صنعاء – «القدس العربي»: عاودتِ المقاتلات الأمريكية، مساء الاثنين وفجر الثلاثاء، استهداف مناطق متفرقة في العاصمة ومحافظات صنعاء وصعدة والجوف وعمران شمال وشمال شرقي اليمن، وذلك في الأسبوع السادس من الموجة الثانية من التصعيد الأمريكي هناك، والتي بدأت في منتصف مارس /أذار الماضي.
وذكرت وكالة سبأ بنسختها التابعة للحوثيين، أن «العدوان الأمريكي شن فجر الثلاثاء سلسلة من الغارات على العاصمة صنعاء»، دون مزيد من التفاصيل.
كما استهدف بعددٍ من الغارات مديريتي بني حِشِيش، وبلاد الروس، ومنطقة براش شرق جبل نقم بمحافظة صنعاء (شمال). وكان سبق واستهدف بعض تلك المناطق مساء الاثنين.
واستهدف، فجر الثلاثاء، بست غارات مديرية برط العنان في محافظة الجوف (شمال شرق).
وأعلنت وزارة الصحة في حكومة «أنصار الله»، في وقت متأخر من مساء الاثنين، «ارتفاع عدد ضحايا العدوان الأمريكي على منطقة ثُقبان شمال العاصمة صنعاء، إلى 12 شهيدًا بينهم نساء وأطفال، وإصابة أربعة آخرين؛ جراء استهداف منازل مواطنين في المنطقة ذاتها مساء الأحد».
وكان الطيران الحربي الأمريكي قد استهدف، مساء الاثنين، بغارة منطقة المهاذر بمديرية سحار بمحافظة صعدة (شمال).
كما استهدف بثلاث غارات مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران (شمال).
والاثنين، أعلن مسؤول أمريكي أنّ الولايات المتّحدة خسرت في اليمن منذ آذار/مارس سبع طائرات مسيّرة من طراز «إم-كيو 9 ريبر» التي يبلغ سعر الواحدة منها 30 مليون دولار تقريبا.
وخسرت القوات الأمريكية مسيّرتها السابعة في 22 نيسان/أبريل، وفق المصدر نفسه.
كما سقطت مقاتلة أمريكية إف-18 من على متن حاملة الطائرات هاري إس ترومان في البحر الأحمر، الإثنين، وأصيب بحار أمريكي بجروح.
وتوالت ردود الفعل بشأن «استهداف غارات أمريكية مركز إيواء مهاجرين أفارقة في سجن احتياطي بمحافظة صعدة فجر الاثنين، ما تسبب في استشهاد 60 شخصا واصابة 65 آخرين» وفق وزارة الصحة في حكومة «أنصار الله»(الحوثيون).
وأعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، هانس غروندبرغ، أمس الثلاثاء، عن «قلق الأمم المتحدة البالغ إزاء تقارير عن غارات جوية استهدفت مركز احتجاز للمهاجرين في محافظة صعدة اليمنية».
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قد أعرب عن «الحزن إزاء الخسائر المأساوية في الأرواح، حيث يُعتقد أن العديد من المهاجرين قد لقوا حتفهم أو جُرحوا».
»ووفقاً للمعلومات الأولية، قُتل 68 مهاجراً وأصيب 48 آخرون». وحذر المتحدث باسم الأمم المتحدة، «من أن هذه الأعداد قد ترتفع مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ، التي يقودها المستجيبون في الخطوط الأمامية».
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ومقره جنيف، اعتبر «أنّ استهداف الجيش الأمريكي مركزًا لاحتجاز مهاجرين في اليمن، وقتل وإصابة العشرات منهم، يمثل تصعيدًا خطيرًا، وانتهاكًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني، وقد يرقى إلى جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية».
وطالب في بيان «الهيئات الأممية المعنية بإنشاء لجنة تحقيق دولية مستقلة تتمتع بولاية كاملة، وإيفادها إلى اليمن، بحيث تشمل مهامها توثيق الانتهاكات، وإجراء تحقيقات ميدانية، وتحديد المسؤوليات القانونية الفردية والجماعية عن الهجوم على مركز احتجاز المهاجرين في صعدة».
وأكد المرصد «أنّ هذا السلوك يظهر الولايات المتحدة كقوة فوق القانون، تتصرف بمعزل عن قواعد المساءلة الدولية، ولا ترى نفسها معنية بتقديم مبررات أو الالتزام بمعايير الشفافية التي قد تفضي إلى محاسبتها».
أيضًا، أدانت بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن الهجوم.
وقالت كريستين سيبولا، رئيسة البعثة: «من غير المعقول أن يكون الناس محتجزين بلا مأوى، وأن يقعوا في مرمى النيران».
وأضافت: «يُبرز هذا الهجوم تعرض المدنيين في اليمن بشكل متزايد للموت والإصابات الخطيرة والصدمات النفسية المتفاقمة».
وأوضحت: «على مدى السنوات القليلة الماضية، زار مندوبو اللجنة الدولية للصليب الأحمر بانتظام المحتجزين في هذا المرفق، في إطار عملها المستمر لضمان معاملة إنسانية وظروف احتجاز مناسبة».
وجددت اللجنة الدولية «دعوتها لجميع الأطراف إلى احترام وحماية المدنيين، بمن فيهم المحرومون من حريتهم، وفقًا للقانون الإنساني الدولي. ويجب على الأطراف اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب سقوط ضحايا مدنيين وإلحاق الضرر بالبنية التحتية المدنية».
وأكدت بقائها «ملتزمة بتقديم المساعدة المنقذة للحياة وتلبية الاحتياجات العاجلة للأشخاص الأكثر تضررًا، بما في ذلك من خلال دعمها لجمعية الهلال الأحمر اليمني».
وشهدت محافظةُ صعدة، أمس الثلاثاء، مؤتمرًا صحافيًا في «مسرحِ جريمةِ العدوان الأمريكي التي استهدفت مركَزَ احتجاز للمهاجرين الأفارقة»، وفق قناة المسيرة التابعة لحركة «أنصار الله»(الحوثيون).
وخلال المؤتمر الصحافي، أدان رئيسُ الجاليات الإفريقية في اليمن، رمضان يوسف، وفق المصدر عينه، «بشدة هذه الجريمة النكراء التي ارتُكبت بحق مركَز الإيواء بصعدة»، محملًا الإدارة الأمريكية مسؤولية ذلك.
وعبَّر يوسف عن استنكاره الشديد «لاستهداف المدنيين والمهاجرين الذين يبحثون عن الأمان»، مطالباً المجتمع الدولي «بالتحرك لوقف هذه الانتهاكات».
ويمثل اليمن طريق رئيسي للمهاجرين الأفارقة الذين يقومون برحلة محفوفة بالمخاطر عبر البحر الأحمر من القرن الأفريقي إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، حيث يبحث الكثيرون عن عمل.