا (محاذية للعاصمة الرباط)، في أداء وعروض مسرحية وإلقاء قصائد شعرية تجسِّدُ ملحمة صمود أهل غزة، علاوة على لوحات تعبيرية تُحاكي ما يتعرض له أطفال فلسطين من تقتيل وتهجير وإبادة جماعية، وترديد فقرات إنشادية تحثّ على دعم ونصرة غزة، مع رفع شعارات تُذكِّر بموقف الشعب المغربي من التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وفي كلمة له خلال المهرجان التضامني، قال عبد اللطيف تغزوان، مسؤول “قسم الطفولة والشباب” بحركة “التوحيد والإصلاح” الدَّعوِية التابعة لحزب “العدالة والتنمية” الإسلامي، إن معركة “طوفان الأقصى” كشفت عن الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي البشع الذي يقتل ويهجر ويرتكب جرائم حرب. وفي المقابل، أبانَ عن “صُمود أسطوري للشعب الفلسطيني”، وفق تعبيره.
ودعا المسؤول في الحركة الإسلامية إلى مقاطعة المنتَجات الداعمة للاحتلال، مذكراً بأن هذه الخطوة تعد من أقوى الأسلحة التي يمتلكها الشباب، وتابع: “ما جَرى ويجري وردود الفعل الحاصلة عقب “الطوفان” يؤكد فشل المخططات التي كانت تهدف إلى إقبار القضية عن الشباب والأطفال”.
وفي مكالمة مرئية مباشرة، قال نائب مسؤول “العمل الشبابي” في حركة “حماس” أشرف عوض، إن معركة “طوفان الأقصى” غيّرت معالم المنطقة، وذكَّر المغاربة بإرثهم التاريخي و”نَصيبِهم في القدس”، خاصة “حارة المغاربة” و”باب المغاربة”، مشيراً إلى أن شخصيات مغربية مازال التاريخ الفلسطيني يشهد ببَسالَتهم وقوتهم وحرصهم على دفاعهم عن أرض فلسطين المقدسة؛ لافتاً إلى أن “قضية فلسطين والمسجد الأقصى حاضرة في وجدان الأمة العربية والإسلامية والشعوب الحرة رغم كيد الأعداء”.
واعتبر عوض أن معركة “طوفان الأقصى” كاشفة وفاضحة؛ إذ أظهرت تكالب المجتمع الدولي وتآمره على الشعب الفلسطيني ليبقى مُقيَّداً، ويبقى مصيره مرتبطاً بمصالح القوى الظالمة، معتبراً أنها معركة فَصَلَت بين الحق والباطل. ووصفها بكونها “حدثاً تاريخياً” سيسجله التاريخ، و”فصلاً جديداً” في تاريخ الأمة والعالم أجمع، حيث اختلط فيها “صوت البنادق وزخات الرصاص بأنين المحاصرين في غزة منذ 16 عاماً وصرخات الثَّكالى المفجوعين بمن فقدوا منذ عشرات السنوات، وبأنين وأوجاع الأسرى في سجون الاحتلال حيث يقبع بعضهم فيها منذ 40 سنة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية