عاهل الأردن: لا بديل عن حل الدولتين

نيويورك- “القدس العربي”: حذر العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، من تعرض السلام والاستقرار للتهديد في كل مناطق العالم، في وقت يحرم فيه الكثيرون من وعد الازدهار، ويواصل خطر الإرهاب العالمي تهديد الدول.

وفي خطابه في المداولات رفيعة المستوى للدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة، أكد العاهل الأردني أن الطريق للوصول إلى الفرص والآمال لا يزال طويلا، ولكن “ينبغي ألّا نفقد الأمل”.  وفي مجمل كلمته، تطرق العاهل الأردني إلى الوضع في الشرق الأوسط، لا سيما القضية الفلسطينية والأزمة السورية، فضلا عن أزمة اللاجئين مؤكدا أن لا بديل عن حل الدولتين.

وأشار الملك عبد الله إلى أن كل القرارات التي اتخذتها الأمم المتحدة منذ تأسيسها، سواء في الجمعية العامة أو مجلس الأمن، تنص على حق الفلسطينيين في مستقبل يسوده السلام والكرامة والأمل. وقال: “حل الدولتين القائم على القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة هو فقط الذي يمكن أن يلبي احتياجات كلا الطرفين المتمثلة في إنهاء النزاع، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإسرائيل آمنة كجزء كامل من منطقتها المعترف بها من قبل الدول العربية والإسلامية في جميع أنحاء العالم”.

حل الدولتين القائم على القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة هو فقط الذي يمكن أن يلبي احتياجات كلا الطرفين المتمثلة في إنهاء النزاع

وأضاف أن دولة واحدة أحادية القومية ترفض المساواة بين شعبها، ليست بديلا عن حل الدولتين وإنما تخل عن السلام كما شدد العاهل الأردني على ضرورة إنقاذ وكالة الأونروا والجهود الحيوية الأخرى التي تحمي المجتمعات وتحافظ على استقرارها. وقال “سيكون من الخطأ الفادح التخلي عن الشباب لقوى التطرف واليأس. ولذلك، هناك حاجة ملحة لهذا الدعم لضمان قيام الأونروا بدورها، بما يتماشى مع تفويض الأمم المتحدة ندعم الجهود السياسية لحل الأزمة السورية والمعركة ضد الخوارج لم تنته بعد”.

وأكد الملك عبد الله أن العمل المشترك أمر حيوي للتوصل إلى حل للنزاعات التي تهدد العالم. وفي هذا السياق، قال “إن الأردن يدعم كل الجهود متعددة الأطراف لمساعدة سوريا على تحقيق حل سياسي، يقوم على مباحثات جنيف وقرار مجلس الأمن 2254″.

الأردن يدعم كل الجهود متعددة الأطراف لمساعدة سوريا على تحقيق حل سياسي، يقوم على مباحثات جنيف

وأضاف في سياق حديثه عن الإرهاب: “إن التصدي العالمي الفعال للإرهاب يتطلب عملا جماعيا مستمرا، لنكن واضحين، بالنسبة لجميع انتصاراتنا، فإن المعركة ضد هؤلاء الخارجين عن القانون، الخوارج عن الإسلام، لم تنته بعد. فالفوز في الحرب يتطلب نهجا شاملا طويل الأجل، يجمع بين الإجراءات الأمنية والمبادرات القوية التي تدعم الاندماج والأمل. على الإنترنت وخارجه، يجب علينا مواجهة كل، وأقول كل إيديولوجيات الكراهية، بما في ذلك الكراهية الموجهة ضد الإسلام”.

وعن أزمة اللاجئين، أشار العاهل الأردني إلى أن بلاده قد تحملت عبئا عظيما وغير متساوٍ من هذه الأزمة، مما أثر على الخدمات العامة والموارد.

الأردن يدعم كل الجهود متعددة الأطراف لمساعدة سوريا على تحقيق حل سياسي، يقوم على مباحثات جنيف

وقال: “لقد فتح شعبنا منازله ومدارسه وخدماته العامة ومستشفياته. لقد شاركنا موارد بلادنا النادرة، شاركنا غذائنا وطاقتنا ومياهنا الثمينة. لقد أعاقت الأزمة النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل، والوظائف التي يحتاج إليها شبابنا بشكل عاجل، والذين يمثلون أكثر من 60% من سكانها”..

وشدد العاهل الأردني على أن هذه الأزمة مسؤولية عالمية، وأن التضحيات التي قدمها الأردن وغيره من البلدان يمكن فقط أن تستمر إذا ما حافظ مجتمع المانحين على وعوده. “ويعني ذلك استمرار الجهود متعددة المسارات في مجال دعم التنمية والمساعدة الإنسانية،” حسب قوله.  وأضاف: “الأردن يدعم كل الجهود متعددة الأطراف لمساعدة سوريا على تحقيق حل سياسي، يقوم على مباحثات جنيف الذي نتقاسمه جميعا. فالسلام والازدهار يحتاجان إلى عمل جماعي ثابت”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية