أنطاكيا- «القدس العربي»: أصدرت قوات النظام السوري قراراً بوقف منح الإجازات للعسكريين في صفوفها، ومنعت بموجبه العسكريين من مغادرة النقاط والثكنات العسكرية. وأوضحت مصادر إعلامية محلية، أن النظام استنفر جميع وحداته العسكرية وخصوصاً المنتشرة في البادية السورية، مرجعة ذلك إلى الهجوم الأخير الذي شنته خلايا تابعة لتنظيم «الدولة»، على حافلة ركاب قرب محطة T3 في بادية السخنة والذي أسفر عن مقتل 13 عنصراً. كذلك أشارت المصادر، إلى تزامن ذلك مع تحركات عسكرية من جانب الميليشيات المدعومة من «الحرس الثوري» الإيراني في أرياف حلب الجنوبية والغربية.
وقال الصحافي السوري في «وكالة ثقة» المحلية، محمود طلحة، إن قوات النظام والميليشيات تعيد انتشارها في أكثر من منطقة سورية، وتحديداً بعد بدء روسيا هجومها على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير الماضي. وفي حديثه لـ«القدس العربي»، أشار طلحة إلى تخوف النظام السوري والميليشيات من أن يُعطي انشغال روسيا لحربها بأوكرانيا، خلايا التنظيم وخصوصاً في البادية فرصة لزيادة العمليات العسكرية التي تستهدف جيش النظام والميليشيات. ولفت طلحة إلى الأنباء التي تؤكد سحب روسيا للعشرات من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية من سوريا إلى أوكرانيا، مضيفاً أن ذلك: «زاد من مخاوف قوات النظام والميليشيات، ما دفعها إلى رفع جاهزيتها العسكرية، وتطبيق حالة الاستنفار العسكري».
ومثل طلحة، أرجع القيادي في الجيش السوري الحر، النقيب عبد السلام عبد الرزاق، التدابير التي بدأ جيش النظام بتطبيقها، إلى الخوف من هجمات التنظيم، لافتاً إلى خسارة قوات النظام لجزء كبير من الغطاء الجوي، الذي كانت تؤمنه الطائرات الروسية. وأشار في حديثه لـ«القدس العربي»، إلى أن رفع حالة الجاهزية العسكرية، يأتي خشية تعرض الحواجز والثكنات لهجمات كبيرة من التنظيم، مؤكداً أن خلايا الأخير زادت من نشاطها في المرحلة الأخيرة.
والأحد، أعلن النظام السوري مقتل 13 عسكرياً، بينهم عدد من الضباط، وجرح 18 آخرين، في هجوم على حافلة مبيت عسكرية في بادية تدمر شرق المحطة الثالثة، بمختلف أنواع الأسلحة. ووفق مصادر عسكرية معارضة، سحبن روسيا عناصر من مجموعات «فاغنر» يطلقون على تشكيلهم اسم «صائدو داعش «إلى أوكرانيا، حيث كانوا ينتشرون في منطقتي تدمر ودير الزور.
وفي شباط/فبراير الماضي، أجرت روسيا مناورات وتدريبات لقوات النظام بمشاركة قواتها في سوريا في دير الزور شرق سوريا، وكثفت مقاتلاتها من ضرباتها الجوية على مناطق تنشط فيها خلايا التنظيم في البادية السورية، لكن بعد بدء روسيا اجتياح أوكرانيا سجل النشاط العسكري لقواتها في سوريا تراجعاً كبيراً. ووفق تقديرات عسكرية، فإن ما يصعب مهمة القضاء على خلايا التنظيم هو انتشارها في مناطق مترامية ومفتوحة في البادية التي تربط بين الرقة ودير الزور وحلب وحماة وحمص وريف دمشق والسويداء.
وقالت شبكات محلية إن قوات النظام السوري مدعومة بميليشيات «فاطميون» و»زينبيون» بدأت بحملة عسكرية جديدة لتمشيط البادية السورية، وذلك بعد تزايد هجمات خلايا التنظيم على مواقع وأرتال الميليشيات. وأكدت شبكة «فرات بوست» أن ميليشيا «فاطميون» الأفغانية أرسلت تعزيزات ضخمة من مواقعها في بلدة السخنة في ريف حمص الشرقي في اتجاه بادية الرصافة في ريف الرقة للمشاركة في الحملة ضد خلايا التنظيم. أما من جانب النظام، حسب الشبكة، يشارك في الحملة الفيلق الخامس، ولواء القدس و»أسود الشرقية» والدفاع الوطني.