انتخابات بيروت: تجمع سياسي واسع لتأمين المناصفة… ومعركة زحلة: «إئتلاف» ضد «القوات»

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت ـ «القدس العربي»: أكثر ما تتركز الأنظار في الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية التي ستجري غداً الأحد في بيروت والبقاع هو انتخابات العاصمة بيروت ومعركة زحلة. في الاولى تجري معركة غير محسومة لتأمين المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في مجلس بلدي مؤلف من 24 عضواً في غياب مكوّن رئيسي كان ضامناً لهذه المناصفة هو الرئيس رفيق الحريري وبعده نجله الرئيس سعد الحريري.
ولذلك، انخرطت غالبية الأحزاب والعائلات في لائحة «بيروت بتجمعنا» برعاية من دار الفتوى ومتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأورثوذكس المطران الياس عودة تحسباً لخروقات من اللوائح المنافسة.
وتضم هذه اللائحة التي يترأسها ابراهيم زيدان أحزاباً متناقضة سياسياً من القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب والطاشناق إلى الاشتراكي وجمعية المشاريع والنائب فؤاد مخزومي والوزير السابق محمد شقير وصولاً إلى «حزب الله» و«حركة أمل».
وهناك لائحة ثانية تحت عنوان «ائتلاف بيروت مدينتي» برئاسة فادي درويش يدعمها نواب التغيير إبراهيم منيمنة وبولا يعقوبيان وملحم خلف ومارك ضو وفراس حمدان وحليمة قعقور، ولائحة ثالثة عنوانها «بيروت بتحبك» برئاسة العميد المتقاعد محمود الجمل الذي كان مقرباً من «تيار المستقبل» تحظى بدعم النائب نبيل بدر ونائب الجماعة الاسلامية عماد الحوت، ولائحة رابعة اسمها «أولاد البلد» برئاسة رولا العجوز تحظى بدعم النائب السابق سليم دياب ورئيس جمعية المقاصد فيصل سنو، ولائحة خامسة غير مكتملة عنوانها «مواطنون ومواطنات في بيروت» يدعمها الوزير السابق شربل نحاس، ولائحة سادسة ايضاً غير مكتملة هي «بيروت عاصمتنا» برئاسة عدنان الحكيم.

عون لن يشرف على الجولة الثالثة بسبب مشاركته في تنصيب البابا الجديد في الفاتيكان

وقد انتهت انتخابات بيروت إلى هذا الواقع بعد فشل مجلس النواب في التصويت على اعتماد اللوائح المقفلة التي ربطها البعض بتعديل صلاحيات المحافظ المسيحي. وتنظر أحزاب متخاصمة كالقوات و«حزب الله» إلى لائحة «بيروت بتجمعنا» على أن هدفها إنمائي ووحدة العاصمة ولا هدف سياسياً لها.

زحلة لمن؟

أما في زحلة فليست المعركة شبيهة ببيروت، بل هي تشهد على منازلة كبرى بين «القوات اللبنانية» الداعمة للائحة «قلب زحلة» برئاسة سليم غزالة وائتلاف واسع من الأحزاب والقوى والشخصيات والعائلات الداعمة لرئيس البلدية الحالي أسعد زغيب الذي يحظى زغيب بدعم النائب ميشال ضاهر والنائب والوزير السابق نقولا فتوش، والكتائب والوطنيين الأحرار وحزب «الوعد» و«التجمع الزحلي العام» والنائب جورج بوشكيان، والنائبين السابقين سيزار معلوف ويوسف معلوف، والنائب والوزير السابق خليل الهراوي، والتحقت بهم «الكتلة الشعبية» برئاسة ميريام سكاف بعد فشل التحالف بينه وبين «القوات». أما «التيار الوطني الحر» فأصدر بياناً بإسم هيئة قضاء زحلة جاء فيه «لا شك أنكم تتساءلون عن سبب الغموض الذي يحيط بموضوع الانتخابات البلدية وما يتعلق منه بالتيار الوطني الحر في زحلة، وإننا إذ نقدّر بشكل كبير رغبتكم في معرفة حقيقة ما يجري على هذا الصعيد، نشكر لكم صبركم وانتظاركم، ونشدد على مدى تفهمكم لدقة وحساسية الموقف، ونطلب منكم التحلي بالحكمة والصبر إلى حين صدور قرار قيادة التيّار بهذا الشأن، آملين ان يتم ذلك بوقت قريب جداً». واضاف «لا شك لدينا بأنّكم مدركون بأن هذا يصب في مصلحة التيار ومكانته. كونوا على جهوزيتكم القصوى للالتزام التام لما سيكون موقف قيادة التيار».
وقد أشار عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب جورج عقيص إلى «أن المعركة الانتخابية في زحلة هي معركة سياسية بامتياز وليست مجرد خلاف بلدي»، وقال: «أردنا التغيير في النهج البلدي، إلا أن المفاوضات لم تنجح مع الحلفاء فاصطف الحلفاء والخصوم في لائحة واحدة لمواجهة القوات».
ونبّه إلى «عاملين يهددان نزاهة الانتخابات أولهما المال الانتخابي لشراء الأصوات»، مطالباً «الأجهزة الأمنية بالتنبه إلى هذا الموضوع، والعامل الثاني هو الصوت الشيعي الموجود في اللائحة المنافسة الذي يُراد منه فقط كسر ارادة الزحليين والحد من توسع القوات في المناطق المسيحية»، معرباً عن «ثقته بوعي أبناء زحلة الذين سيدركون هذا التدخل الفج وسيُسقطونه عبر صناديق الاقتراع بقول ‘لا’ واضحة لتشويه الإرادة الشعبية».

الجميّل والمرشح الشيعي

أما رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل فردّ على الكلام عن دعم الثنائي الشيعي لائحة أسعد زغيب، وقال «الثنائي الشيعي أعطى حرية الاختيار لمناصريه في الانتخابات البلدية لأنه لم يدعم أحدًا والمرشح الشيعي الموجود على لائحتنا هو نفسه الذي كان على اللائحة التي شُكّلت مع القوات منذ 9 أشهر وهو مستقل لا علاقة له بالثنائي، وموجود اليوم في المجلس البلدي إلى جانبنا وإلى جانب القوات والرئيس أسعد زغيب الذي ندعمه»، مضيفًا «الافرقاء معنا على اللائحة هم الاحرار والتجمع الزحلاوي رمز المقاومة اللبنانية بوجه الاحتلال السوري والنائب ميشال الضاهر وهم افرقاء سياديون، وأعتبر أن المعركة في زحلة ليست سياسية والنتيجة ستكون سيادية».
وعن عدم التحالف مع القوات اللبنانية، قال: «طموحنا كان التحالف مع القوات منذ اليوم الاول ولكن القوات فضّلت التحالف مع ميريام سكاف بدايةً ثم عادا واختلفا في ما بينهما. في هذا الوقت كنا تحالفنا والتزمنا مع أسعد زغيب وبات لدينا لائحة متضامنة، عملنا من أجل التوافق مع القوات ولكن الخطأ لم يكن من جانبنا وهم يدركون ذلك، وبناء على ذلك قمنا بتحالفاتنا واتفقنا على الاسماء ولم نعد قادرين على التوافق في زحلة».
وعن انتخابات بيروت، أوضح «أن الكتائب حاولت داخل مجلس النواب إقناع النواب الآخرين بإقرار قانون يؤمّن ويضمن المناصفة في بيروت، ولكن للأسف لم يحصل هذا الامر واضطررنا حفاظًا على المناصفة ومنعًا للشرخ إلى الائتلافوالتوافق وأن تتمثل كل المكونات في بيروت كما يجب لضمان بقاء المناصفة، والضمانة لهذا الامر هو التزام جميع الداعمين للائحة بالتصويت الكامل لها». تزامناً، لن يشرف رئيس الجمهورية العماد جوزف عون على انطلاق العملية الانتخابية في بيروت والبقاع كما فعل في الجولتين الاولى والثانية في جبل لبنان والشمال بسبب مغادرته السبت إلى روما مع عقيلته للمشاركة في حفل تنصيب البابا الجديد لاون الرابع عشر، على أن يزور بعدها مصر للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

سلام: الحضن العربي

اما رئيس الحكومة نواف سلام، الذي يترأس الوفد اللبناني إلى القمة العربية في بغداد فسيعرض للقادة العرب مسار عودة لبنان إلى سكة التعافي والخطوات التي تقوم بها الحكومة اللبنانية استعداداً لاستقبال كل الزوار، لا سيما العرب، لجهة ضبط أمن المطار ومحيطه، ورفع مستوى الخدمات وتأمين سلامتهم وسلامة كل المواطنين.
وقال سلام في حديث صحافي «نذهب إلى القمة العربية ولدينا قول واضح، وهو أن لبنان عاد إلى الحضن العربي، وهو حريص على أن يلتزم بالشرعية العربية كما الشرعية الدولية. لبنان يريد إعادة وصل ما انقطع مع العرب، وأن يواكب التطور العربي الذي تسجله دول عربية عديدة، خصوصاً دول الخليج»، مؤكداً «أن ممثلي «حزب الله» في البرلمان قد وافقوا على البيان الوزاري الذي نالت على أساسها الحكومة الثقة، وهذا البيان ينص بشكل صريح على حصر السلاح بيد الدولة، وبسط سلطتها على كامل أراضيها، وفقاً لما جاء في اتفاق الطائف، وهي تعمل لتحقيق هذا الهدف. وما يقوم به الجيش اللبناني، إنْ في انتشاره جنوباً وتفكيكه البنى العسكرية أو ضبطه للحدود مع سوريا ومنعه التهريب بكل أشكاله عبرها، وتشديده الإجراءات الأمنية في المطار، دليل على ذلك»، جازماً «أن لا عودة إلى الوراء في مشروع تكريس حصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية وحدها، وبأن تكون صاحبة الكلمة الفصل في قرارَيْ الحرب والسلم».

قبلان: «ما تحشرونا»

في المواقف، أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان «أن لبنان يحتاج إلى أولويات وطنية تلحظ واقعنا المشترك والتقديمات التاريخية التي صبت في صميم وجود وحماية هذا البلد وسيادته منذ عشرات السنين. وهذا يفترض الانتهاء من وثيقة إعمار وإغاثة الجنوب والضاحية والبقاع، فضلاً عن حوكمة الحكومة وجدولتها الفعلية على الأولويات الوطنية».

سلام إلى القمة العربية في بغداد: لا عودة إلى الوراء في حصرية السلاح بيد الدولة

وقال في خطبة الجمعة «للأسف هذا ما لا يريده البعض، لدرجة أن هناك من يعاقب أهل الجنوب الضاحية والبقاع ويصر على تركهم فوق الركام، تنفيذاً لطبخة دولية إقليمية تريد معاقبة المقاومة وبيئتها. وهذا الأمر دونه كوارث مدوية، والدولة التي تخون الجنوب والضاحية والبقاع ليست دولة، والحكومة بتهربها وتنكّرها لشعبها وناسها ترتكب أسوأ خيانة، وتدفع بالبلد نحو كارثة وطنية، والإصرار على اللعب بالنار خطير للغاية، واللحظة مصيرية، ومن يحسب مواقفه بالميزان الإقليمي والدولي ويريد إذلالنا وشطبنا من المعادلة فهو مخطئ. ونصيحة «ما تحشرونا بالزاوية».
وأضاف «الحكومة حكومة وطنية بتضحيات أهل البقاع والجنوب والضاحية منذ عشرات السنين، ولولا انتفاضة 6 شباط/فبراير لكان البلد والدولة والمشروع الوطني صهيونياً بامتياز، والرئيس نبيه بري وتاريخه المقاوم ممر جبري لإعادة تعريف السيادة الوطنية»، مذكّراً «بأن لبنان كان محتلاً حتى العاصمة بيروت، وأنقذه الله بالمقاومة، وحذارِ من معاقبة خيار المقاومة أو تطويقه، أو معاقبة بيئة المقاومة وخنقها ومنعها من حق الإغاثة والإعمار، والدولة بكل مؤسساتها وإمكاناتها مسؤولة عن الإعمار والإغاثة ولن نقبل غير ذلك. البلد بلدنا، وهو ليس مكرمة إقليمية أو صفقة دولية، ومن يشتغل للخارج فليشتغل له خارج لبنان، فلا تخطئوا بموضوع الجنوب والضاحية والبقاع لأنه سيكون كبيراً، ولا حاجة للبنان إذا لم يرد على الجنوب والضاحية والبقاع بعض ما يليق بالتضحيات السيادية منذ نصف قرن».
وشدد أخيراً «على ضرورة الانتباه للحرائق الإقليمية والألغام الدولية»، معتبراً «أن زيارة الرئيس ترامب للمنطقة ليست مجانية أو مجرد نزهة تريليونية، بل خريطة فرز إقليمي خطير؛ والعين على لبنان والمناطق الساخنة في الإقليم، والشرق الأوسط لشعوبه، وتلزيمه من الصعب أن يمرّ»، معتبراً أن «التطبيع خيانة للقدس وفلسطين وقضايا العرب والمسلمين، ولبنان لن يكون مطبّعاً، وخيانة غزة خيانة للدين والتاريخ والإنسان وطعنة مميتة للأمم المتحدة والمواثيق الدولية، وحين يصبح القانون الدولي وسيلة لتبرير الظلم والعدوان تصبح الفوضى عندها شرفاً ضرورياً لحفظ الأوطان».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية