اليمن: عودة ظاهرة الاختطافات تصيب السياحة في مقتل.. والقبائل ترجعها للتباطؤ الامني للسلطة

حجم الخط
0

اليمن: عودة ظاهرة الاختطافات تصيب السياحة في مقتل.. والقبائل ترجعها للتباطؤ الامني للسلطة

اليمن: عودة ظاهرة الاختطافات تصيب السياحة في مقتل.. والقبائل ترجعها للتباطؤ الامني للسلطةصنعاء ـ القدس العربي ـ من خالد الحمادي: أكدت العديد من المصادر الرسمية وغير الرسمية أن عودة ظاهرة الاختطافات إلي الساحة اليمنية مؤخرا أصابت السياحة اليمنية في مقتل، بعد أن كانت شهدت تحسنا كبيرا خلال العام 2005.وأوضحت أن الاختطافات للسياح الأجانب التي عادت خلال الشهرين الماضيين إلي الساحة اليمنية سلبت الأضواء علي كافة القضايا الأخري وأصبحت مادة إثارة للإعلام المحلي والإقليمي والدولي، ورسمت صورة سلبية أخري لليمن، وهي صورة الخطف والاختطافات، بعد أن كانت تلاشت خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لتبرز محلها صورة أخري وهي صورة البلد الحاضن للإرهاب.وكشفت العديد من وكالات السياحة والسفر اليمنية لـ القدس العربي أن بعض وكالات السياحة الأوروبية ألغت حجوزات العديد من السياح الغربيين الذين كانوا يعتزمون قضاء إجازة رأس السنة في اليمن، بسبب عمليات الاختطافات التي استؤنفت فجأة في اليمن.وذكرت أن خسائر الوكالات السياحية وصلت حتي الآن إلي نحو 30 في المائة وهذه النسبة في تصاعد مستمر مع استمرار احتجاز خمسة سياح إيطاليين لدي قبيلة الزايدي إحدي قبائل جهم في محافظة مأرب (173 كيلومترا شرق صنعاء)، وبالذات مع التغطية الإعلامية الغربية المكثفة لهذه القضية، التي كانت سبقتها ثلاث عمليات اختطاف لسياح سويسريين ونمساويين وألمان. وبرز المثلث القبلي في محافظات (مأرب/ شبوة/ الجوف) كلاعب رئيسي لممارسة لعبة (الخطف) مع الحكومة اليمنية، بغرض حل مشاكل متعددة استعصي حلّها عبر الوسائل السلمية، فيما استخدم السياح الغربيون وسيلة لممارسة هذه اللعبة التي تكون النتيجة فيها في الأغلب لصالح القبيلة علي حساب السلطة، علي ضوء نتائج كافة عمليات الاختطافات السابقة.السلطة هذه المرة شعرت بخطورة الموقف فحرّكت الشارع اليمني بكافة فئاته وأشكاله واستعدته ضد قبائل الخاطفين، واستخدمت التحركات الشعبية سلاحا جديدا بعد أن استنفدت كافة الوسائل الأخري.وواكبت التحركات الشعبية برسائل التهديد بعقوبات (القتل) و(الذبح) وأقصي العقوبات لكل مرتكب لعملية اختطاف، في محاولة منها لوضع حد لتكرار عمليات الاختطافات للسياح الأجانب التي شهدت الساحة اليمنية 4 عمليات متتالية منها منذ تشرين الأول (اكتوبر) الماضي. وكانت أهداف عمليات الاختطاف السابقة خلال العقد الماضي الحصول علي مشاريع خدمية في المناطق القبلية للخاطفين، إلا أنها اقتصرت خلال العمليات الأخيرة علي المطالبة بالإفراج عن سجناء لدي الأجهزة الأمنية، لم يتم البت في قضاياهم منذ وقت بعيد.رجال القبائل ربما تمادوا مؤخرا في تنفيذ عمليات الاختطاف بعد أن تأكد لهم تراجع الحزم الحكومي ضد الخاطفين، واستخدموا (الخطف) وسيلة لهم لممارسة الضغط علي الحكومة للوصول إلي أهدافهم وإجبارها علي الاستجابة لمطالبهم، دون الاكتراث بالخسائر الاقتصادية التي سيتكبدها البلد جرّاء هذه العمليات، وبالذات في القطاع السياحي.المخطوفون الإيطاليون الخمسة لا زالوا رهن الاحتجاز مقابل مطالب قبلية بالإفراج عن 8 من أبناء قبيلة آل الزايدي، تتحفظ عليهم الأجهزة الأمنية كرهائن في قضايا جنائية دون محاكمتهم أو إطلاق سراحهم.وكانت أول عملية اختطاف لسياح أجانب في اليمن شهدها العام 2005 في 7 آب (أغسطس) الماضي عندما أقدمت قبائل آل عبد الله في محافظة شبوة بخطف 3 سياح اسبان، وطالبت القبيلة بإطلاق سراح سجين لهم في محافظة عدن مسجون علي ذمة قضية جنائية.تلاها قيام قبليين من قبيلة عبيدة في مأرب في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي باختطاف سائحين سويسريين اثنين وهما (برونو باير) والسائحة (كاترينا) في الطريق بين مأرب وسيئون بمحافظة حضرموت، للمطالبة بالإفراج عن سجين من أبناء هذه القبيلة احتجزته السلطات الأمنية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.وجاءت العملية الأخري في 21 من كانون الأول (ديسمبر) الماضي من قبل قبائل آل حتيك بمحافظة مأرب أيضا، باختطاف سائحين نمساويين اثنين في مدينة مأرب، للمطالبة بإطلاق سراح كل السجناء القبليين لدي الأجهزة الأمنية وهم محمد سعيد حسن جميل وعبد العزيز سعيد جرادان وعلي بن علي دوحة بسبب عدم إحالة قضيتهم إلي القضاء منذ أكثر من عام.وفي 28 من كانون الأول (ديسمبر) الماضي قامت قبيلة آل عبد الله في محافظة شبوة باختطاف خمسة سياح ألمان وهم وكيل سابق في وزارة الخارجية الألمانية وزوجته وأولاده الثلاثة علي خلفية ثارات قبلية بين هذه القبيلة وبين قبيلة آل الريد، حيث يقول الخاطفون إن السلطات الأمنية أخذت منهم رهائن من أبناء القبيلة ولم تطلق سراحهم دون أن تأخذ رهائن مماثلة من القبيلة الأخري.وبعد يوم واحد من إطلاق سراح السياح الألمان اختطفت قبيلة آل الزايدي في جهم بمأرب في أول أيام العام الحالي 5 سياح إيطاليين، هم رجلان وثلاث نساء واستخدمتهم القبيلة وسيلة ضغط علي الحكومة لمطالبة الأجهزة الأمنية بالإفراج عن 8 من أبنائها تحتجزهم منذ أكثر من عام دون محاكمة، ولا زال هؤلاء المخطوفون الإيطاليون رهن الاختطاف حتي مساء أمس وفشلت كافة المساعي الحكومية للإفراج عنهم سلميا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية