المندوبية الليبية في الجامعة العربية تطالب باجتماع طارئ لبحث العدوان الإسرائيلي على سوريا وتساؤلات حول البديل الاستراتيجي لموسكو

نسرين سليمان
حجم الخط
0

طرابلس – «القدس العربي»: في حديث شديد اللهجة، وبعد الاعتداءات التي قامت بها إسرائيل في الأراضي السورية أيضاً، طالبت المندوبية الليبية لدى جامعة الدول العربية المندوبين الدائمين لدى الجامعة إلى اجتماع طارئ لبحث العدوان الإسرائيلي على سوريا.
ووفقاً لما نشرته المندوبية على حسابها الرسمي بفيسبوك، فإنه من المتوقع أن يعقد الاجتماع خلال اليومين القادمين، وسيُتخذ إجراءات عاجلة بشأن التغول الإسرائيلي في الأراضي السورية، وفق تعبيرها.
وكانت دولة الاحتلال قد أعلنت عبر إذاعة جيشها أن توغلها العسكري في جنوب سوريا وصل إلى نحو 25 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من العاصمة دمشق.
ومنذ سقوط الأسد، شنت إسرائيل عشرات الغارات على مواقع عسكرية بذريعة تدمير الأسلحة الإستراتيجية السورية التي قد تشكل تهديداً لها.
واستهدفت في غاراتها عدداً من المواقع العسكرية في مدينة درعا جنوبي سوريا، من بينها مقر اللواء “132”، إلى جانب استهدافها مركز البحوث العلمية في برزة في دمشق.
كما استهدفت الغارات الإسرائيلية قواعد جوية رئيسية في سوريا، ودمرت بنية تحتية وعشرات الطائرات المروحية والمقاتلات إلى جانب كتيبة الدفاع الجوي التابعة للجيش السوري في منطقة معلولا بريف دمشق.
ويعد التوغل الإسرائيلي على الأراضي السورية خرقاً لاتفاقية فك الاشتباك بين سوريا والاحتلال الإسرائيلي عام 1974، إلا أن إسرائيل تبرر تحركاتها بالضرورات الأمنية.
وظلت المنطقة العازلة بين سوريا ودولة الاحتلال، لقرابة 50 عاماً خاضعة للاتفاق لفصل القوات التي تحاربت في أكتوبر عام 1973.
وفي سياق آخر، يطرح غياب نظام الأسد والانسحاب التدريجي لروسيا تساؤلات عديدة حول الخيار البديل لموسكو على اعتبار أنها كانت تأخذ من القواعد العسكرية السورية نقطة انطلاق أولى لأنشطتها الممتدة حتى أفريقيا.
وفي هذا الإطار، قالت صحيفة إيور اسيان تايمز إن موسكو في حاجة إلى خيار بديل لحماية مصالحها في الشرق الأوسط وإفريقيا، ويبرز ميناء طبرق في منطقة برقة الليبية كخيار واعد لاستضافة العمليات البحرية الروسية.
وأضافت أن وجود طراد وفرقاطتين روسيتين ترسوان في ميناء طبرق، إلى جانب زيارة يفكيروف لحفتر، هي إشارات لاحتمالية توقيع اتفاق بين الجانبين يمنح روسيا حق الوصول البحري إلى الميناء.
وأشارت الصحيفة إلى أن موسكو ستضمن عبر ميناء طبرق، سهولة الوصول إلى مصر والجزائر وتونس والحفاظ على عمل أسطولها في البحر الأبيض المتوسط.
واستندت الصحيفة إلى آراء محللين عسكريين غربيين، قالوا إن فقدان السيطرة على طرطوس سيلحق ضرراً كبيراً بقدرة روسيا على فرض قوتها في الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط وإفريقيا.
وتواجه روسيا بحسب الصحيفة، قراراً محورياً؛ إما الدفاع عن قواعدها بأي ثمن أو استكشاف إستراتيجيات بديلة، وفي حال انسحابها ستدرس موسكو خيارات أخرى لتأمين مصالحها.
وتعد قاعدة طرطوس مركز الإصلاح والتجديد الوحيد لروسيا في البحر الأبيض المتوسط، ونقطة لوجستية رئيسية للعمليات العسكرية الروسية في إفريقيا.
وفي سياق آخر، آثار سقوط نظام الأسد في المجمل ردود فعل عديدة على المستوى المحلي الليبي، أولها كان من خالد المشري ومحمد تكالة اللذين قدما التهاني للشعب السوري بنجاح الثورة، معربين عن تطلعهما إلى مستقبل مشرق لسوريا. واعتبر تكالة في بيان له، أن نجاح الثورة السورية هو انتصار للحق والعدالة والإنسانية جمعاء، وهو رسالة للعام أن الشعوب التي تنشد الكرامة ستنتصر مهما كانت التحديات كبيرة.
ودعا الشعب السوري إلى رص الصفوف لبناء البلاد واحتضان كافة أبناء الوطن للوصول إلى الاستقرار.
و بارك المشري للشعب السوري بانتهاء نظام الأسد وانتصار الثورة السورية، مشيراً في بيان له إلى أن التحديات القادمة لا تقل صعوبة عن مرحلة التحرير.
وهو اعتبر أن هذا النصر يعكس إرادة الشعب السوري القوية وعزيمته في السعي نحو الحرية والكرامة، متمنياً أن تنتهي مآسي المهجرين التي طالت لسنوات.
و أكدت خارجية حكومة الوحدة الوطنية على دعم ليبيا الثابت لنضال السوريين المشروع ضد الاستبداد وانحيازها تماماً لمطالب الشعب السوري العادلة، ووقوفها مع ثورته ضد الطغيان.
وجاء في بيان لها، تعبيرها عن احترام ليبيا الكامل لإرادة الشعب السوري وتطلعاته نحو الحرية والعدالة، وأن تكون التطورات الأخيرة منطلقاً لبناء دولة مدنية ديمقراطية، تلبي آمال السوريين، وتحقق العدالة لأبناء الوطن.
كما باركت دار الإفتاء الليبية للشعب السوري بسقوط نطام الأسد وتحرير كامل البلاد من نظام حكمه، راجية عودة آمنة للنازحين إلى ديارهم.
وأوصت في بيان لها، السوريين بأن يكونوا في مقام المسؤولية وألا يسمحوا لأحد بسرقة مجهودهم وتضحياتهم، والمحافظة على البلاد والانتصارات التي قدمها المدافعون عن الثورة السورية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية