بيروت: قالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، اليوم الجمعة، إن “التدمير المتعمد والمباشر” من جانب الجيش الإسرائيلي لممتلكات قوة حفظ السلام هو “انتهاك صارخ” للقانون الدولي.
وكشفت اليونيفيل الجمعة، أن “الجيش الإسرائيلي دمر الخميس، جزءا من سياج وهيكل خرساني في موقع لنا بمنطقة رأس الناقورة (جنوب)”.
وأضافت اليونيفيل في بيان أن “التدمير المتعمد والمباشر من الجيش الإسرائيلي لممتلكات واضحة المعالم تابعة لنا يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي والقرار الأممي 1701”.
ويدعو قرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر في 11 أغسطس/ آب 2006 إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوبي لبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل.
وشدد البيان على أن “أفعال الجيش الإسرائيلي المتعلقة بقواتنا بالقرب من الخط الأزرق متعمدة ومباشرة”.
وتابع: “إننا نذكّر مجدداً الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف بالتزامها بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات”.
وأوضح البيان أن “حفارتان وجرافة للجيش الإسرائيلي أقدمت، الخميس، على تدمير جزء من سياج وهيكل خرساني في موقع تابع لنا في رأس الناقورة”.
وأضافت اليونيفيل أن “الجيش الإسرائيلي نفى القيام بأي نشاط داخل موقعنا، وذلك رداً على احتجاجنا العاجل”.
وجاء في البيان: “منذ 30 سبتمبر/ أيلول الماضي، طلب الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر مغادرة جنود حفظ السلام مواقعهم بالقرب من الخط الأزرق من أجل سلامتهم. وحادثة أمس، مثلها كمثل 7 حوادث مماثلة أخرى، لا تتعلق بوقوع قوات حفظ السلام في مرمى النيران المتبادلة، بل تتعلق بأفعال متعمدة ومباشرة من جانب الجيش الإسرائيلي”.
Statement:
Yesterday, two IDF excavators and one IDF bulldozer destroyed part of a fence and a concrete structure in a UNIFIL position in Ras Naqoura. In response to our urgent protest, the IDF denied any activity was taking place inside the UNIFIL position. pic.twitter.com/gQm02hjNTG
— UNIFIL (@UNIFIL_) November 8, 2024
فرنسا: هجمات غير مقبولة
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الفرنسية، الجمعة، إن الهجمات الإسرائيلية المتعمدة على قوات “يونيفيل” خلال الأسابيع الأخيرة “غير مقبولة”.
وأشارت في بيان إلى إصابة 5 جنود من اليونيفيل إثر هجوم إسرائيلي قرب قافلة للقوات الأممية بمدينة صيدا جنوب لبنان في 7 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
وأدانت الخارجية الفرنسية، الهجوم الإسرائيلي الذي أصيب فيه جنود من قوات اليونيفيل.
وأضافت أن خمسة جنود آخرين من اليونيفيل أصيبوا في الهجمات الإسرائيلية المتعمدة خلال الأسابيع الأخيرة، واصفة إياها بـ”غير المقبولة” وأنها يجب أن تنتهي.
وشدد بيان الخارجية الفرنسية على أن قوات اليونيفيل يجب أن تكون قادرة على القيام بمهمتها.
وتابع: “يجب ضمان حماية قوات السلام التابعة للأمم المتحدة وأمن أفرادها وممتلكاتهم ومنشآتهم”.
#Lebanon | France condemns the November 7th incident that left peacekeepers physically injured, following an attack that took place close to a United Nations Interim Force in Lebanon (UNIFIL) convoy near Saida, despite the prior communication of the convoy’s itinerary.
➡️… pic.twitter.com/yRX8MuFx9o
— France Diplomacy 🇫🇷🇪🇺 (@francediplo_EN) November 8, 2024
وخلال الأسابيع الأخيرة، أُصيب عدد من جنود اليونيفيل جراء هجمات إسرائيلية قالت قوة حفظ السلام الأممية إنها “تمت عمدا”، وهو ما أثار تنديدات دولية واسعة، حتى أن وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو، وصف إحدى الهجمات بأنها “قد تشكل جريمة حرب”.
وعلى وقع تلك الهجمات، اقترح الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، أن تنتقل اليونيفيل لمسافة 5 كيلومترات إلى الشمال داخل أراضي لبنان.
وردا على ذلك، قال فرحان حق نائب متحدث الأمم المتحدة إن “اليونيفيل تؤدي واجباتها وفقا لتفويضها وستستمر في البقاء في موقعها الحالي”.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان بينها “حزب الله”، بدأت غداة شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 146 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و102 شهيد و13 ألفا و819 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق أحدث البيانات الرسمية اللبنانية المعلنة حتى مساء الخميس.
ويوميا يرد “حزب الله” بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
(وكالات)