الموت اكبر من الاشخاص لكن ما بالك باحياء اموات!

حجم الخط
0

الموت اكبر من الاشخاص لكن ما بالك باحياء اموات!

الموت اكبر من الاشخاص لكن ما بالك باحياء اموات! شارون يصارع الموت، نهاية الطاغية، البلدوزر قي غيبوبة الموت، نماذج لعناوين الصحف العربية، كأن شارون يمرض بطريقة جديدة أو يموت بأسلوب مختلف، محاولات تعيسة لخلط الواقع بالتشفي، لتحميل مصير لا مفر منه بما يتنافي مع حقيقته، لا المرض انتقام إلهي ولا الموت تأديب. رحل عبر التاريخ، قديمه وحديثه، من عملوا الصالحات، من وجهة نظر أصحاب مقولة المرض والموت تأديب وانتقام، كانت محنتهم أقسي مما يتعرض له شارون، بُشِروا بالجنة كما يوعد شارون بجهنم. حتي المرض والموت أصبحا عرضة للتأويل والتبرير، كأن فيهما انتقاء، كأن لهما القدرة علي التمييز بين الصالح والفاسد. أسلوب ملتو يؤكد أننا علي موعد دائم مع الاندحار والانحدار والرجوع للخلف، لا نصارح، لا نبحث، لا نكد. المشكلة ليست في شارون وحده أو في غيره، هل نسينا بعبع موشي ديان وعفريت غولدا مائير وغول مناحم بيغين وجنون بنيامين نتانياهو؟ كم أطاروا النوم من العيون وتوهوا العقول التعيسة، ما أكثر من سيأتي وما أتعسنا من طول الليالي التي لن تعرف فيها جفونا النوم. لم نبرع إلا في الكلام الناري والتشنج والتأويل والتفسير بالهوي، حاربنا أنفسنا قبل أن نحارب أعداءنا، فهمونا ووضعونا في حجمنا الصحيح، لم يهتزوا، استغلوا زلات ألسنتنا الفالتة وشطحات عقولنا الخاوية ليزيحونا من كل مكان علي سطح الأرض. د. حسام محمود أحمد فهميمصر6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية