النيابة الجزائرية تطلب السجن 10 أعوام بحق الكاتب بوعلام صنصال والحكم بعد أسبوع

حجم الخط
28

الجزائر ـ “القدس العربي”:

في تطور مفاجئ، أحيل الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال على محكمة الجنح بالجزائر العاصمة، بعد نحو 5 أشهر من إيداعه السجن المؤقت، عن وقائع تتعلق بالمساس بوحدة الوطن وعدة تهم أخرى، عقب تصريحاته التي نسب فيها جزءا من التراب الجزائري للمغرب. وينتظر أن تنطق المحكمة بالحكم  بتاريخ 27 آذار/مارس الجاري

ونقلت صحيفة الشروق الجزائرية، أن وكيل الجمهورية لدى محكمة الجنح بالدار البيضاء في العاصمة، التمس توقيع عقوبة 10 سنوات حبسًا نافذًا وغرامة مالية قدرها مليون دينار جزائري بحق صنصال بوعلام، وذلك بتهم المساس بوحدة الوطن، إهانة هيئة نظامية، القيام بممارسات من شأنها الإضرار بالاقتصاد الوطني، وحيازة فيديوهات ومنشورات تهدد الأمن والاستقرار الوطني.

في تطور مفاجئ، أحيل  بوعلام صنصال على محكمة الجنح بالجزائر العاصمة، بعد نحو 5 أشهر من إيداعه السجن المؤقت، عن وقائع تتعلق بالمساس بوحدة الوطن وعدة تهم أخرى، عقب تصريحاته التي نسب فيها جزءا من التراب الجزائري للمغرب

وذكر المصدر ذاته أن صنصال بوعلام مثل أمام قاضي الجنح صباح اليوم للرد على الأسئلة المتعلقة بالتهم المنسوبة إليه. وقد تمت برمجة قضيته ضمن الجدول العادي للقضايا المطروحة للمناقشة، والتي تخص ملفات مخالفة القانون العام للمتهمين الموقوفين، حيث جرت جلسة المحاكمة بطريقة طبيعية، دون أي إجراءات استثنائية.

واعتمدت النيابة في توجيهها للتهم على تصريحات صحفية ومنشورات إلكترونية تم العثور عليها في أجهزته الشخصية، المتمثلة في الهاتف النقال، الحاسوب، والذاكرة الوميضية، والتي تضمنت محتوى وصف بالإساءة إلى المؤسسات الدستورية والمدنية والعسكرية للدولة الجزائرية.

ووفق الصحيفة، بدا صنصال في صحة جيدة عكس ما أثير من قبل محاميه الفرنسي الذي صرح عدة مرات أنه يخشى على حياته. ودافع الكاتب عن نفسه أمام المحكمة وحيدا رافضا اعتماد أي محاكي، مؤكدا أن ما بدر عنه من تصريحات مجرد تعبير عن الرأي، كما يفعل أي مواطن جزائري. وأشار إلى عدم إدراكه لما قد تحمله بعض عباراته من مساس بالمؤسسات الوطنية.

وتأتي محاكمة صنصال في وقت تشهد فيه العلاقات الجزائرية الفرنسية أزمة كبرى كانت هذه القضية من بين مسبباتها. وينتظر أن يكون للحكم الصادر على الكاتب تداعيات كبيرة، إما نحو التهدئة في حال حصوله على حكم مخفف والإفراج عنه أو باتجاه التصعيد إذا ارتأت المحكمة مسايرة النيابة في الالتماس الذي قدمته ب10 سنوات سجنا نافذا.

وسبق إحالة صنصال للمحاكمة، جدل كبير بعد أن زعمت تقارير صحفية، أن السلطات الجزائرية رفضت منح التأشيرة  لمحامي الكاتب بوعلام صنصال بسبب أصوله اليهودية. وذهبت مجلة “ماريان” إلى القول بأن مسؤولين عرضوا على صنصال استبدال زيمري بـ “محامٍ غير يهودي”. ويعرف زيمري بميوله الصهيونية، حيث ظهر في عدة مرات مدافعا عن مجرمي الحرب الإسرائيليين بعد قرارات محكمة الجنايات الدولية إصدار مذكرة توقيف دولية بحقهم، مرددا الدعاية التي يتبناها اليمين الفرنسي.

وتولى نقيب المحامين في الجزائر العاصمة، محمد بغدادي الرد على هذه الأخبار، مؤكدا أن الروائي قرر إلغاء توكيل جميع محاميه، بما في ذلك المحامي الفرنسي فرانسوا زيمري. وأوضح النقيب في حوار لجريدة الوطن الناطقة بالفرنسية، أن صنصال أبلغ قاضي التحقيق بنيته الدفاع عن نفسه دون الحاجة إلى تمثيل قانوني، مبرزا أن هذا القرار جاء بمبادرة شخصية من الكاتب، ولم يكن نتيجة لأي ضغوط أو تدخلات خارجية.

وأكد النقيب أنه فوجئ بتصريحات زيمري، الذي استمر في تقديم نفسه باعتباره محامي صنصال، على الرغم من أن الأخير أرسل رسالة رسمية إلى قاضي التحقيق قبل أسبوع، يعلن فيها صراحةً إلغاء توكيل جميع محاميه، بمن فيهم زيمري، وأنه قرر الدفاع عن نفسه بنفسه.

تأتي محاكمة صنصال في وقت تشهد فيه العلاقات الجزائرية الفرنسية أزمة كبرى كانت هذه القضية من بين مسبباتها. وينتظر أن يكون للحكم الصادر على الكاتب تداعيات كبيرة على مآلات العلاقات

وفي 16 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، اعتُقل الكاتب الفرنكو الجزائري بوعلام صنصال بتهم تتعلق بـ”المساس بأمن الدولة”، بعد تصريحاته لقناة يمينية متطرف شكك فيها في أحقية الجزائر لحدودها الحالية. وتم وضعه رهن الحبس الاحتياطي، بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات الجزائري، والتي تعاقب على “الأفعال التي تهدد أمن الدولة” وتعتبرها “أعمالا إرهابية”.

وتسببت هذه القضية في تفاقم الأزمة بين الجزائر وفرنسا، ووصولها إلى أعلى مستوى بعد تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون أن “الجزائر لا يشرفها أن تسجن كاتبا” ما أثار ردود فعل قوية في الجزائر، وحديث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في المقابل ووصفه للكاتب بمجهول الهوية واللص الذي يدعي أن نصف الجزائر مملوك لدولة أخرى.

ويُعرف صنصال الذي شغل منصبا حكوميا رفيعا في الجزائر بداية سنوات الألفين (مدير الصناعة)، بمواقفه الصادمة والتي صنفت لدى البعض ضمن دائرة “الخيانة”، حيث لم يتورع عن وصف الثوار الجزائريين الرموز بالإرهاب، ناهيك عن تبنيه أكثر الأطروحات تطرفا عن الإسلام تحت غطاء محاربة الإسلاماوية. واشتهر هذا الكاتب بدفاعه الشرس عن إسرائيل التي يزورها باستمرارها، وهو ما برز بشكل أوضح بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 من خلال كتاباته وتصريحاته المتكررة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول امير عبد الله:

    لو ا ينتقد اسرائيل في فرنسا سيزج به في السجن بتهمة معاداة السامية و يقام عليه حصارا في وسائل الاعلام و يطرد الى الجزائر اما ان يشتم دين الاسلام و اللغة العربية و بلده الجزائر و شعبها و ثورتها فهو مرحب به و يدافع عنه و يعتبره من حرية التعبير في نظر فرنسا

    1. يقول ابو عمر:

      لنكن واقعيين ، في فرنسا هناك من ينتقد اسرائيل ويدعم فلسطين ، ومنهم احزاب سياسية كاليسار ، لكن اذا هاجم اليهود كعرق يعاقب ، لكن مع هذا لا يصل لعشر سنوات سجنا نافذة ، هذا يحرج الجهات الداعمة للجزاير في فرنسا .

  2. يقول عيسى:

    المساس بالوحدة الوطنية والوحدة الترابية والأمن الوطني، لأرض الجزائر المقدسة بدماء الشهداء والرجال الواقفون اللذين جابوا البلاد، ليس له إلا العقوبة التي ليس لها حدود.

    1. يقول سعد المغربي:

      كل أراضي الله مقدسة….و كل شعوب و خلق الله متساوية….لا فرق بين عربي و لا عجمي إلا بالتقوى…..الله يهديكم…تؤمنون لبعض اليهود باسطورة شعب الله المختار!!!!!

  3. يقول محمد الجزائري:

    قليل فيه كنت انتظر حكم على الاقل 20 سنة لي هذا الاجنبي

  4. يقول عزالدين مصطفى جلولي:

    هذا نموذج لرجال فرنسا في الحزائر، ظهر أمره للعلن على خلفية التقارب الفرنسي المغربي حول الصحراء، من حق العدالة أن تأخذ مجراها، ولكن كم بقي في دواليب الحكم الجزائري أمثال هذا “الموظف السامي”، المعين بمرسوم رئاسي؟!

  5. يقول محمد - الجزائر:

    النطق بالحكم بعد أسبوع ، بعد مشاورات سياسية وتدخلات وخارجية

  6. يقول ابو عمر:

    للتوضيح صنصال لم ينسب جزء من التراب الجزائري للمغرب ، هو تحدث عن اشياء تاريخية ، فهل مثلا لو اسباني قال ان الاندلس كان تحت حكم اسلامي ، فهذا ليس فيه نسب لارض اسبانية وانما حدث تاريخي .

  7. يقول هشام:

    هل فكرت الدولة الجزائرية انها بمثل هذه الأحكام يمكن أن تفقد الداعمين لها في فرنسا كاليسار مثلا ؟

  8. يقول محفوظ - الجزائر:

    ……هذا المجرم صهيوني ومندس في الجزائر……لا شك في ذالك فاليُحاكم بما يتجرأ به على كرامة الجزائري العادي الواقف مع فلسطين المظلومة…..

  9. يقول Bugatti:

    ياليت لم يتدخل اليمين العتصري المتطرف الفرنسي في محاكمة هذا العميل الصهيوني لكانت العقوبة أخف.
    الجزائر أرض الشهداء لامكان فيها لعملاء فرنسا و غيرها.
    ولكن يستخق هذا الخائن.

  10. يقول aminefateh:

    حكم على من طالبوا بمستشفيات في منطقتم ب20سنة سجنا .وياتي من يختلق الاعذار لخائن .
    ملحد طعن حتى في الدين

1 2 3

اشترك في قائمتنا البريدية