القاهرة ـ «القدس العربي»: أزمات عديدة ظهرت مع انطلاق العام الدراسي في مصر، تركزت معظمها حول كثافة الطلاب في الفصول الدراسية في ظل انتشار وباء فيروس كورونا.
وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر كثافة الفصول، وعدم اتخاذ أي إجراءات احترازية في ظل انتشار الموجة الرابعة من وباء كورونا.
وانطلق العام الدراسي الجديد، الأحد، في ظل تمسك وزارة التعليم، بانتظام الحضور، مؤكدة أنها «اتخذت كافة الإجراءات الاحترازية التي تضمن سلامة الطلاب والعاملين في الحقل التعليمي، منها إلزام العاملين بالحصول على لقاح فيروس كورونا أو إجراء تحليل كل 3 أيام لضمان عدم الإصابة بالفيروس».

101 طالب

ومن بين الصور الذي أشعلت غضب الأسر المصرية، صور لكشف أسماء تلاميذ أحد الفصول في مدرسة العبور الابتدائية الحكومية في محافظة القليوبية، تتضمن 101 تلميذ، وأخرى لفصل بدون مقاعد في مدرسة تابعة لإدارة الخانكة التعليمية في محافظة نفسها.
وقررت إدارة الخانكة التعليمية عزل مدير مدرسة الخانكة الابتدائية، بسبب التقصير في العمل والإهمال، وتعيين مدير آخر بدلاً منه في واقعة جلوس طلاب أحد الصفوف بالمدرسة على الأرض لعدم وجود مقاعد دراسية.
وحسب وزارة التعليم، جرى إرسال لجنة من الأبنية التعليمية لمد الطلاب بالمقاعد اللازمة لهم وسيجلس الطلاب تحت أي ظرف اعتباراً من الغد على مقاعد طلابية.
وقالت صفحة محافظة القليوبية على «فيسبوك» إن وكيل الوزارة، شدد على مدارس التعليم الابتدائي ذات الكثافات المرتفعة بأن تقوم بالعمل بنظام الفترات الممتدة لتخفيف الكثافات والتأكيد على الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية في المدارس.
كذلك، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لنساء تصرخ وحالة إغماء بين أولياء الأمور في محافظة الإسكندرية شمال مصر، بسبب اكتشافهم عدم وجود أبنائهم عندما توجهوا للمدرسة في نهاية اليوم الدراسي.
وقالت مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية، في بيان صحافي، إنه «لم يتم فقدان الطلاب، وإن المشاجرات التي ظهرت في الفيديو هي نتيجة مشاجرات بين أولياء الأمور في فناء المدرسة. وظهور الأم التي تعرضت للإغماء في الفيديو كان بسبب التكدس والزحام». وأشارت المديرية خلال بيانها إلى أنه «تم إحالة المدرسة بالكامل إلى التحقيق من فرد الأمن حتى المدير لأنه ممنوع دخول أولياء الأمور إلى فناء المدرسة».

علم فرنسا

إلى ذلك، كشف عادل عثمان، مدير مديرية دمياط التعليمية، حقيقة وجود علم فرنسا في إحدى مدارس دمياط الذي آثار جدلاً واسعاً على الفيسبوك.
وقال إن «المدرسة هي مدرسة دمياط الابتدائي، وإن هذا العلم كان في احتفالية بمناسبة انتصارات أكتوبر» مشيراً إلى أن «اللون الأزرق هو أسود، ولكن لم يظهر من التصوير».
وأضاف أن «هذا العلم فصله مجموعة من الطلاب بطريقة خاطئة، وفور أن أثارت الصور الجدل على السوشيال ميديا، تم التحفظ على العلم، وتمت إحالة مديرة المدرسة للتحقيق».
كما أحالت وزارة التربية والتعليم، ممثلة في مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية مدرسة عمر مكرم الابتدائي للتحقيق، وذلك عقب تداول فيديو على الفيس بوك، يوضح أنه تم خروج الطلاب قبل موعدهم الرسمي، ما أدى إلى فقدان بعض الأطفال من المدرسة وتداول فيديو لصراخ الأمهات.
الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، علق على أول يوم دراسي، إذ قال إن «الشكل العام مرضي» وتابع: «رصدنا بعض المشكلات والقرارات الخاطئة وتعاملنا معها في الحال، فضلاً عن تكتل أولياء الأمور أمام المدارس، والسوشيال ميديا سلاح ذو حدين وتستغل في تصدير صور سلبية، دون معرفة مصدر الصورة».
وتابع: «تدخل أولياء الأمور في المناهج والامتحانات، وتكتلهم أمام المدارس يؤثر سلباً على العملية التعليمية، وسنتخذ قرارات قريباً بشأن هذا الأمر، مشيراً إلى أن الوزارة تتلقى أكثر من 20 ألف طلب سنوياً للسماح بدخول أبنائهم مدارس قريبة لمنازلهم، رغم زيادة الكثافة».
وأضاف: «سيتم منح طلاب الثانوية نواتج التعلم، إضافة إلى النسخ الرقمية للكتب، فضلاً عن تحديد جميع المنصات، وإتاحة فيديوهات لتدريب المعلمين والأمهات على قناتي مدرستي» مشيراً إلى أن «سيتم توزيع الوجبة المدرسية الجديدة خلال العام الجديد بشكل تدريجي على المحافظات».
ولفت إلى أن من المتوقع وصول تكلفة الوجبات المدرسية إلى 8 مليارات جنيه، بدلاً من ملياري جنيه، مناشداً أولياء الأمور بالتعاون مع الوزارة.
وأشار إلى أن عملية سداد تأمين التابلت بدأت اليوم (أمس) ومن المقرر تسليمه للطلاب خلال 3 أسابيع» لافتاً إلى أن «الكتب المدرسية الخاصة بالصفوف من كي جي وأن حتى الصف الثالث الابتدائي متوفرة في مخازن المديريات، فضلاً عن الانتهاء من معظم كتب الصف الرابع الابتدائي».
ورجح شوقي «توزيع الكتب على معظم الصفوف الدراسية خلال أول أسبوعين من الدراسة».
وبين أن «كثيرين يتحدثون عن عدم تعيين خريجي كلية التربية، لكن باب التعيين الخاص بالجهاز الإداري للدولة أُغلق، وبالتالي صلاحية التعيين غير متوفرة لنا».
وتابع: «يحاول إيجاد موارد من خارج الموازنة، لذلك نحث أولياء الأمور دائماً على سداد المصروفات، لأننا مش هنقدر نعين حد ولا نثبته».
وأكد أن «عجز المعلمين يبلغ 260 ألف معلم» مشيراً إلى أن «كل 30 ألف معلم يكلفون الدولة مليار جنيه بالحد الأدنى للأجور».
وتابع: «اقترحنا فكرة التطوع للأسباب السالفة، والمالية حددت مبلغ 20 جنيهاً للحصة، ومن لديه الوقت والرغبة يتقدم، بشرط أن يكون مؤهلاً» مؤكداً «استجابة عدد كبير لمبادرة تطوع المعلمين».
وأكد أن «الأولوية ستُمنح للمتطوعين مستقبلاً حال توفر فرصة».

طلب إحاطة برلماني

إلى ذلك أعلن النائب مصطفى سالم، وكيل لجنة الخطة والموازنة في مجلس النواب، تقدمه بطلب إحاطة ضد طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، بشأن سد العجز في هيئة التدريس بالإدارات التعليمية المختلفة.
وقال: «رغم صدور الكتاب الوزاري الدوري رقم 6 لسنة 2021، والخاص بسد العجز في هيئة التدريس بالتخصصات المختلفة والاستعانة بالمؤهلات العليا التربوية، (مؤهل عالٍ مناسب بالإضافة إلى دبلومة تربوية) للعمل في المدارس نظير أجر عن الحصة الواحدة قيمته 20 جنيهاً، إلا أنه تم الإعلان بمختلف الإدارات التعليمية بمحافظة سوهاج عن سد العجز في التخصصات المختلفة عن طريق التطوع ودون أجر، بالمخالفة للقرار الوزاري الصادر والخاص بمنح أجر عن الحصة الواحدة 20 جنيهاً».
وتابع أن «مديرية التربية والتعليم بسوهاج بدأت بالفعل في الحصول على طلبات التطوع؛ وهو الأمر المخالف للقرار الخاص بالعمل مقابل أجر بالحصة».
وأضاف: «رغم أن هناك عجزاً كبيراً في المدرسين ورغم سابقة قيام الوزارة بتنظيم مسابقة تم من خلالها اختيار والتعاقد مع 36 ألف مدرس، وتدريبهم وتوزيعهم على المدارس، واشتغلوا فعليّاً بالمدارس عدة أشهر؛ فإن الوزارة لم تستعِن بهم مرة أخرى حتى الآن، وأصدرت قرارات جديدة للعمل بالأجر مقابل الحصة أو بالتطوع؛ مما يدل على التخبط الشديد لدى الوزارة في التعامل مع هذا الملف».