الهنـود الحـمر

عبد الحق بتكمنتي
حجم الخط
4

بَيْتُهم
ذاك المَدى
حِبْرٌ سائل على ورق
رُؤوسُ بدوياتٍ
تَشَّعث شعرهنّ
مسترخيات على قلق
مِدخنة الصَّباحات
الصاعدةِ من خياشيم البيوتات
طَورا تشهق
وطورا تزفر في حنق
أيامُهم
مَوكبُ ريحٍ مُرسلة
جَوقُ أشباحٍ
حادةِ الحلق
تعزف لحن الأرضِ والهويةِ القاتمة
حتى آخر الرمق
يَقِـرُّونَ دوما بجلدهم
واقفين
على جرف الحياة
يجففون تينَ العمر بجمر عيونهم
عِنَبَ الجرح المنقوع في دمهم
يتأهبون…
بهيئة قوس قزح
بريشاتٍ ملونة
بقروط دانيةِ المهْوى
بنعيب مُخشوشنٍ جاف
بصيحات بورية
بعيون فاحمةِ السوادِ
موقدةٍ بالشرر
برؤوسهم وفؤوسٍ قصارٍ يتدحرجون
يرصدون ويقتـفون…
أزيز العربات العابرات البعيدات …
سنابك خيل جامـحات
نُثارَ غبارٍ
ظلَّ القبعات
هكذا يتحملون الحياة
هكذا يتجملون لموتٍ
بالأبيض والأسود
عارٍ من الورد
خالٍ من المقبره

٭ شاعر من المغرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الزبير خياط:

    متعة الوصف وبعد المعنى

  2. يقول الدرقاوي:

    كلمات نارية بحبر دافئ. دمت رمحا من عود الزيتون

  3. يقول عمر بعبو:

    دمت حبر اللغة العربية الذي لا يجف .

  4. يقول فاطمة الزهراء البوهالي:

    جميل جدا

اشترك في قائمتنا البريدية