غزة ـ نيويورك ـ «القدس العربي»: كبّدت المقاومة الفلسطينية في غزة جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر في صفوف جنوده، لم تعلنها إسرائيل بشكل رسمي حتى وقت كتابة هذا التقرير، لكن وسائل إعلام عبرية تحدثت عنها.
وكانت “كتائب الشهيد عز الدين القسّام”، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” ذكرت أن مقاتليها اشتبكوا مع قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في قطاع غزة، وأنهم تمكنوا من قتل وإصابة 19 جنديا إسرائيليا في رفح جنوب قطاع غزة.
ونقلت شبكة “الجزيرة” عن وسائل إعلام إسرائيلية أن الرقابة العسكرية فرضت حظرا على حدث أمني في غزة متعلق بانهيار مبنى وإصابات كثيرة. وقالت إن إصابات كثيرة وقعت في صفوف الإسرائيليين في قطاع غزة، منها إصابات توصف بالحرجة وسط حالة تعتيم.
يأتي هذا في وقت واصل الاحتلال حربه المدمرة في قطاع غزة مستهدفا المدنيين. واستشهد نحو 25 شهيدًا منذ فجر أمس وحتى ساعات المساء.
وفي الوقت الذي يمعن فيه جيش الاحتلال قتلا بالغزيين، يودي حصاره التجويعي بحياة العديد. ويصف شهود عيان لـ”القدس العربي” الأوضاع في غزة بأنها سيئة للغاية والجوع أصبح واقعا.
وتثير هذه الأوضاع “قلق” بعض الدوائر الأوروبية. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إن معظم الدول الأوروبية تتفق على أن الوضع في غزة غير قابل للاستمرار ويتدهور بسرعة.
أما منظمة “أطباء بلا حدود” فوصفت غياب المساءلة لإسرائيل عن جرائمها بـ”الأمر الصادم”، في حين وصف ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة هشام مهنا الوضع بأنه “جحيم على الأرض”.
كما قال وزيرا خارجية النرويج وأيسلندا أمس إن خطط إسرائيل لإجلاء الفلسطينيين من قطاع غزة تصل إلى حد التهجير القسري غير القانوني.
في هذا الوقت برزت ملامح تباين إسرائيلي أمريكي فيما يخص الوضع في قطاع غزة.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول أمريكي خلال لقائه عائلات المحتجزين تأييده لموقفها بأن الضغط العسكري يعرّض حياة أقربائهم للخطر.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن مبادرة أمريكية قدمت لمجلس الأمن الدولي تشمل خطة لإنشاء 4 مراكز لتوزيع المساعدات على 1,2 مليون فلسطيني في غزة.
وقال نتنياهو، الأربعاء: “إسرائيل ستدافع عن نفسها بنفسها”.
وصرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي في مقطع فيديو نشره عبر منصات التواصل الاجتماعي، قائلا: “إذا انضم الآخرون، أصدقاؤنا الأمريكيون، لنا سيكون الأمر أفضل. وإذا لم يفعلوا، سنواصل الدفاع عن أنفسنا بمفردنا”. وقالت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة لـ”القدس العربي” إن مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف قد قدم إحاطة لأعضاء مجلس الأمن تضمنت بعض الأفكار عن نية الولايات المتحدة التعاون مع إسرائيل لإنشاء مراكز توزيع المواد الغذائية في غزة.
وردا على سؤال حول ما قيل إن الولايات المتحدة تنوي إنشاء مراكز لتوزيع المواد الإنسانية في غزة، قال فرحان حق المتحدث الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة: “الأمم المتحدة لن تشارك في أي عملية توزيع لا تضمن مثل هذه المعايير”.
وفي إسرائيل، قال وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير إن على الحكومة الإسرائيلية أن توضح للرئيس ترامب أن تقديم مساعدات إلى غزة لن يساعدها في تحقيق النصر.
وكانت مصادر مقربة من ترامب ذكرت أنه يشعر “بخيبة أمل” من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويعتزم اتخاذ “خطوات” في الشرق الأوسط “من دون انتظاره”، وفق إعلام عبري.