انشغل المفكر السوري فراس السواح على مدى خمسة عقود تقريبا، في دراسة تاريخ الميثولوجيا القديمة، وتطور الوعي الأسطوري والديني في منطقة الشرق القديم (العراق وسوريا ومصر) على وجه التحديد. ومنذ كتابه الأول «مغامرة العقل الأول» الذي صدر سنة 1976، حاول السواح الانتصار للميثولوجيا أو الأساطير القديمة، عبر القول إن الأسطورة لا تمثل خرافة، أو مجرد حكاية بسيطة، بل هي محاولة لوضع مفهوم معقول للوجود. فهي من هذا الباب تمثل الإطار الأسبق، والأداة الأقدم للتفكير الإنساني المبدع. وبعد هذا الكتاب عاد السواح في «لغز عشتار»، وقدم أطروحة جديدة تقول إن الميثولوجيا القديمة تكشف لنا أن المرأة قد حظيت بمكانة كبيرة في العصور الأولى، فمن جسدها نشأت حياة جديدة، غير أن ظهور المدن الكبيرة ذات التنظيمات السياسية والاقتصادية المعقدة، غير من مكانة المرأة، وخلافا لمن يربط بين المرأة والحداثة والمدينة، وجد أن تكوين المدن ذات النظام المركزي، والهرم السلطوي، والطبقي التسلسلي الصارم، وتمركز السلطة في يد الملك، كل ذلك ادى إلى الحط من دور المرأة وتهميشها.
ويمكن القول إن باقي مشاريع السواح، التي تجاوزت العشرين عملاً بقيت، تدور حول الأساطير والدين، وما يحسب له أيضاً أنه حاول الربط بين الأساطير والأديان القديمة، وبين اليهودية والمسيحية، اذ يعتقد أنه لا يمكن دراسة الأديان التوحيدية، بمعزل عن الأديان الشرقية القديمة، خاصة أن كثيرا من أساطير أو قصص الخلق لدى الأديان التوحيدية، هي ذاتها التي نراها في ديانة الشرق القديم. من هنا بدا السواح، وهو يسافر في عالم أساطير الخلق والتكوين التوحيدية، يمتلك عدة مختلفة بعض الشيء عن المؤرخين التقليديين لهذه المرحلة، فقد بقي ينظر لها من زاوية إلمامه ومعرفته العميقة بتاريخ الأسطورة القديمة، ولذلك نراه في كتبه يتوقف طويلا ويجري مقارنات عديدة، بحيث نكتشف معه أحيانا أن كثيرا من قصص الأديان التوحيدية، تشكلت بذورها الأولى في الأديان القديمة. وكمثال على هذه العلاقة، يمكن الإشارة مثلا لكتابه «الرحمن والشيطان»، الذي قدم فيه تصورا لفكرة ولادة الشيطان في الأديان القديمة، ولاحقا التوحيدية (اليهودية والمسيحية)، فهو يرى أن زرادشت كان أول من تصور وجود مبدأ كوني للشر، ولذلك اقترح وضع هذا الشر في شخصية ما ورائية كبرى، في المقابل نرى أن فكرة الشيطان لا وجود لها في المعتقد التوراتي للحرص على وحدانية الله، وأيضا لأن الإله بقي يتصرف بوصفه صانع الخير والشر، مما دفع الشيطان إلى دائرة الظل، ليعود لاحقاً مع ظهور الإسلام، ويصبح المسؤول عن كل الشرور. وبالتالي فإن فكرة الشيطان لم تكن نتاج الفكر الديني التوحيدي، وإنما قامت بالتعديل على صورته في الأديان القديمة.
الميثولوجيا الإسلامية.. زيارة متأخرة
على الرغم من انشغال السواح في العقود الأخيرة، بقراءة كثير من القصص والأساطير أو الميثولوجيا الإسلامية، وهو ما بدا مثلا في كتابه «القصص القرآنية ومتوازياته التوراتية»، مع ذلك فإن ما سجل على مشروعه أحيانا، أنه بقي يدور على تخوم الإسلام وقصص الخلق الأول القرآنية، دون أن يخوض أكثر في تاريخ وبدايات هذا الإسلام، كما فعل في كتب سابقة له عن اليهودية والمسيحية. وفي رده على هذه الملاحظة، يؤكد السواح أن هذا التأخر لم يكن مقصوداً، أو خوفاً من إثارة المتاعب والنقاشات، وإنما هو انشغاله بدراسة الأساطير والميثولوجيا القديمة، لكنه يقر بالمقابل بضرورة أن يولي الباحثون اليوم لدراسة المرويات والأساطير الإسلامية اهتماما أوسع وأكبر، خاصة أن هذه الأساطير أيضا ساهمت في خلق إسلامين، إن صح التعبير، الأول الإسلام الشعبوي، والثاني الإسلام النخبوي. ويمكن القول إن هذه الفكرة حول الإسلامين، هي ما ستكون محور كتابه الجديد «الوحي والنص.. قراءة في المشروع المحمدي» دار التكوين. إذ بدا في هذا الكتاب، وهو يحاول الخوض هذه المرة في بدايات تاريخ الإسلام، والأساطير الإسلامية عن الخلق والأنبياء، لكن النقطة المحورية في كتابه، هي أن السواح يعتقد أن هناك إسلاما شعبيا أو شعبويا، تشكل مع نهاية القرن الأول، وبداية الثاني الهجري، وأن هذا الإسلام أخذ يصيغ ويعيد كتابة الإسلام المبكر، ويؤسس لآلاف المرويات والأساطير وحتى القصص عن النبي، وهي مرويات لا سند لها في مصادر أخرى، من هنا فإن مهمة الباحث في تاريخ الإسلام المبكر، كما يعتقد، هو فك هذا الاشتباك بين الحدث التاريخي، والمتخيل أو القصصي، الذي تشكل بعد ذلك. ولذلك يقرر السواح منذ الصفحات الأولى، أن يخوض نقاشا مع الإسلام، أو المخيال الشعبي حول بدايات الإسلام، فهو يعتقد خلال دراسته لتاريخ مكة، أن هذه البقعة التي تخيلها المسلمون بوصفها مركزا للجزيرة، وبوصفها مدينة تعج بالأفكار الجاهلية والأصنام، ليست هي مكة ذاتها في التاريخ الواقعي، فهو يعتقد أن مكة كانت بلدة صغيرة قبل الإسلام، وان الحديث عن تجارتها وأسواقها فيه كثير من المبالغة، لأن التجارة في ذاك العصر كانت تتطلب تنظيما سياسيا، ووجود هيئات رقابة، وهو ما لم يتوفر فيها، إذ لم تنشأ فيها سلطة مركزية، وكان القرار يحصل بالإجماع، وأهلها منقسمون إلى شعاب، وفي ظل هذا الانقسام، يبدو من القبول بفكرة أن مكة كانت مركزا تجاريا كبيرا . وحتى على صعيد الآلهة، فهو يعتقد، خلافا لما كتبه جواد علي مثلا عن آلهة مكة، أن المصادر الإسلامية بالغت في عدد الأصنام التي احتوتها الكعبة، فجواد علي يقول في ذلك ما يلي «لقد ضم البيت عدداً كبيراً من الأصنام يكاد يجمع شمل أصنام أكثر القبائل يومئذ حتى صار بانثيونا، أو متحفاً، أو مخزنا تكدست فيه الأوثان من مختلف الأحجام والمواد»، وهو وصف يعتقد السواح أنه وصف مبالغ فيه، إذ أن معرفتنا بالحضارة القديمة شرقا وغربا، لم تزودنا بمعلومات عن معبد احتوى على هذا العدد من التماثيل والصور، فالبارثنون في أثينا القرن الخامس قبل الميلاد على سعته وعظمته لم يحتو إلا على تمثال للإلهة أثينا، وكذلك الأمر في معابد الرومان والهندوس والشرق القديم، ولذلك فإن الكعبة لم تحتو، كما يعتقد، إلا على صنم للإله هبل إضافة إلى رأس الكبش والحجر الأسود.
ظهور جبريل في الإسلام
يخوض السواح في تفاصيل عديدة من واقع مكة عشية الإسلام، ويقدم في هذا الجانب سرديات مختلفة عديدة، وهي سرديات قد تبدو مغايرة للمخيال الشعبي الذي تشكل عن تلك الفترة. وبعد ذلك ينتقل لدراسة ظهور النبي محمد، واللافت هنا أنه خلافا لمن قد يعتقد أن السواح قد ينظر للنبي بوصفه شخصاً عادياً، كما فعل بعض الباحثين في قراءتهم للنبي مثل، معروف الرصافي، أو حتى هشام جعيط، نرى السواح يسجل هنا ملاحظات عديدة على مناهج هؤلاء الباحثين، ويعتقد أن الأدوات التي اعتمدوها، وبالأخص جعيط، قد قللت وقزمت من أهمية قراءة الحدث النبوي. فظهور النبي محمد في رأي السواح كان بمثابة إكمال للمشروع التوحيدي، وربما نستطيع القول إنه قد يمثل إكمالا حتى لبعض الأفكار في الأديان القديمة. يعتقد السواح أن النبي محمد كان رجلاً مثقفاً ابن عصره، وأن هذه الثقافة الواسعة، لا شك أنه لم يكتسبها فقط في مكة المعزولة، بل ربما عاش لفترة من الزمن في بلاد الشام، وهناك تعرف أكثر على ثقافات العالم، وعاد بعدها إلى مكة وحاول الدفاع عن دعوته لثلاث عشرة سنة، وبعدها شعر بالفشل في مكة، ولذلك قرر الانتقال إلى يثرب. وفي المدينة الجديدة، صاغ النبي محمد ما سمي بميثاق أو صحيفة المدينة، وهي في رأي السواح تعد أول إعلان دستوري في التاريخ، إذ بدا من خلالها النبي وهو يقود ويؤسس لمجتمع أكثر عدالة، ومجتمع يؤمن بثقافة الآخر ومعتقداته. وربما لن نقف طويلاً عند هذا السرد، وإن ما يهمنا هو الجانب الميثولوجي من قصة ظهور النبي، ونعني بذلك قصة ظهور جبريل، ولاحقا قصة الإسراء والمعراج.
هنا يبدو السواح، أكثر قدرة على فهم هذا الحدث ودلالاته أحيانا، من المؤرخ العادي، الذي قد ينفي هذه القصص لكونها تتجاوز العقل، بينما نرى السواح وبحكم اطلاعه على الأديان القديمة وأساطيرها، مدركاً أهمية وحساسية هذه الأحداث وقصصها في تشكيل الإسلام المبكر. فعلى صعيد جبريل، وهو الملاك الذي كما تروي المرويات الإسلامية نزل على النبي في غار حراء مطالباً إياه بالقراءة. ما يسجله السواح على المرويات الإسلامية هنا، إنها نزعت عن جبريل هالة القداسة الملائكية، وجعلت منه زائراً عاديا يأتي النبي في أي وقت مثلما يفعل الجار أو الصديق. في المقابل يقدم لنا السواح هنا تصوراً آخر عن جبريل، إذ يعتقد أن جبريل لم يكن ملاكاً في الأساس، وأنه في اليهودية مثلا لا وجود لهذا الملاك، وإنما يحدث اللقاء مع الرب لا بذاته، بل من خلال كينونة قدسية، قد تبدو من خلال هيئة نارية، عندما رأى موسى شجيرة صحراوية تتقد بالنار دون أن تحترق، وفي الإسلام نرى هذه الكينونة القدسية تتمثل في هيئة ما، لكن هذا الظهور لا يعني أنه يعبر عن وجود شخصية تدعى جبريل، وإنما هذا الظهور هو أيضا امتداد إن صح التعبير لظهور الرب في التوراة، فكما ظهر مع موسى تارة على شكل نار، وأخرى على شكل سحاب، فقد ظهر للنبي محمد على شكل أو هيئة جبريل، ما يعني أن جبريل ليس ملاكا، وإنما هو يمثل طيفا أو خيال الله.
وحول قصة الإسراء والمعراج، يعتقد السواح أن فكرة الصعود نحو السماء ليست فكرة جديدة في تاريخ الأديان، إذ تكشف لنا الأساطير الرافدانية عن قصص عديدة حول صعود الإنسان إلى السماء مثل قصة أدابا وقصة إيتانا، كما أن البراق الذي حمل النبي، هو عنصر ميثولوجي شائع في ثقافة الشرق القديم، ويدعى في اللغة اليونانية سفينكس، وهو كائن بجسم حيواني ورأس إنساني وجناح طائر، ويدعى في التوراة كروب بصيغة المفرد وكروبيم بصيغة الجمع، ما يعني أن الميثولوجيا الإسلامية لم تتكون بعيداً عن الميثولوجيا القديمة، الأمر الذي يؤكد للسواح أن الإسلام مثل آخر حلقة من حلقات الملحمة الدينية الكبرى.
كاتب سوري
في برنامج “السؤال الصعب” على قناة سكاي نيوز الفضائية قال فراس السواح :
” الحجاب ليس فريضة ولا يوجد جنة ولا نار” !!!!!
ولا حول ولا قوة الا بالله
لم أقرأ مغامرة العقل الأولى. فليهنأ من قرأها بالمغامرة، و بعقل فراس السواح!
تحياتي للسّيد محمد تركي الربيعو.اختياراتك ذات جاذبيّة ثقافيّة / فكريّة في العديد من عروض مقالاتك المختارة… بشكل عامّ أنّ مشكلة الباحثين العرب ( على وجه الخصوص ) وهم يدرسون ظواهر التراث والتاريخ الشرقيّ في: اليهوديّة والنصرانيّة والإسلام.وما له علاقة بها؛ لا يضعون المعايير لتحديد المنطلقات والمفاهيم كي يتمّ البناء عليها؛ كمفاتيح للمعرفة الصواب؛ فإذا لم تكُ المدخلات صحيحة؛ فلن تكون المخرجات صحيحة.بل يعتمدون فقط المناهج الغربيّة كمقياس للظواهر الشرقيّة؛ ومن هنا يكون الافتراق؛ وعدم تحقيق نتائج تستحق التأثير المعرفيّ الفعّال.
إنّ أدوات المنهج يجب أنْ تشبه الواقع قيد الدراسة…فلا ينفع أنْ أدرس ظاهرة فرنسيّة بأدوات صينيّة؛ خاصّة في الدراسات التاريخيّة بكلّ أنواعها؛ ممكن ذلك في الأبحاث التطبيقيّة العلميّة كالطبّ على سبيل المثال؛ لأنه مشترك للجسد الإنسانيّ…السّيد فراس السّواح صاحب باع في الدراسات الميثولوجيّة { الشرقيّة } وقرأت له الكثير؛ ولديّ عليه الأكثر؛ خاصّة في تركيبة الخرافة والأسطورة.فالخرافة هي نواة الأسطورة؛ وليست منفصلة عنها كما يقولون…فهما كالجبت والطاغوت.
وهنا فقط أسأل هذا السؤال لما ورد في العرض وهو عنوان كتاب السّواح : { الرّحمن والشّيطان }.هووغيره لا يعلمون معنى الرّحمن.بل أخذوه من الفعل رحم ؛ ولا علاقة لاسم الرّحمن برحم وبالرّحمة مطلقًا؛ إنما الرّحيم فقط من الرّحمة.فكيف يناظرويقارن المؤلف بين الرّحمن والشّيطان هكذا؟ هذا محال لأنّ مهجيته في فهم المنطلقات والمفاهيم غيرصحيحة. وأقول بيقين إنّ { الرّحمن } اسم قديم قائم بذاته غير مشتقّ يعود إلى عهد النبيّ إبراهيم؛ وهو اسم لله سبحانه وحده؛ لكنه يُطلق كصفة فقط على غير الله…وأوّل منْ حمل صفة الرّحمن سيدنا إبراهيم الخليل؛ ومن الأنبياء سيدنا موسى الكليم وسيدنا محمد النبيّ الخاتم.فما معنى { الرّحمن }؟
لقد ورد الرّحمن كاسم وصفة في القرآن (57) مرّة؛ ما عدا وروده في البسملة.وأغلب وروده قرين الحزم العادل ضد الظالمين وقرين نزول المطروقرين المرأة…ومعنى الرّحمن: القاضي العادل الحازم المنيع الذي يبلغ إلى أيّ إنسان ومكان من دون مانع؛ ولا يمتنع عليه ممتنع؛ ولا يصدّ أمره معاند مهما بلغت قدرته وقوته.هذا هو ملخّص معنى الرّحمن؛ وفيه تفاصيل.لم أكن أرغب بنشرها الآن؛ لأنّ ذلك سيصدر في كتاب جديد إنْ شاء الله الرّحمن. أما المقارنة بين قصص: التّوراة والأناجيل والقرآن؛ في أبحاثه؛ فنصيحتي له أنْ يتوّقف عنها لأنها بلا ثمرة ولن تحقق نمو الشّجرة المنتظرة؛ وأختصر السبب؛ هو كمن يريد وضع صاروخ فرط صوتيّ في غمد سيف عنترة. وليراجع منهجيته البحثيّة بدقة عميقة باصرة؛ كي لا يضييع جهوده المعتبرة.أقول هذا بعدما قرأت كتابه عن مغامرة العقل لثلاث مرات مكررة.
يوجد الأدب المقارن و يوجد التاريخ، والأنثرويولوجيا، وعلم الاجتماع وغير ذلك
الأصل في الاشياء أن الله لما خلق الانسان و ميزه بالعقل ليختار بعث ٱدم نبيا ليعلم ذريته التوحيد ثم تعددت المجتمعات الأسرية و تاه بينهم التوحيد ليتحول من عبادة الله الى التقرب الى الله بواسطة من كانوا ملقنين ثم جسد ذلك بواسطة تماثيل أو أصنام إدعوا انهم يتقربون بها الى الله وبذلك نشأت الأسطورة الدينية
أما ٱدم فقد كان يعرف الشيطان و كان يعرف إنه تجسيد للاغواء و الشر لذلك كان التنبيه لذريته أن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدو
ثم بعث الله النبيين منذرين و مبشرين الى أقوامهم و لقد كانت المجتمعات في الطور القبلي وهو سبب الشرائع القبلية الى أن بعث الله خاتم الانبياء ليتحول الدين من قبلي الى إنساني عالمي
أما باانسبة لنزول الوحي فالقرٱن أوضح أن الملك جبريل هو المكلف بتبليغه الى رسله وهو أعظم الملائكة و لقد رٱه الرسول محمد صلعم في الافق المبين و قام بمرافقة في رحلة الاسراء والمعراج الى السماء
لم تنشأ الأديان أسطورة بل بعث الدين بواسطة الانبياء والرسل و حرف في كل مرة ليحوله الكهنة الى أسطورة تصحح بواسطة كل رسول ليعاد تحريفه فيصحح من جديد
الاسمان الرحيم والرحمن كلامهما مشتق من الرحمة ومن يعارض ذلك فإنما يخطل في أحسن أحواله :
فأما الاسم الرحيم، باختصار شديد هنا، فمعناه ذو الرحمة الخاصة بالبشر دون غيرهم كما جاء ذكره في القرآن الكريم، {إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (البقرة: 143)، وكذلك المؤمنون، بطبيعة الحال، هم جزء من البشر كما ورد ذكره أيضا، {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} (الأحزاب: 43)..
وأما اسم المبالغة الرحمن، على الخلاف الدلالي والوزني، فمعناه هنا ذو الرحمة العامّة والشاملة لكافة الخلق، الإنسان والحيوان وما بينهما، ولهذا السبب جاء هذا الاسم بصيغة المبالغة على وزن فعلان – فمو كل واحد يأتينا ويفسّر الآيات على كيفه ويسبب التشويش والفتن..