النفوذ الإسرائيلي في الانتخابات الإيطالية يمنع أحزاب اليمين واليسار من “التضامن مع فلسطين”

رائد صالحة
حجم الخط
3

واشنطن- “القدس العربي”: أثارت تغريدة لمرشح شاب من الحزب الديمقراطي الإيطالي عاصفة نارية من الجدل في الخطاب السياسي الإيطالي قبل الانتخابات العامة المقبلة، المقرر إجراؤها في 25 سبتمبر.
ولم يلتفت أي أحد تقريباً للتغريدة، التي نشرها المرشح اليساري رفائيل لاريجينا لأول مرة في عام 2020، وكانت تقول ” هل تؤمن أكثر بوجود إسرائيل أم الأجانب؟”، حتى قامت صحيفة “جورنال” اليمينية، المملوكة لعائلة برلسكوني بإعادة نشر التغريدة، لتبدأ بعدها حملة واسعة النطاق من الإدانات، وفقاً لموقع “موندويز”.

تغريدة “هل تؤمن أكثر بوجود إسرائيل أم الأجانب؟” أثارت عاصفة نارية من الجدل في الخطاب السياسي الإيطالي

ووبخ الحزب الديمقراطي مرشحه، الذي لا يتجاوز من العمر 29 عاما، على نشر التغريدة وطلب منه الاعتذار علناً في مؤتمر صحافي على قيامه بنشر تغريدات تدين الاحتلال غير القانوني للقدس العربية وتعليقات تعبر عن التضامن مع فلسطين، وقال رئيس الوزراء الإيطالي السابق والسكرتير الوطني ، إنريكو ليتا، إنه لم يشكك في حق وجود إسرائيل كدولة.
ولم تتوقف هجمات اليمين على الرغم من هذا الاعتذار، وفي النهاية، طلب الحزب الديمقراطي من المرشح الشاب التخلي عن السباق الانتخابي.
وذهب ماتيو ساليفيني، نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية السابق، إلى أبعد من ذلك، حيث أظهر أنه لا يزال يسير على خطى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وقال إنه سيعترف بالقدس عاصمة إسرائيل وسينقل السفارة من تل أبيب، ولكن جيورجيا ميلوني، التي تقود الائتلاف اليميني، كانت أكثر حذراً وغموضاً في التصريحات، خاصة فيما يتعلق بقضية نقل السفارة إلى تل أبيب.

ترتبط إسرائيل وإيطاليا بشراكة مغموسة بالمال والدم في سوق السلاح

ولاحظ تقرير “موندويز” اختلافاً كبيراً في لهجة ميلوني بالنسبة للقضية الفلسطينية على الرغم من الغموض بشأن نقل السفارة، حيث نشرت تغريدات في عام 2014 على مواقع التواصل الاجتماعي تقول إنه لا يوجد أي سبب عادل لسفك دماء الإبرياء، تعليقاً على مذبحة أخرى لأطفال غزة أثناء العدوان الإسرائيلي، ولكنها في عام 2021 قالت في تغريدة تعليقا على العدوان الإسرائيلي على غزة إنها تدين صواريخ حركة حماس على إسرائيل، وفي تصريحات لاحقة، ذكرت ميلوني أن “وجود إسرائيل هو أمر حيوي”.
وأوضحت الكاتبة إليسا برونلي في مقال “موندويز” أن محاولات الدول الأوروبية تقليص الاعتماد على الغاز الروسي بعد الحرب في أوكرانيا عكست أحدث الأسباب، التي تدعو حكام إيطاليا، أو أولئك الذين يستعدون لحكم البلاد، إلى إرضاء إسرائيل وعدم التضامن مع فلسطين، حيث تحاول إيطاليا الحصول على الغاز عبر خط أنابيب يمر عبر إسرائيل وقبرص واليونان.
ولا تقتصر المصالح المتداخلة على جانبي البحر المتوسط على واردات الطاقة، حيث ترتبط إيطاليا وإسرائيل في شراكة مغموسة بالمال والدم في سوق السلاح، ولاحظت الكاتبة أن إيطاليا تستفيد من العمليات العسكرية الإسرائيلية على المدنيين في الضفة وغزة وكذلك في سوريا ولبنان، مشيرة إلى أن إيطاليا أرسلت أول شحنة أسلحة لإسرائيل في عام 1947.
وأرسلت إيطاليا أربع قاذفات مقاتلة إلى إسرائيل، قبل أيام من العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، للمشاركة في تمرين “درع البرق” في صحراء النقب، وتستثمر إيطاليا الكثير من الموارد الضخمة في تقنيات الأقمار الصناعية، التي تنتجها إسرائيل.
وخلصت الكاتبة إلى أن آلة الحرب الإسرائيلية نجحت في اختراق الجهاز السياسي والعسكري في إيطاليا، ولكن أسوأ ما في الأمر هو أن إيطاليا أصبحت تنتهج “النموذج الإسرائيلي” في العلاقات الدولية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبدالله:

    ومن قال بان هؤلاء المستعمرين سيكونوا افضل من غيرهم .

  2. يقول loco:

    وهل ترك الصهاينة بلد بدون هيمنتهم ؟

    1. يقول لا تتحدثوا بلساني للتلفيق:

      صدقت والله ?

اشترك في قائمتنا البريدية