اليمن: محافظة حضرموت تلتهب ضد الدولة والهبّة الشعبية تفشل في تحقيق أهداف الحراك الجنوبي المسلّح الداعي إلى احتلال المؤسسات الحكومية

حجم الخط
9

صنعاء ـ ‘القدس العربي’: شهدت محافظة حضرموت، جنوب شرق اليمن، حالة غليان كبيرة الجمعة إثر دعوة تيارات الحراك الجنوبي إلى مظاهرات عارمة أطلقوا عليها (الهبّة الشعبية) في محاولة للخروج غير المسبوق من قبل أبناء محافظة حضرموت ضد سلطات الدولة ومحاولة الاستيلاء على المقار الحكومية والمراكز الأمنية، غير أن هذه المحاولات لم تحقق أهدافها.
وعلمت ‘القدس العربي’ من مصادر محلية في حضرموت أن ‘حشودا كبيرة تجمعت الجمعة في بعض المدن الرئيسية وفي مقدمتها مدينتا المكلا وسيئون، وحاولت اقتحام بعض المقار الأمنية، غير أن حشودا مضادة لها من رجال قبائل حضرموت ذاتها تصدّت لهذه الجموع ومنعتهم من اقتحام المقرات الحكومية، وحالت دون نجاح القيام بأعمال الفوضى في المحافظة’.
وأوضحت أن مواجهات مسلحة محدودة وقعت عند بعض المقار الحكومية في بعض مناطق حضرموت أدّت إلى سقوط ضحايا قبل أن تقوم القبائل الموالية للحكومة بحماية تلك المقرات.
وتباين الشارع الحضرمي بين مؤيد للهبّة الشعبية التي دعا إليها الحراك الجنوبي وبين مؤيد للمطالب المشروعة بدون إحداث حالة فوضى أو حالة انهيار للوضع الأمني، حتى لا ينعكس سلبا على الوضع العام في المحافظة.
وكانت مصادر أمنية في محافظة حضرموت ذكرت أن ‘مسلحي القبائل من أبناء المحافظة الذين دخلوا إلى مديرية سيئون جاءوا لمساندة الدولة بالوقوف ضد أي اعمال عنف تستهدف المنشآت العامة وليس للسيطرة عليها وأنهم جاءوا بتنسيق مع الدولة للقيام بهذه المهمة، إثر التهديدات التي تلقاها رجال الشرطة والأمن من أبناء المحافظات الشمالية المرابطين في حضرموت’.
‘وأوضحت أن رجال قبائل مسلحين قدموا إلى مدينة سيئون وعلى رأسها قبائل آل الكثيري توجهوا إلى محيط مبنى المديرية ومباني أخرى بالاتفاق مع الأجهزة الأمنية لمنع أعمال عنف أو فوضى قد تستهدف المؤسسات العامة إثر دعوات الحراك الجنوبي الى الهبة الشعبية والتي تضمنت احتلال مقار المؤسسات العامة.
وجاءت هذه الأخبار بعد تردد أنباء عن سقوط مقار مؤسسات حكومية في أيدي المسلحين القبليين الذين شاركوا في الهبّة الشعبية، وقالت ‘إن رجال القبائل المسلحين دخلوا الى هذه المقرات الحكومية بالاتفاق مع الدولة لمنع أي أعمال عنف قد تستهدفها’.
ووفقا للعديد من المصادر المحلية أن محافظة حضرموت شهدت هدوءا حذراً الجمعة رغم الدعوات العارمة للمشاركة في الهبّة الشعبية وعلى الرغم من التحذيرات التي أطلقها الحراك الجنوبي بالزحف إلى مكاتب الدولة والسيطرة عليها.
وقالت ‘إن أبناء حضرموت العقلاء من ابناء القبائل والوجهاء أفشلوا مخططات إدخال المحافظة في الفوضى والعنف، وأظهروا للآخرين بأنهم أكثر سلمية من كل المحاولات للزج بالمحافظة في أتون أعمال الفوضى وجرّها إلى العنف والعنف المضاد’.
وتحدثت مصادر إعلامية عن وقوع حالات عنف محدودة في مدينة المكلا أثناء مواجهات بين قوات للأمن ومسحلين من الحراك الجنوبي المسلح سقط إثرها العديد من الضحايا.
وقالت وكالة (خبر) الخاصة المملوكة لنجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح ‘إن نحو عشرة قتلى سقطوا وجرح آخرون بينهم جنود، أثناء محاولة اقتحام إدارة أمن سيئون، نفذتها عناصر تخريبية بعد ظهر الجمعة’.
وأضافت ‘ان اشتباكات اندلعت بين قوات الشرطة في مبنى إدارة الأمن وبين عناصر تخريبية، حاولت اقتحام المبنى وأسفرت عن سقوط عشرة قتلى وعدد من الجرحى، وإصابة عدد من الجنود’، غير أن هذه الأنباء لم تتأكد من مصادر أخرى.
وعبّر العديد من وجهاء محافظة حضرموت عن إدانتهم لأعمال التخريب أو اقتحام مقار المؤسسات العامة واعتبروها ‘تصرفات لا أخلاقية’ مؤكدين أن من يقوم بهذه الأعمال ‘عناصر مندسة تسعى لإثارة الفوضى’.
وقالت العديد من المصادر المحلية أن الهدوء الحذر الذي شهدته محافظة حضرموت والعديد من المحافظات الجنوبية الأخرى أفشلت توجهات قوى الحراك الجنوبي المسلح الذي يقف وراء الدعوة إلى الهبّة الشعبية وإلى احتلال مقار المؤسسات الحكومية. وأكدت المصادر أن ‘القوى الوطنية رفضت أي استغلال للحراك السلمي فيما سمي بالهبة الشعبية لابناء حضرموت حيث تم طرد ممثلي الحراك المسلح من اللجان التابعة للهبّة الشعبية.
واكدت قوى الهبّة ‘انها لن تنساق إلى ما يتمناه اصحاب مشاريع الفوضى والاحتراب ‘حيث رفضت جماهير الشعب النزول الى الشارع’. ‘
وأكد رئيس المجلس الثوري بحضرموت صلاح باتيس أن ‘حلف القبائل بحضرموت والمكونات السياسية المختلفة والفعاليات الشعبية قد قالت كلمتها وحددت طبيعة الهبّة الشعبية وسلميتها ولا مكان للمزايدات والإشاعات التي تنشر اليوم هنا وهناك عن الاقتحامات والسيطرة على المعسكرات وغيرها’.
وقال ان ‘ما يتم ترويجه بهذا الشأن محاولات يائسة للنيل من الحلم الحضرمي وإجماع أبناء حضرموت من أجل الحصول على حقوقهم وإفشال مشروعهم النبيل’. وحذّر القيادي الجنوبي من مغبّة ‘تفجير الأوضاع عسكريا’، مؤكدا أن أي توجه من هذا القبيل ‘سيدمّر حضرموت’.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول yasser yemen:

    الهبة شعبية و سلمية و لم يدع لها الحراك الجنوبي بل اتحاد قبائل حضرموت و ايدتها القبائل و المواطنين في المحافظات الجنوبية الاخرى .. و حققت جزء من اهدافها .. و هي مستمرة ..

  2. يقول محمد انس. اليمن:

    أبناء حضرموت الشرفاء يشهد لهم جميع أبناء اليمن بحكمتهم وعقلانيتهم وتعقلهم بل هم الأفضل في التاريخ السياسي اليمني في التصدي لمواجهات يفتعلها اعداء اليمن من المحليين والخارجيين تستهدف تقويض أمن واستقرار اليمن عموما وامن واستقرار المحافظة الحالمة علي وجه الخصوص. الهبة الشعبية التي تبناها الحراك المسلح الماضوي حمل في طياته لهم ذكريات ماضي حكم أولياء المعسكر الاشتراكي وعنفهم السياسي الذي عاني منه أبناء حضرموت وكان لهم النصيب الأكبر من الاستهداف والتغييب والتهجير والابتزاز والتهميش ولا نبالغ القول ان أبناء المحافظة كانوا خارج التاريخ حقيقة لاجدال حولها الذين حينها كانوا حكام عدن جزء لايتجزء منه الحراك المسلح بمثل هذه المخرجات الشيزوفيرينية وخلق التداعيات المتتالية مدفوعة الثمن سلفا ضد اليمن وشعبه التي يطل بها بين حين وآخر علي أبناء شرق اليمن أبناء حضرموت وأبناء جنوب اليمن واليمن عموما ليس الهدف منه هو تقرير المصير والحقوق والحريات كما يتباكي بعض السياسيين منهم المنتفعين الذين هم جزء لايتجزء من استبداد وعنف حكام جنوب اليمن وشرقه السابقين بل يهدفون الي نشر الفوضي والعنف وانهاك ماتبقي من مكونات الدوله اليمنية المنهكة أصلا . ولتكن حضرموت هي كبش الفداء وقد كانت كبش الفداء في ماضي المعسكر الاشتراكي الذي تمكن ساسته في عدن من تصفية خيرة أبناء المحافظة الأتقياء. فشل الهبة يوم م امس بل والتفاف أبناء المحافظة الي جانب السلم ولامن الاجتماعي رسالة لا يشوبها اي تشويه ان الذين يدفعون بالمحافظة وأبناءها الي المجهول بل وجنوب اليمن وشرقه لايمكن التسليم لهم مهما سطروا من عناوين بارزة لخلق الأعوان والموالين هي في الأخير خدعة من الخدع التي ألفوها بل هذه العناوين في ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب. المحافظة اليوم لها عنوان مستقل بعيدا عن اي إملاءات مدفوعة الثمن سلفا لرواد هذه الهبات الساذجة وما شابهها اثبت ذالك الشرفاء بتصديهم وإفشالهم الهبات إلهكسوسية ان المحافظة هي جزء لايتجزء من امن ووحدة اليمن بل والمسلحين العرقيين الطاءفيين الذين يجوبون الشوارع لحرق بسطات إخوانهم أبناء الشمال المظلومين وملاحقتهم لايمثلون الا انفسهم. ليس اكثر من ذالك أبناء المحافظة الشرفاء أفشلوا أمام الراي العام المحلي والخارجي الهبة المبتسرة وسحبوا البساط من تحت أقدام من يحنون لإعادة ماضي التهجير والملاحقة والتغييب لكل من عارضهم في القول أو الراي وأكدوا أنهم بذالك رد فعل لن ولم يكونوا مواليين لمن يتجولون في الدول يتسولون ويبيعون ذممهم وولاءتهم لمن هب ودب مقابل حفنة من المال الحرام لتمزيق بلدهم ان إفشال أبناء حضرموت والشركاء في كل اليمن الهبة رد اعتبار اليمن وأبناءه ورسالة واضحة للمازومين والمساومين في حق اليمن وشعبه ان لا يفكروا بتمزيق اليمن ولن ينالوا من ذالك طال بهم الزمن أو قصر

  3. يقول حسين المحضار-الشحر/حضرموت:

    يكفينا ظلما تجرعناه لاكثر من عقدين بسبب سلميتنا التي فهمها الاخرون خطاءا . ولابد من التصحيح عن طريق التغير في الاساليب المتبعة سابقا .
    نرجوا ان يكف الاخرون عن ظلمنا مرة اخرى , ولابد من التحقق ونشر الاخبار بدقة على الاقل .

  4. يقول احمدصالح:

    هذه الهبه لم تاتي من فراغ لكنها تراكمات عقدين من الزمن وهو ضلم حضرموت فحضرموت محافضه تشكل ثلثي مساحة اليمن ونفطيه وبحريه اي بقرة صنعاء الحلوب ولاتوجدفيها مقومات العيش الكريم لابنائها فالمنح الدراسيه تكون لابناء الشمال والوضائف الممتازه تكون ايضا لابناء الشمال لااقوال هذا الكلام ارتجالا بل من اناس عايشتهم واخبروني هذه الحقائق المره فترا شباب في عمر الوردومعهم شهادات جامعيه لايجدووضائف وابناء مشائخ الشمال الجهله في ارقاء المناصب فلايجدحل سوى الغربه والبعد عن الوطن وهو يعصره القهروالالم

  5. يقول رايد سالم:

    الهبة حضرمية , ليس للحراك الجنوبي اي علاقة بها, فقد حذر حلف قبائل حضرموت من رفع اي علم او شعار خارج سقف حضرموت اثناء الهبة. الحضارم يتطلعون لاستعادة دولتهم المحتلة منذ عام 1967م.ونآمل من دولة الكويت الشقيقة ودول الجزيرة الاخرى تفهم هذا الامر.

  6. يقول فيصل الشعيبي اليمن:

    ان الوضع العام في اليمن سياسيا واقتصادياً و اجتماعياً يدفعنى للقول
    لا يختلف اثنان ان من سوء الاخلاق وقلة المروءة ( الصيد في الماء العكر )

  7. يقول لطفي احمد/عدن:

    الهبه الحضرمية لم يدعو لها الحراك الجنوبي بل دعا لها حلف قبائل حضرموت في تراكمات لعقدين من الزمن من ظلم و تعسف و ازهاق لدماء الكوادر الحضرمية و تشردين ابناءها للمهجر في دول الخليج وليعلم ازلام النظام في صنعاء ان القبائل الحضرمية ليست جبانه مثل مانسمع من بعض المتنطعين بان الحضارم لايستطيعون ادارة امن المحافظه لانهم لايقدرون على حمل السلاح بالعكس حان الوقت الذي يعلمو ان القبائل الحضرمية قادره على ادارة امن حضرموت من اقصاها الى ادناه شاء من شاء و ابى من ابي اما عن ماذكر في المقال في عار من صحه تمام ان القبائل على اتفاق مع الاجهزه في حمايتها اي عقل يتقبل هذا الكلام يعني ان الدوله غير قادره على حماية المقرات الحكومية بل حلف القبائل سوف يسترد الامن بالقوووووه من قوات الرعب و ليس يكفي قتل في ابناءنا كل يوم يموت قائد و يتم تحميل القاعده الشماعه التي يعلقو عليها جرائمهم في القضاء على ابناءنا و بحجه ان الشيخ سعد قتل لحيازته على سلاح غير مرخص بالرغم ان الشيخ يمتلك تصريح بذلك بينما مشايخ الشمال يتبجحوبحمل الاسلحه على مراى من قوات الرعب الدمويه و لايستطيع احد ان يكلمهم و انها هبه شعبيه عارمه حتى تحقيق كافة المطالب المشروعه لحضرموت و عاشت حضرموت ابيه حره

  8. يقول حضرمي وأفتخر:

    الهبه دعا اليها ابناء حضرموت من القبائل وليس الحراك الجنوبي وكانت الهبه بعد إغتيال الشيخ بن حبرش وسببها كثرة الاغتيالات في المحافظة وعدم مقدرة الدوله على السيطرة على الامن ومضايقة شركات حماية الشركات النفطية لابناء حضرموت

  9. يقول إبراهيم نهشل صنعاء:

    اضن أصحاب شبوه ايام الحزب ومعاملة رجال شبوه لهم لا انكر ان من قاد اليمن عصابة شكلت على اياادي من همهم الاول انتكاس اليمن ولكن بفعلتهم هذة اثبتوا للامه انهوا لا ينفع معهم إلى البطش كانوا قادرين يغيروا مسارهم بنفوذهم التجاري قبل ان يخرج من جلدة مضتهدين اليمن من يحرقم لماذا الآن ـــــــــ

اشترك في قائمتنا البريدية