تعز- «القدس العربي»: تظاهر المئات من المواطنين اليمنيين في مدينة تعز، صباح أمس، للتنديد بجريمة بشعة وغير مسبوقة تم فيها قتل ضابط شرطة وكافة أفراد أسرته، من قبل عصابة مسلحة للسطو على الأراضي يتزعمها أحد منتسبي قوات الجيش، والتي أثارت استياء واسعاً في المدينة وألقت بظلالها القاتمة على الوضع الأمني فيها. وعلمت «القدس العربي» من أحد منظمي المتظاهرة أن هذه المظاهرة عفوية خرجت للتنديد والاستنكار الشديد لما قامت به العصابة المسلحة لنهب الأراضي في مدينة تعز التي يتزعمها ماجد الأعرج، من قتل مروع وإبادة جماعية للضابط في الشرطة عصام الحرق وكافة أفراد أسرته.
وقال إن «جريمة القتل هذه تعد بمثابة عملية اجتثاث كاملة وإبادة جماعية للضابط عصام الحرق وأفراد أسرته، بسبب أنه، بحكم عمله كنائب لمركز شرطة بئرباشا، قام بملاحقة زعيم عصابة ماجد الأعرج لإخضاعه للقانون والتي انتهت بمقتل الأعرج أثناء المواجهات بينه وبين قوات الشرطة».
الحوثيون يقيلون أكثر من 900 ضابط من وزارة الداخلية بتهمة موالاة الشرعية
وأوضح أن العصابة المسلحة التابعة للأعرج قامت عقب ذلك باغتيال الضابط عصام محمد الحرق وقتل كافة إخوانه وأفراد أسرته وهم عبده محمد الحرق، خالد محمد الحرق، سمير محمد الحرق، عيسى عبده محمد الحرق، محمد سمير محمد الحرق، سامح عبده محمد الحرق، سليمان عبده محمد الحرق، ياسين عبده محمد الحرق، موسى أحمد محمد الحرق، يوسف أحمد محمد الحرق، وأكرم أحمد الحرق.
وخيّم الرعب والقلق على سكان مدينة تعز، التي كانت تعد قبل الحرب الراهنة من أكثر المدن اليمنية هدوءاً وأقلها جريمة وحملاً للسلاح، وضاعفت هذه الحادثة معاناة سكان مدينة تعز، على معاناتهم الراهنة بسبب الحصار الحوثي الكامل للمدينة بإغلاق ميليشياتهم لكافة الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة من أغلب الاتجاهات.
وأعلن المتظاهرون عن مطالبهم العاجلة بضرورة قيام السلطات الأمنية والعسكرية في مدينة بسرعة إلقاء القبض على كافة أفراد عصابة الأعرج، رغم مقتله، وتقديمهم للقضاء وإنزال أقصى العقوبات عليهم، لينالوا جزاءهم الرادع، وإعادة الاعتبار لسلطة الدولة وهيبتها، وتفعيل النظام والقانون وحماية المواطنين من السلوك القاتل للعصابات المسلحة.
ورفع المتظاهرون عبارات تندد بهذه الجريمة التي وصفوها بـ»الإبادة الجماعية» لأسرة الحرق، وقاموا بإحراق صور العديد من قيادات الحكومة الشرعية وفي مقدمتهم قيادات السلطة المحلية والأمنية والعسكرية بمدينة تعز، بالإضافة إلى إحراق صور رئيس الحكومة معن عبدالملك ورئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي.
وكانت هذه المشكلة حصلت عقب وقوع اشتباك مسلح بين جنود شرطة بقيادة نائب مدير مركز شرطة بئرباشا، غربي مدينة تعز، عصام الحرق وبين زعيم عصابة نهب الأراضي ماجد الأعرج وهو مسجّل ضمن قوام قوات الجيش في المدينة انتهت بمقتل الأعرج، وانتقاماً لمقتله قام بقية أفراد عصابة الأعرج بقتل ضابط الشرطة عصام الحرق وكافة إخوانه وأبنائهم، وإحراق منازلهم، وطرد النساء منها.
في غضون ذلك، قامت جماعة الحوثي بصنعاء، بإقالة أكثر من 900 ضباط من منتسبي وزارة الداخلية التي تسيطر عليها جماعة الحوثي بصنعاء بذريعة تأييدهم للحكومة الشرعية والتي اعتبرها مراقبون بأنها تأتي ضمن سياسات «التطهير العرقي» التي تقوم بها الجماعة والتي أعلنها زعيمها صراحة عبدالملك الحوثي، منتصف الأسـبوع.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) النسخة الحوثية أن المجلس الأعلى للشرطة، التابع لجماعة الحوثي، أقر استكمال الإجراءات القانونية لإقالة الضباط «الذين ثبتت خيانتهم للوطن والتحاقهم بصفوف العدوان» وهي صيغة التهم الجاهزة والمتكررة التي يوجهها الحوثيون ضد كل من يرغبون في تصفيته إو إقالته من عمله.
وأوضحت أن مجلس الشرطة الحوثي قرر في اجتماعه الاستثنائي، أمس الأول الأربعاء، برئاسة نائب وزير الداخلية، عبد المجيد المرتضى، تشكيل لجنة خاصة بهذه المهمة برئاسة وكيل الوزارة لقطاع الأمن والشرطة، وتكليفها بالإعداد الملفات الجنائية لمن ثبت التحاقهم بصفوف العدوان وإحالتها للنيابة العامة التابعة للحوثيين.
وأشارت الوكالة إلى أنه سيلحق بهؤلاء الضباط المفصولين ضباط آخرون، حيث كُلّفت «لجنة أخرى برئاسة وكيل الوزارة لقطاع الموارد البشرية والمالية لاستكمال حصر أسماء من تبقى من الضباط والأفراد الملتحقين بصفوف العدوان، ليتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم».
وقال نائب وزير الداخلية الحوثي، عبد المجيد المرتضى، إن هذه القرارات تأتي ترجمة لتوجيهات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي «بتطهير» مؤسسات الدولة التي تقع تحت سيطرة الحوثيين بصنعاء من «المندسين والخونة» بالإضافة إلى أنها «تندرج ضمن إعادة هيكلة وبناء وزارة الداخلية وجهاز الشرطة» التابعة للحوثيين من خلال إحلال مسلحين حوثيين موالين للجماعة مكان الضباط المحترفين الذين تخرجوا من كليات الشرطة وتقلدوا المواقع الشرطوية المختلفة.
وكان زعيم جماعة الحوثي، عبدالملك بدر الدين الحوثي، أعلن في خطاب متلفز، الإثنين الماضي، عن تدشين عملية التطهير لمؤسسات الدولة في العاصمة صنعاء التي تقع تحت سيطرتهم ممن اتهمهم بـ»المدسوسين» وهم الضباط غير الموالين لجماعة الحوثي واستبدالهم بعناصر جديدة من الموالين للجماعة.
وأوضح أن العصابة المسلحة التابعة للأعرج قامت عقب ذلك باغتيال الضابط عصام محمد الحرق وقتل كافة إخوانه وأفراد أسرته ” إهـ
ما هذا الإجرام الغريب عن اليمنيين؟
ولا حول ولا قوة الا بالله