القاهرة ـ «القدس العربي»: ليسوا سواء بالتأكيد إذ ما زال ثمة ضمير حي في البلد الذي تسبب في أكبر معاناة يواجهها شعب على ظهر الكوكب، بفعل عشق الرئيس الثمانيني بايدن للقتل الذي دفعه ووزير خارجيته، لئلا يقيما اعتبارا للقتل والمجاعة التي يواجهها سكان قطاع غزة.. ها هو الجندي الأمريكي آرون بوشنل يوقظ الملايين من غفوتهم بعد قراره الانتحار تنديدا بالمجازر التي ترتكب في غزة دون أن يستيقظ لبايدن ضمير.
وتواصل الاهتمام كذلك بالمستجدات الاقتصادية، إذ ما زال الفرح بالصفقات التي تمت والأخرى التي في الطريق، يسود بين أنصار السلطة، وعلى غرار صفقة منطقة رأس الحكمة المطلة على البحر المتوسط، التي استحوذت عليها الامارات من المقرر اسناد منطقة “رأس جميلة”، التي تمتد على مساحة 860 ألف فدان، للمملكة العربية السعودية، حيث من المقررتحويلها لوجهة سياحية عالمية نظرا لموقعها الجغرافي والاستراتيجي البارز، خاصة بعد إدراجها ضمن “المشاريع المصرية الكبرى” لتنمية الساحل الشمالي، حيث تخطط الحكومة المصرية لزيادة مواردها من العملة الصعبة، التي باتت أكبر تهديد تواجهه البلاد، عقب تراجع الموارد من الورقة الخضراء، خاصة في أعقاب تراجع عائدات قناة السويس لمستوى قياسي بسبب هجمات الحوثيين، فضلا عن أقساط خدمة الدين العام التي وجب سدادها. وقال سامح شكري وزير الخارجية، إننا ندين الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي في قطاع غزة. وأضاف خلال كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان الدولي، إننا نحذر من أي عمل عسكري في مدينة رفح الفلسطينية. وشددعلى ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن لإدخال المساعدات لغزة.. و بحث شكري، مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مؤخرا، مخاطر توسيع رقعة الصراع في المنطقة، وتطورات الحرب على قطاع غزة. وكشف المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد، أن المباحثات الثنائية أقيمت على هامش اجتماعات مجلس حقوق الإنسان في جنيف، وأوضح أن “اللقاء يستهدف متابعة مسار العلاقات الثنائية عقب لقاء رئيسي البلدين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتشاور حول الحرب في قطاع غزة ومخاطر توسيع رقعة الصراع في المنطقة”.
ومن أخبار الزراعة: أعلنت وزارة التموين والتجارة الداخلية، بدء موسم توريد بنجر السكر لمصانع السكر التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية، حيث تمت زراعة 600 ألف فدان خلال الموسم الجاري في المحافظات. وقال الدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، إن مصانع البنجر من ضمنها مصنع شركة الفيوم للسكر، بدأت في استلام المحصول من المزارعين لإنتاج السكر من البنجر.
ليسوا سواء
أطلق الجندي الأمريكي البطل آرون بوشنل صرخة مدوية هزت ضمائر أحرار العالم، في محاولة منه لاختراق ضمير الرئيس جو بايدن السميك، وحكومته المتبلدة، وإنسانيته المفقودة، فقام بإحراق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأمريكية واشنطن. حادث يصفه عبد المحسن سلامة في “الأهرام” بالمأساوي العنيف قام به الجندي الأمريكي ليلقى حتفه على الفور رفضا للمأساة الإنسانية في غزة، والإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بمساعدة، ودعم الإدارة الأمريكية. «لن أشارك في الإبادة الجماعية».. تلك كانت آخر عبارة نطق بها الجندي الأمريكي البطل آرون بوشنل البالغ من العمر 25 عاما، خلال إضرامه النار في نفسه ليصرخ قائلا: «الحرية لفلسطين». الجندي ليس فلسطينيا، أو من ذوي الأصول العربية، وغير معروفة ديانته، وهو مهندس في سلاح الجو الأمريكي يعمل فنيا في أنظمة عملاء إدارة تكنولوجيا المعلومات، ويدرس للحصول على بكالوريوس العلوم في هندسة البرمجيات من جامعة نيو هامبشاير. انتحار الجندي الأمريكي في رقبة الرئيس الأمريكي بايدن، وإدارته التي تقف بكل قوة خلف إبادة الشعب الفلسطيني في غزة على يد الجيش النازي الإسرائيلي. الحادث يضع خطا سميكا بين الشعب الأمريكي الحر الذي يرفض العدوان والإبادة، ويحترم الحقوق والحريات الإنسانية، والإدارة الأمريكية التي تدعم الإبادة الجماعية، وتستخدم حق النقض (الفيتو) ضد قرارات مجلس الأمن لوقف العدوان، وتقدم الدعم الكامل لإسرائيل في عدوانها على شعب أعزل لم يعد يملك قوت يومه، ويهيم على وجهه من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب بحثا عن مكان آمن دون جدوى. احترقت الإنسانية بنيران الجيش الإسرائيلى، والدعم الأمريكي اللا محدود للعدوان، وأعاد الجندي الأمريكي آرون بوشنل للإنسانية مجدها، ورونقها، ليؤكد أن الضمير الإنساني لم يمت بعد، وأن هناك من يتعذبون، ويتألمون للآخرين، رغم أنهم غير معنيين بالأمر. أتمنى أن تكون حادثة الجندي الأمريكي بداية وقفة جادة للشعب الأمريكي مع إدارته، ومحاكمتها ومحاسبتها على مشاركتها في جرائم الإبادة، والقتل للفلسطينيين. تحية إلى روح آرون بوشنل، وخالص الدعاء له بالمغفرة، والرحمة، وخالص العزاء لكل ذوي الضمائر الحية في العالم من كل الأجناس والألوان والأديان.
سلام بعيد
لا يدري الدكتور عبد المنعم سعيد في “المصري اليوم”، كيف سيكون حال الصراع في قطاع غزة وقت نشر هذا المقال، حيث تجري تفاعلات متعاكسة في الوقت نفسه، بين البحث الدؤوب عن «هدنة» تتيح وقتا لمزيد من الجهد للوصول إلى السلام أو التسوية، أو تجرس عمليات للتصعيد في جبهات متعددة، هي حرب إقليمية واسعة النطاق. ولكن اختصارها معلوم في الأدب الإنساني عندما نشرت مسرحية صمويل بيكيت «في انتظار جودو»، التي عُرضت منذ عام 1953 في مسارح أوروبية عديدة. وربما كان جزء من شهرة العمل أنه كان موضوعا لتفسيرات عديدة بين مدارس فكرية وفلسفية متنوعة، لأنها تدور بين شخصين «فلاديمير» و«استراجون» التقيا على انتظار «جودو»، الذي لا يأتى أبدا. هناك دوما شيء ما مفقود ينتظره الإنسان، أو البشر جميعهم، لكي يُخلصهم مما هم فيه، ولكن الغياب المستمر يجعل البحث عن «المنتظر» داخليّا في الذات، التي هي الأخرى غامضة وموحشة، ولا تقل تعقيدا عن ذلك الخارج. العجيب أن المعرفة بالمقبل لا تجعل المسألة أكثر سهولة وأقل تعقيدا. السويسرى فريدريش دورينمات جعل نقطة البداية في «الزيارة» (1956) ليس انتظار الغائب، بل حضوره إلى مدينة «جولين»، المحرومة والفقيرة، في شكل سيدة عجوز لديها من الأموال الكثير التي ترغب في إنفاقها لإخراج المدينة من عثرتها، وأهلها من فقرهم، إذا ما قاموا بقتل حبيبها السابق، الذي اغتصبها في صغرها. المأساة الإنسانية هكذا تكتمل حلقتها عندما يكون الحضور لا يقل تعقيدا عن الغياب؛ ويصبح قول النفري، أن «تمام الظهور لا بد من غياب» موضوعا للتساؤل.
قد لا يأتي
«جودو» ليس بالضرورة بشرا يحل عقدة مدينة تبحث عن المخلص، أو تنتظر العقاب على ذنوب ومعاصٍ؛ «جودو» يمكن أن يكون حسب الدكتور عبد المنعم سعيد حالة طال دوامها، وراحت قوى كثيرة مجهولة وملموسة تهدد بالحرب والدمار، وقوى أخرى تبذل جهودا فوق الطاقة من أجل التوصل إلى تسويات وبناء يعين البشر على السلام، ومَن يعرف، ربما السعادة أيضا. الحقيقة هي أنه وقت كتابة هذا المقال كانت الجهود التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة من أجل التوصل إلى هدنة في حرب غزة الخامسة قد وصلت إلى مراحلها الأخيرة. في الواقع أن إسرائيل قدمت إنذارا بأن جولتها البرية العسكرية سوف تُستأنف في إقليم رفح جنوب قطاع غزة مع مطلع شهر رمضان المعظم. الإنذار المحدد بسقف زمني هو أخطر أنواع الإنذارات هو Ultimatum لأنه وقت التنفيذ يمكن توقع فتح كل أبواب جهنم. وفي الوقت نفسه، الذي كانت فيه المحاولات جارية، والوفود بين أجهزة المخابرات والاتصالات بين القادة تذهب وتجيء؛ فإن جبهات عدة أخذت في الالتهاب بالتصعيد القائم على ارتفاع حجم الحشود العسكرية، والقيام بعمليات الاغتيال لقادة عبر الحدود، والاشتباك المباشر في أكثر من جبهة على حدود إسرائيل مع الضفة الغربية ولبنان وسوريا، وعبر العراق إلى سوريا والأردن؛ وأخيرا وليس آخرا، تهديد الملاحة والتجارة الدولية في البحر الأحمر. «جودو» سواء كان سلاما أو حربا يسفر عن نفسه تدريجيّا في اتجاه حرب دولية، وصل فيها الخبراء العسكريون من إيران إلى ساحة إطلاق الصواريخ الحوثية؛ وتصاعدت عمليات الحشد البحري الأمريكية والأوروبية في البحر الأحمر. يجري كل ذلك، بينما العمليات العسكرية الإسرائيلية تجري في غزة بوحشية، لا تردعها محكمة العدل الدولية، ولا البحث عن قرار في مجلس الأمن. حتى وقت نشر هذا المقال، ظل هناك نوع من الانضباط العسكري على كل الجبهات؛ لم تعد الحرب سافرة عن وجه إيران، ولا وجه الولايات المتحدة في مواجهة تُخلع فيها القفازات وتُرفع الأقنعة.
شراكة لعينة
توقع جلال عارف في “الأخبار” أن تظل السياسة الأمريكية في المنطقة تتخبط ما لم يتم الإقرار – وبسرعة – بالخطأ الفادح في الانحياز غير المسبوق من جانب إدارة بايدن لإسرائيل، بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الذي وصل لحد المشاركة الفعلية في ما تسميه إسرائيل وأمريكا بـ«العملية العسكرية في غزة» ويسميه العالم كله حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني. الرئيس بايدن وإدارته تبنوا الرواية الإسرائيلية كاملة، ووضعوا كل الإمكانيات الأمريكية العسكرية والسياسية والاقتصادية في خدمة حكومة نتنياهو، التي كان الرئيس بايدن نفسه قد وصفها بأنها أكثر الحكومات تطرفا في تاريخ الكيان الصهيونى.. والنتيجة أن القرار الأمريكي أصبح رهينة لدى نتنياهو، وأن كل محاولات واشنطن لإنقاذ موقفها يصطدم بالهوس الإسرائيلي وبإدراك نتنياهو أن استمرار الحرب هو وحده ما يمنع سقوطه ومحاكمته.. وربما قضاء ما تبقى من عمره داخل السجن. بالتأكيد كانت حسابات بايدن مختلفة، وكان يتوقع حربا أقصر ودمارا أقل وعرفانا بالجميل من جانب «اللوبي الصهيوني» يحسم له معركة الرئاسة المقبلة، لكن الموقف لم يعد كذلك.. الكارثة غير مسبوقة، وأمريكا تحولت إلى شريك في حرب إبادة يدينها العالم كله. والأخطر – بالنسبة لبايدن – أن الانتخابات تقترب، والمعارضة لاستمرار الإبادة الجماعية تشتد داخل الولايات المتحدة، ونتنياهو لا يخفي تفضيله لعودة ترامب ويقاوم بكل قواه كل محاولات التهدئة. آخر استطلاعات الرأي تدفع الديمقراطيين لضرورة التحرك. لم تعد معارضة سياسة بايدن تجاه الحرب مقصورة على شباب الحزب ومجموعات عربية ومسلمة مؤثرة في ولايات حاسمة، لكنها تمتد لكل الأقليات التي يعتمد عليها الحزب، وللأمريكيين السود القوة الضاربة للحزب، وحتى لمجموعات يهودية تعارض سياسات نتنياهو وتراها مدمرة لإسرائيل. وبالتأكيد.. لن يذهب بايدن لصدام كبير مع نتنياهو، لكنه لن يستطيع تجاهل أصوات مهمة داخل وخارج حزبه تحذر من أن مصالح أمريكا لا يمكن أن تترك لما يقرره زعماء عصابات الإرهاب الإسرائيلي الذين لا يعرفون إلا لغة الحرب والدمار. كما لن يستطيع تجاهل حقيقة أن نسبة تأييده في استطلاعات الرأي تؤكد أنها الأقل بين كل الرؤساء الذين رشحوا أنفسهم لولاية ثانية وهم في البيت الأبيض.
دماؤنا رخيصة
في الوقت الذي تستمر فيه الحرب الروسية على أوكرانيا تواصل إسرائيل الحرب العدوانية على غزة، فنحن هنا كما أوضحت جيهان فوزي في “الوطن”، أمام حربين في الوقت نفسه، ما يدفع حتما إلى عقد المقارنة ما بين أهمية وأسباب وآثار ونتائج كل منهما. فالحرب الروسية على أوكرانيا لا تقل أهمية في نظر الكرملين عما تزعمه إسرائيل من حرب وجودية مع حماس، ذلك لأن موسكو تعتقد أنه لا بد من كسر شوكة أوكرانيا بالنظر إلى ما تراقبه من تقارب حثيث مع الناتو، ومع الولايات المتحدة على وجه الخصوص، وما تشهده من تحريض قومي شوفيني ضد روسيا، وضد الأقلية الناطقة بالروسية شرق البلاد. وما دفع موسكو إلى شن الحرب هو اعتقادها الوثيق بأن أوكرانيا تتحول سريعا إلى رأس حربة للناتو في مواجهة روسيا، ما دفع بوتين المعروف بجرأته إلى استباق هذا التحول، بشن حرب توسعية تهدف إلى تحقيق هدفين: أولهما السيطرة على كل الأقاليم الشرقية الناطقة بالروسية، وثانيهما كسر الاتجاه القومي الأوكراني وإزاحته من السلطة، وتعزيز حضور الأحزاب المعتدلة التي كانت تميل إلى تجنب الصدام مع روسيا قبل وصول زيلينسكي إلى السلطة. لكن هناك عوامل جوهرية أجبرت روسيا على أن تكون حربها نظيفة ودقيقة إلى أبعد الحدود، ولعل أهم هذه العوامل أن كلا الشعبين الروسي والأوكراني ينتميان إلى العرق «السولافي» نفسه، والثاني أن حربا قذرة تفضى إلى تدمير واسع وقتل بلا حدود سيؤسس عداوة أبدية مع بلد جار لروسيا، ما يمثل خطرا استراتيجيا مستقبليا لا يمكن الاستهانة به.
بوتين يعلم
فى مقابل هذه السياسات الروسية الدقيقة والمدروسة، حسب جيهان فوزي نجد أن السياسات الإسرائيلية على النقيض من ذلك تماما، رغم تشابه الظروف العامة، والشروط الموضوعية للنزاع، كحرب وجودية لكلتا الجبهتين. إلا أن واحدة من الحقائق التي لن تتبدل هي أن إسرائيل باقية والشعب الفلسطينى باق إلى أمد غير معلوم، وأن ما تكبده إسرائيل من خسائر بشرية هائلة للشعب الفلسطيني سيبقى محفورا في ذاكرة أجياله المتعاقبة لعقود مقبلة، وسينقش في ذاكرة أطفال غزة، وأبنائهم وأحفادهم في المستقبل، باعتبار أن الثأر واجب مقدس لا فكاك منه. هنا يبدو الفارق الأهم بين الحربين، فعلى الجبهة الروسية – الأوكرانية هناك حرب مع عدد أقل من الضحايا المدنيين والبنية التحتية والعمرانية، مقابل قتل متعمد وتدمير منهجي على الجبهة الإسرائيلية مع غزة. أما الفرق الثاني فهو أن الهدف الأول للحرب الروسية مع أوكرانيا هو إرغام أوكرانيا على استبدال سياساتها الشوفينية بسياسات معتدلة محليا ومحايدة دوليا، بينما الحرب الإسرائيلية على غزة، حرب بلا أفق سياسي، ولا تهدف إلا إلى قتل أكبر عدد من الفلسطينيين، وضرب كل إمكانية لمتابعة الحياة الطبيعية في قطاع غزة، لتحفيز الفلسطينيين على الهجرة. من هنا تبدو أهمية ملاحظة انفراد حكومة نتنياهو من بين دول العالم كافة بشن حرب هي الأكثر دموية وقذارة منذ الحرب العالمية الثانية وحتى يومنا هذا. تصريحات بوتين تعليقا على الحرب الإسرائيلية على غزة التي قال فيها: «انظروا إلى الوضع الكارثي في غزة وإلى العملية العسكرية الخاصة (الحرب على أوكرانيا) والمسوا الفرق، لا شيء مثل هذا يحدث في أوكرانيا». تعني أن الحرب على أوكرانيا لم تكبد المدنيين الأوكرانيين هذه الخسائر الهائلة في الأرواح والعتاد، والإمعان في حرب التجويع والإبادة التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
خاب مسعاه
يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى استمرار سياسة فرض الأمر الواقع، والتعامل مع الفلسطينيين باعتبارهم وفق ما يرى طلعت إسماعيل في “الشروق”، أهدافا مشروعة للقتل والتهجير القسري، بل الإبادة الجماعية، في ظل غياب أي ضغط حقيقي على حكومته اليمينية المتطرفة لوقف المذابح بحق الفلسطينيين العزل في قطاع غزة، ومع تهديد قوات الاحتلال بشن هجوم واسع النطاق على النازحين إلى رفح بحثا عن ملاذٍ أقل خطرا. وتحت إلحاح من الإدارة الأمريكية، الشريك الكامل في جرائم الحرب الإسرائيلية، تشجيعا وتمويلا، قدم نتنياهو إلى مجلس الحرب في حكومته، خطة اليوم التالي لانتهاء العدوان على غزة، التي تقوم على إعادة احتلال قطاع غزة، وإطلاق يد الجيش الإسرائيلي في الجوانب الأمنية بلا أمد زمني محدد ضمن السعي لـ«قبر القضية الفلسطينية»، والقضاء على الشعب الفلسطيني، كما يتوهم. خطة نتنياهو التي نشرتها وسائل الإعلام العبرية، تقوم أيضا على استمرار العدوان حتى يتم الإجهاز على القدرات العسكرية والبنية التحتية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، وإعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة، ومنع إمكانية أن يشكل قطاع غزة تهديدا أمنيا لإسرائيل في المستقبل، وفق ما جاء في تلك الخطة. لكن ما هو شكل إدارة القطاع وفق هذه الخطة؟ لقد لجأ نتنياهو إلى الغموض المتعمد بحديث عن إدارة يتولاها مسؤولون محليون لا علاقة لهم بما سماه «الدول والكيانات التي تدعم الإرهاب». ولأنه تجاهل ذكر أي دور للسلطة الفلسطينية في إدارة القطاع، كان منطقيا أن تسارع الخارجية الفلسطينية برفض تلك الخطة، باعتبارها «اعترافا رسميا بإعادة احتلال قطاع غزة وفرض السيطرة الإسرائيلية عليه» فضلا عن كونها «خطة لإطالة أمد حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني، ومحاولة لكسب المزيد من الوقت لتنفيذ مخطط التهجير»، بينما اعتبرتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين «مجرد أضغاث أحلام».
القانون كسيح
خطة نتنياهو تتمادى حسب طلعت إسماعيل في التعنت بوضع بند يتضمن العمل على حل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في قطاع غزة واستبدالها بوكالات إغاثة دولية أخرى، وأن أي عملية إعادة إعمار لن تتم إلا بعد نزع سلاح المقاومة، وتنفيذ «خطة تربية» لمواجهة «التطرف في التعليم» والقضاء على ثقافة الكراهية لإسرائيل، وانظر من يتكلم عن الكراهية؟ وعن خطة نتنياهو التي تتضمن في جوهرها إعادة احتلال قطاع غزة، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، غداة إعلان تلك الخطة إنه «لم يطلع عليها» لكنه: «ينبغي ألا يحصل احتلال إسرائيلي جديد لغزة ويجب عدم تقليص أراضي غزة». بلينكن الذي لا يكف عن زيارة المنطقة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وانخراطه الدائم في دعم إسرائيل، أشار إلى أن «دولا عديدة في المنطقة تعمل معا على خطة لمرحلة ما بعد الحرب في غزة»، وأنه ناقش الأمر مؤخرا مع «شركاء عرب» على هامش اجتماع مجموعة العشرين في البرازيل ومؤتمر ميونيخ للأمن، في محاولة للإيحاء بأن هؤلاء الشركاء مطلعون على ما يدور في رأس الحكومة الإسرائيلية من خطط، رغم إعلان رفضهم رسميا لكل تلك المخططات. خطورة ما يطرحه نتنياهو، ليس في إعادة احتلال قطاع غزة فقط، بل في غياب الرادع لوقف مخططات اليمين الإسرائيلي في تهجير سكان قطاع غزة، وبما يهدد الأمن القومي المصري في الصميم، وهو ما تخشاه مصر التي عبرت عن رفضها له في أكثر من محفل، مع مواصلة الدعوة للوقف الفوري لإطلاق النار. القانون الدولي، للأسف، يقف، حتى الآن، عاجزا عن ردع نتنياهو، ومنع تل أبيب من ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين، في ظل الدعم الغربي، و«الفيتو» الأمريكي المشهر دائما لصالح إسرائيل.
هدنة أم سلام؟
المفاوضات التي جرت في باريس والقاهرة والدوحة، وعادت مرة أخرى إلى باريس، تركز الخلاف الأساسي فيها، كما أخبرنا عمرو الشوبكي في “المصري اليوم” حول ما إذا كان الاتفاق بين إسرائيل وحماس سيكون هدنة مؤقتة أم وقف إطلاق نار، صحيح هناك بعض الاختلافات حول أعداد المفرج عنهم من الجانبين، إلا أن الخلاف الرئيسي سيظل من الموقف الإسرائيلي المتمسك باستمرار الحرب بغرض القضاء على حماس، وارتكاب جرائم إبادة جماعية يدفع ثمنا المدنيون من أبناء الشعب الفلسطيني. والحقيقة أن تمسك نتنياهو ومعه منظومة الحكم المتطرفة في إسرائيل برفض وقف إطلاق النار، يرجع لهيمنة فكرة القضاء على حماس واجتثاثها، وهي فكرة وصفها الرئيس الفرنسي بأنها تعني استمرار الحرب 10 سنوات، ورفضها جوزيب بوريل ممثل السياسة الخارجية الأوروبية واعتبرها غير واقعية. والحقيقة أن تمسك إسرائيل بالهدنة المؤقتة مع استمرار استهدافها للمدنيين الفلسطينيين، مثّل عنصر ضغط كبير على حماس، وجعلها تفكر في قبول الهدنة المؤقتة ببعض الشروط، وفق آخر تسريبات خرجت من اجتماع باريس. والمؤكد أن الهدف الإسرائيلي الذي عبر عنه نتنياهو مؤخرا بالسيطرة العسكرية على قطاع غزة والقضاء على حماس، هو تكرار لتجارب أمريكا الفاشلة في اجتثاث البعث في العراق واجتثاث طالبان في أفغانستان. فلا يمكن اجتثاث فكرة أو عقيدة من أي مجتمع، صحيح يمكن تهميشها أو تجاوزها بفعل تطور المجتمعات وتغير السياق السياسي والاجتماعي المحيط بها.
باقية رغم المؤامرة
في حالة حماس الأمر الذي استقر عليه عمرو الشوبكي أنه لا يمكن بأي حال تفكيك جناحها العسكري إلا بمسار سياسي ينهي الاحتلال ويقيم دولة فلسطينية. إن محاربة الأفكار المتطرفة لا تكون أساسا بقمع من يحملونها؛ إنما بتغيير الظروف التي أدت إلى انتشار «التطرف»؛ لأن قوتها أساسا في الفكرة وليست في الأعداد الكبيرة، أو الصغيرة لمن يحملونها. والحقيقة أن تجربة إسرائيل في التعامل مع حركات المقاومة بمختلف توجهاتها مثلت أسوأ صور تجارب الاجتثاث في العالم، وأكثرها قسوة وتشددا، فخطاب إسرائيل المعلن لتبرير رفضها وقف إطلاق النار، هو أنها ترغب في اجتثاث حماس، مثلما فعلت أمريكا وحلفاؤها في العراق وأفغانستان وفشلت. صحيح يمكن للدولة العبرية أن تضعف قوة حماس، بل يمكن أيضا أن تفكك قدراتها العسكرية، وتقتل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، ولكنها لن تستطيع أن تقضي على فكرة، أو أيديولوجية مقاومة المحتل، لأنها ستعود مرة أخرى في ثوب جديد، قد يكون أكثر تطرفا أو اعتدالا، لكنه سيعود، فطالما بقي هناك احتلال ستصبح هناك مقاومة، أيا كان اسمها وتوجهها. مشكلة الخلاف حول الهدنة أو وقف إطلاق النار تكمن في أنه ليس مجرد خلاف على صيغة اتفاق، إنما هو خلاف أعمق من ذلك يتعلق بمشروع عقائدي صهيوني يتصور أن حماس مجرد جماعة مسلحة يمكن القضاء عليها وليست تنظيما مقاوما سيبقى طالما ظل الاحتلال، حتى لو أضعف.
في انتظار الغيث
في الوقت الذي اهتمت الحكومات السابقة بالغردقة وشرم الشيخ وعدد كبير من شواطئ سيناء، وفتحت أبوابها للسياحة، كان الساحل الشمالي أقل المناطق اهتماما، كما أخبرنا فاروق جويدة في “الأهرام”، فقد تحول إلى مجموعة من المنتجعات التي يقضي القادرون فيها شهور الصيف، رغم أن مشروع حسب الله الكفراوي، كان يهدف إلى استغلال الشواطئ وزراعة 400 ألف فدان من الصحراء، ولكن للأسف الشديد لم تنفذ مشروعات الزراعة حتى جاء أخيرا مشروع العلمين ورأس الحكمة، بالتعاون مع دولة الإمارات، وكان توقيع الاتفاق بين مصر والإمارات فرصة لأن يوضح مصطفى مدبولي رئيس الوزراء تفاصيل المدينة الضخمة التي ستقام في رأس الحكمة.. وهي منطقة ساحرة على مساحة تزيد على أربعين ألف فدان وحصلت مصر على 35 مليار دولار كدفعة أولى منها 11 مليار دولار ودائع لدولة الإمارات لدى مصر، والمشروع الذي تبلغ ميزانيته 150 مليار دولار.. يشارك فيه عدد من المستثمرين يمثل إنجازا كبيرا في وقت يحتاج فيه الاقتصاد المصري إلى دعم مالي كبير.. لقد شجعت الدولة الاستثمار الأجنبي، ولكن نتائجه كانت محدودة وربما يكون مشروع رأس الحكمة بداية برنامج طويل المدى لإنعاش الاقتصاد المصري وخروجه من حالة الانكماش التي يعاني منها أمام أزمة الدولار وارتفاع الأسعار وزيادة أعباء الديون.. كان أهم ما حملته صفقة رأس الحكمة، أن الحكومة تعاملت معها بقدر من الشفافية في توضيح الحقائق أمام المصريين.. وليتها تتبع الطريق نفسه، في توضيح الحقائق في المشروعات الأخرى.. الاهتمام بالساحل الشمالي ربما جاء متأخرا بعض الوقت، ولكن المؤكد أن المشروعات الجديدة سوف تفتح آفاقا لتنمية هذا الجزء الفريد في أرض مصر.
الحلول الجزئية
المؤكد من وجهة نظر محمود الحضري في “المشهد” أن مشروع تنمية رأس الحكمة مهم من الناحية الاقتصادية، ويخاطب شريحة معينة من المستفيدين منه، سواء في الداخل أو الخارج، وحتما سيخضع للوائح مختلفة كليا، عن تلك القوانين الحاكمة للاستثمار حاليا، وإن كان هذا يقع أيضا ضمن محل الاجتهاد. والمشروع له أهمية أخرى، أنه خطوة لاستقطاب رؤوس الأموال العربية للاستثمار في مصر- الإماراتي منه على سبيل المثال- بدلا من رأس المال الأجنبي غير المستقر في مكان، بخلاف عن أنه بمثابة توطين للاستثمار طويل المدى، بدلا من تلك “الأموال الساخنة” التي تعمل وفق شعار “اكسب أو اخطف واجرِي”. لا أحب الربط هنا بين رأس الحكمة وقضية متغيرات سعر الصرف، فهذه مسألة خلافية، نظرا لضخامة حجم الديون المصرية، والتي تحتاج إلى حلول أكثر اتساعا، وخطوات لمنظومة أكثر شمولا وأكثر تغطية لمختلف القطاعات، لتحقق تنمية واسعة النطاق، بل الأهم في وجهة نظري الربط بين رأس الحكمة، وطمأنة الناس، والرد على كل الاستفسارات في الشوارع، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، خصوصا، ما يتعلق بطبيعة الملكية للطرف الثاني، والسر في ما يتردد عن إخضاع “الشراكة” لقوانين أمريكية. ويبقى من بين الأهم والمهم، هو التأني في تكرار إطلاق المشروعات ذاتها بالسياسة نفسها، حتى نقف على التجربة الأولى المتمثلة في “رأس الحكمة”، ومراعاة الأجيال المدنية في حقوقهم التنموية، وعدم أكل حقوقهم في تطوير ما يرونه لحياتهم، مع الدخول في بدائل لحل الأزمات الراهنة بعيدا عن اتباع أسهل الوسائل لحلول جزئية لأزمات كبيرة، مع الإجابات الواضحة حول حقوق سكان ومستوطني أراضي التعمير الجديدة. والمؤكد أن مصر تحتاج أكبر بكثير لتجاوز أزماتها، من مجرد بيع أو شراكات لها الغلبة للطرف الآخر، فمصر زاخرة بالأفكار والقدرات لتتخطى أزماتها بحلول متوسطة وطويلة المدى في عمر زمان اختلفت فيه مدد سنوات عوائد المدى القصير والمتوسط والطويل.
حلم الجوعان
ماذا سيستفيد المواطن البسيط من صفقة الاستثمار الكبرى لتنمية منطقة رأس الحكمة؟ الإجابة تكفل بها عماد الدين حسين في “الشروق”: مصر سوف تحصل على 35 مليار دولار منها 24 مليار دولار نقدا خلال شهرين، وإسقاط 11 مليار دولار من قيمة وديعة الإمارات في البنك المركزي. دخول هذه المليارات من الدولارات ومعها ما سيأتي من صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي و«شركاء التنمية» وعائد الطروحات وبيع بعض الأصول خلال الفترة نفسها، يفترض أن يتيح بداية علاج حقيقي للمرض الصعب الذي يعاني منه الجنيه المصري منذ عامين تقريبا، حينما خرج 22 مليار دولار من الأموال الساخنة من البنوك والسوق المصرية، على خلفية تداعيات وباء كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية. إذا أحسنت الحكومة إدارة هذه الأموال بصورة جيدة ووجهتها إلى العلاج الحقيقي للاقتصاد وحددت أولوياتها بصورة صحيحة، فإن ذلك سوف ينعكس على أحوال جميع المصريين الفقراء والأغنياء وبينهما الطبقة الوسطى، والأخيرة هي أكثر من يدفع الثمن في معظم الأزمات الاقتصادية المصرية. قيمة الصفقة ومعها دفعات صندوق النقد وشركاء التنمية، حينما يتم وضعها في البنك المركزي فسوف يتم بدء حل مشكلة نقص العملات الصعبة إلى حد كبير. السؤال: وما علاقة ذلك بالمواطن البسيط؟ الإجابة هي أن مستورد السلع الأساسية، حينما يذهب إلى البنوك الرسمية للحصول على العملات الصعبة التي تتيح له استيراد سلعة، سيجد الدولارات متوافرة في البنك بالسعر الرسمي الذي سيتم تحديده بصورة عادلة وتقريبية، وبالتالي فإن التاجر أو المستورد لن يضطر للحصول على الدولار من السوق السوداء، وفي هذه الحالة فإنه لن يقوم بتحميل فارق السعر على السلعة وبالتالي على المستهلك النهائي.
أخطاء الماضي
إذا حدث ما يأمل فيه عماد الدين حسين، من توفر الدولار لرجال الأعمال والمستوردين فإن الأسعار ستكون عادلة ومنطقية، أو على الأقل لن تشهد الزيادات الجهنمية التي شهدناها في الشهور السابقة، لدرجة أنها كانت ترتفع في اليوم الواحد أكثر من مرة. والمفترض أيضا أن المستهلك حينما يذهب لشراء أي سلعة، خصوصا الأجهزة المعمرة سيجدها متاحة في المتاجر، ولن يقوم التجار بإخفائها رهانا على ارتفاعات متتالية مقبلة، ولو تم إخفاء السلع فإن التجار هم الذين سوف يخسرون لأن آخرين غيرهم سوف يبيعونها بالأسعار الطبيعية. وجود العملات الأجنبية في البنوك الرسمية وبالسعر المعلن سيقضي بصورة شبه كاملة على السوق السوداء للعملة الصعبة خصوصا الدولار، وسيستفيد المواطن العادي والاقتصاد الوطني بصفة عامة من هذه الصفقة، لأن المستثمرين المصريين والأجانب سيبدأون العمل بجدية في السوق المصرية. نعلم أن كثيرين منهم كان مترددا في العمل ومجمدا لنشاطه بسبب الفارق الضخم في سعر الدولار، حيث يبلغ سعره في البنوك الرسمية 31 جنيها في حين تجاوز ذات مرة حاجز الـ70 جنيها في السوق السوداء. عودة المستثمرين واستئناف عملهم سيعود بالنفع على الجميع، بل سيفكر كثيرون في العودة للسوق المصرية بعد أن هجروها لأسواق أخرى في الخارج، لكن المهم في كل ما سبق أن تحسن الحكومة إدارة الأمر، ولا تكرر أخطاء الماضي وتركز على الأولويات الأساسية وتضع سياسات تضمن زيادة الصادرات وترشيد الإنفاق.
نحيي هذا الحر أخونا آرون بوشنل الذي تحرك ضميره الإنساني، وكنا نتمنى أن لا يلقى مثل هذا المصير في وقت جبنا نحن الشعوب وخان حكامنا الجواسيس اللصوص!
والله تحية انسانية واخلاقية من القلب لهذا الشاب الأمريكي اليهودي الذي انتفض ضد إبادة شعب غزة العزة وقدم جسده وروحه فداء للقضية الفلسطينية، نسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته إنه على قدير، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم على هذا العجب العجاب الذي يحدث لأطفال غزة العزة و الصمود هذي شهور وشهور وشهور على يد عصابة البيت الأسود الصهيوني الأمريكي يا انريكي 🇵🇸😔☝️🌴🤲🌴