اليمن: ماذا عن طبيعة التدخل العسكري الحوثي هذه المرة؟

أحمد الأغبري
حجم الخط
0

صارت الجماعة تمتلك قدرات على المستوى الصاروخي والطيران المسيّر، وثمة قدرات لم تعلن عنها حتى اليوم، ما يؤكد احتفاظها بمفاجآت تثقل من كفتها.

صنعاء ـ «القدس العربي»:جاء خطاب زعيم «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، الخميس، وكذلك كلمة وزير الدفاع في حكومة الجماعة، محمد العاطفي، بميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، بلغة شديدة التهديد؛ ما يوحي للمتابع أن استئناف التدخل العسكري الحوثي إسنادًا لغزة في حال تعثر استكمال تنفيذ الاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس، سيكون مختلفًا، عوضًا عن رد الجماعة على الحملة الأمريكية المرتقبة ضدهم؛ لأن الاستعدادات الحوثية على مستوى التجنيد والتدريب خلال الشهور الماضية تعكس استنفارًا واستعدادًا عاليًا.
كما أن اللغة والمفردات المستخدمة في الخطاب الأخير، بما فيها كلمة وزير الدفاع، تجعلنا نسأل عن طبيعة هذا التدخل في حال تعثر استكمال تنفيذ الاتفاق؛ بما في ذلك رد الجماعة في حال نفذ ترامب تهديده باستهداف قدراتهم في العمق اليمني.
يدرك المتابع للمشهد اليمني في شقه الحوثي؛ أن الجماعة تعمل على تطوير قدراتها العسكرية بشكل مستمر وبمستوى مخالف للتوقعات؛ بصرف النظر عمن يسند هذا التطور، الذي هو في الأخير محسوب للجماعة التي استطاعت تحقيق نقلات نوعية في تسليحها، وقبل ذلك في إعادة تنظيم القوات الموالية لها؛ إذ تمكنت في العامين الماضيين من دمج الوحدات الشعبية بقوام الجيش النظامي التابع لها، واختفى اسم «اللجان الشعبية» من أخبار وسائلها الإعلامية؛ وبات الحديث يتركز على جيش منظم، له قيادة واحدة وقرار واحد، علاوة على استمرار الجماعة في التعبئة على المستوى الشعبي، وخاصة منذ عام، باسم حملة «طوفان الأقصى»، والتي أتاحت لها تكوين ما يمكن وصفه بجيش مواز (احتياط) يعزز من خياراتها في المواجهة.
فيما يتعلق بالقدرات التسلحية فقد صارت الجماعة تمتلك قدرات لا يمكن إنكارها، وخاصة على المستوى الصاروخي والطيران المسيّر، وفي هذين الجانبين لم تعلن الجماعة عن جميع ما تمتلكه من قدرات، إذ تحتفظ دائمًا بالمفاجآت؛ انطلاقًا من استمرار تواتر الأخبار عن أجيال من صواريخها وطائراتها المسيّرة خلال الأعوام الماضية؛ ما يعني أن ثمة قدرات لم تعلن عنها حتى اليوم، علاوة عن مدى إدراك الجماعة لأهمية التسلح؛ مما يؤكد احتفاظها بمفاجآت تثقل من كفتها؛ ولعل هذا ما يجعل خطابها العسكري الراهن مرتفع النبرة، بما فيه الخطاب الأخير لزعيم الجماعة، وكلمة وزير الدفاع؛ مما يوحي باختلاف تدخلهم العسكري الإسنادي لغزة هذه المرة، في حال تعثر استكمال تنفيذ الاتفاق بين إسرائيل وحماس؛ أو الرد على أي عمليات عسكرية أمريكية متوقعة قد تستهدفهم.
يقول الخبير العسكري في وزارة الدفاع في حكومة «أنصار الله»، العميد عابد الثور، لـ«القدس العربي» إن «كلمة وزير الدفاع في ساحة التظاهر بصنعاء تعطي مؤشرًا على اتخاذ جاهزية عليا، وأن هناك استعدادا قتاليا عاليا لمواجهة قادمة لا محالة».
وأضاف: «الواقع الراهن يعطي مؤشرًا أن هناك نية لحرب، وسنقابله برد عسكري عنيف، ولن يكون كالسابق».
وأردف: «ما زلنا في المرحلة الخامسة؛ ومع ذلك لا استبعد استخدام أسلحة جديدة وخططا مختلفة في المعركة، بما فيها أساليب قتال جديدة، وذلك من خلال توسيع دائرة استهداف وضرب السفن الأمريكية إلى أبعد من البحر الأحمر، بمديات قد تكون خطيرة؛ وهي استعدادات تأتي بناء على قراءة الواقع، خاصة وأن ترامب يتوعد ويقول إنه سيستفيد من التجربة اليمنية خلال الـ15 شهرا الماضية، بما يعزز من القدرات الأمريكية في المعركة، بل إن هناك تأكيدا على أن المعركة قادمة لا محالة، وذلك من خلال انتشار القوات الأمريكية في المحيط الهندي والمحيط الأطلسي والبحر المتوسط وشمال البحر الأحمر، وهذا يعطي دلالة أن هناك تحركا عسكريا؛ وبالتالي هو إعلان حرب؛ وفي المقابل هناك استعداد للمواجهة العسكرية مع العدو الصهيوني والأمريكي»، حد تعبيره.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية