الصورة من فيسبوك
الرباط ـ “القدس العربي”: مع كثرة الأعراس في فصل الصيف، اهتدى البعض في المغرب إلى طريقة لتفادي انتهاك خصوصيات الأسر بتصوير أجواء العرس عبر الهواتف المحمولة، حيث شُرِعَ في الاستعانة بفرق نسائية خاصة تقوم بالحراسة وعدم السماح للمدعوين إلى العرس باستعمال هواتفهن في تصوير الرقصات والعروسين، خشية أن تنتقل الصور والفيديوهات إلى وسائط التواصل الاجتماعي، أو يجري اعتماد التصوير بتقنية البث المباشر.
في مدينة “مارتيل” (شمال البلاد) أسست “فرقة الأمل” بمبادرة محلية، استجابة لمطلب العائلات من أجل تأمين أفراحهم، بعدما كان يتم استقدام الفرق النسائية المتخصصة في هذا المجال من مدينتي تطوان وطنجة، اللتين شهدتا بروز هذه المهنة الجديدة خلال السنوات القليلة الماضية بالتزامن والارتفاع المفرط لاستعمالات الهواتف الذكية في الأعراس ونشر الأحداث، التي تقع بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما نتج عنه مجموعة من الظواهر المؤذية كانتهاك الخصوصية والتشهير والتنمر، وفق ما لاحظت صحيفة “الصحراء المغربية”.
تتألف “فرقة الأمل” من 4 شابات مؤهلات يتمتعن بمهارات متنوعة ومتعددة، حيث يدربن بشكل دوري على التعامل مع مختلف المواقف التي قد تحدث خلال الاحتفالات بالعرس، يحملن شارات حمراء على أذرعهن لتنبيه المدعوين أن التصوير بواسطة الهاتف ممنوع وذلك بغية حماية خصوصية العرس وتأمين دخول وخروج العروس المحتفى بها بشكل سلس دون أية مشاكل.
وتحظر المجموعة تصوير العروس والمدعوين دون موافقتهم وتسمح فقط بالتصوير الذاتي للحاضرين، ومن انتهك هذه القاعدة يتم تنبيهه ونهره عن فعلته، وإلا قد يتعرض إلى مصادرة هاتفه، وذلك من أجل احترام خصوصية العرس والاحتفاظ بتفاصيله بعيدا عن المنصات الرقمية وتطبيقات الرسائل الفورية، إدراكا منهن لأهمية الحفاظ على التقاليد المحافظة للأسر الشمالية وتحديدا تلك المتعلقة بالعروس، ودرءا أيضا لاستغلال الصور المأخوذة للمحتفى بها واستعمالها في أعمال قد تجلب لها أضرارا أو لمحيطها.
في هذا الصدد، تقول زكية زيان، عضو فرقة الأمل، للصحيفة المذكورة إنها وزميلاتها انخرطن في هذه المبادرة بهدف توفير بيئة ملائمة وصحية للعرس والمدعوين، خاصة العروس حيث يعملن على تنظيم دخولها إلى القاعة وجلوسها في الموضع المخصص لها ويمنعن منعا باتا تصويرها بواسطة الهواتف النقالة ويقمن بتوجيه الضيوف الذين لا يجدون أي حرج أمام الانصياع للمهام المنوطة بفرقة الأمل، لافتة إلى أن مجموعتها النسائية لتأمين الأعراس تحظى بترحيب واسع من لدن الأهالي والمجتمع الشمالي حيث يعتبرونها مبادرة إيجابية تساهم في المحافظة على تراث المنطقة وثقافتها الاجتماعية وقيمها.
وأكدت المتحدثة ذاتها أن الفرق المتخصصة في تأمين الأعراس ومنع التصوير أصبحت مطلبا ضروريا لدى مختلف الشرائح الاجتماعية ولا يقتصر ذلك فقط على العائلات الميسورة، بل جميع فئات المجتمع بمدينة مارتيل تقبل على الاتصال بالفرقة من أجل الاستعانة بالخدمات التي تقدمها نظرا لمساهمتها في تنظيم العرس وتحقيق أمن وسلامة العروس والمدعوين من تطفل عدسات الهواتف المحمولة، وتجنيبهم مجموعة من المشاكل كانتهاك خصوصيتهم وتصويرهم في أوضاع قد لا يحبذونها، كما يسمح ذلك بجعل العروس والضيوف يحتفلون بهذه الليلة المميزة في ظروف مريحة دون التوجس من أن يتم تصويرهم وقت الاحتفال والرقص والغناء ونشرها عبر المنصات الرقمية وهو ما يسبب الكثير من الإحراج والإزعاج لهم، بل قد يتعدى ذلك إلى وقوع مشاكل أسرية دون نية إحداثها.
وبالرغم من كونها حالات شاذة، استهجنت زكية حملات التنمر التي تتعرض لها “فرقة الأمل” وغيرها من المجموعات النسائية العاملة في تأمين الأعراس ومنع التصوير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرة أن فرق الأمن النسائية للأعراس تمثل نموذجا مشرفا للتعاون المجتمعي وله تأثير إيجابي في ترسيخ ثقافة احترام الخصوصية وتعزيز القيم النبيلة، آملة أن تصبح هذه المبادرة قدوة للمناطق الأخرى لاحتضان مبادرات مماثلة تحقق السلامة والأمن للعروس والمدعوين ضد انتهاك خصوصيتهم وتعزز السلوكات الجيدة خلال الاحتفال بالأعراس المغربية.
اايد الفكرة وسبقنا وقمنا بها في حفل عندنا في البيت فيه نساء فقط ومنعنا التصوير وحتى المكالمة من ارادت ان تخرج هاتفها عليها ان تخرج من القاعة اولا وكان هدا هو الشرط مند البداية ووضعنا مراقبات من المدعوات فقط وفعلا الكل ارتاح للفكرة
مبادرة جيدة ينبغي ان تعمم في كل البلدان العربية ،للمحافظة على خصوصية الاعراس و حرمة الناس.