القاهرة ـ «القدس العربي»: تعقد بعد أسبوع في مصر انتخابات التجديد النصفي لمجلس نقابة الصحافيين، وسط تنافس بين مرشحي تيار الاستقلال النقابي، الذي يرفع شعار الحرية في مواجهة آخرين محسوبين على الدولة يرفعون شعار الخدمات.
ويتنافس في الانتخابات (51) مرشحا بينهم (8) على مقعد النقيب، و(43) لعضوية المجلس.
وتُجرى انتخابات التجديد النصفي كل عامين على مقعد النقيب ونصف مقاعد أعضاء المجلس (12 عضوا/ دورة كل عضو 4 سنوات). وكان من المقرر عقدها يوم 7 مارس/آذار الجاري، لكنها تأجلت أكثر من مرة بتوافق بين المرشحين بسبب شهر رمضان والأعياد الدينية، ليصار إلى اعتماد تاريخ 2 مايو/ أيار المقبل.
ويتطلب النصاب القانوني حضور 50 ٪+1 من الأعضاء المشتغلين البالغ عددهم 10 آلاف و232 صحافيا في الانعقاد الأول، أو ربعهم في الجولات التالية.
ويبرز اسم النقيب المنتهية ولايته خالد البلشي الذي ينتمي لتيار الاستقلال النقابي، ونقيب الصحافيين الأسبق عبد المحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام السابق، كأكثر المتنافسين حظاً لحصد منصب النقيب.
حرية الصحافة
وفي الوقت الذي يرفع فيه البلشي شعارات الحرية ودور النقابة في حماية أعضائها، يعتمد سلامة على إعلان توفير خدمات للصحافيين بينها وحدات سكنية وتوفير أراض زراعية وإقامة مستشفى، إضافة إلى وعده بزيادة بدل التدريب والتكنولوجيا بقيمة 2100 جنيه، ليصبح 5000 جنيه.
وقال البلشي إن دافعه للترشح في الدورة السابقة كان الحفاظ على تنوع هذه النقابة وحق الجمعية في انتخابات تنافسية تليق بنقابة الصحافيين،
وزاد: «معاً قادرون على فعل المزيد، واستعادة النقابة لتكون من جديد بيتاً لكل الصحافيين، ودعم حلمنا باستعادة هذه المهنة بوصفها ملاذاً لكل الحالمين بغد مختلف ومستقبلٍ أفضل، مهما كانت العثرات».
وأضاف، في منشور عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أنه «مع بدء الدورة الماضية، كانت آمال قطاعات واسعة من الزملاء محصورة في فتح أبواب النقابة وعودة المقاعد في بهو النقابة، لكننا كنا نؤمن أن الجمعية العمومية التي ضربت أروع المثل في الحضور والإرادة في تغيير الواقع خلال انتخابات 2023، قادرة على فعل الكثير».
وزاد: كنا ندرك أن الجماعة الصحافية، التي احتشدت لاسترداد النقابة، لم تكن تبحث عن استعادة مبنى، بل الأهم هو استعادة دور وجوهر النقابة، وكانت رسالة حضوركم بمثابة تكليفٍ ببذل كل جهد، فتعهدت بالتفرغ لتحقيق هذا التكليف، وفتح كل الملفات التي طال تجاهلها، وعودة الجمعية العمومية لتكون شريكةً في كل شيء دون إقصاءٍ أو تمييز، وأن تعود النقابة لفكرتها الأساسية كبيتٍ لكل صحافي، يحمي ويطور ويصون ويتابع ويتدخل».
وتابع: «كنا ندرك أن نقابةً قويةً هي بداية الطريق للدفاع عن حقوقنا، وأن الصحافة المعبِّرة عن آمال وطموحات المواطنين هي التي ستبقى، وهي القادرة على نفض الغبار والخروج من أزمة القيود المكبلة لعملنا جميعًا إلى فضاء الحرية والقدرة على التعبير».
وزاد: «لقد كانت خطتنا مع بداية هذه الدورة النقابية أن نسعى لاستعادة هذه المهنة، واستعادة نقابتنا بيتًا لكل الصحافيين، نعيد للمبنى رونقه ومعناه، وللمهنة قوتها وتأثيرها، في خطين متوازيين، لكن سعينا لإحياء المبنى لم يقف عند حد الشكل، بل امتد أيضًا للمعنى، وللخدمات داخله، ولفتح كل القضايا الصعبة بوضوحٍ تامٍ وبلغةٍ قويةٍ تحافظ على تراثنا وتقاليدنا النقابية، دون أن نفتح أبوابًا للصدام، ولا أن نتنازل عن خطوطنا العريضة أو نتجاهل حقًا لصالح خدمةٍ عابرة».
وأشار إلى أنه بفضل الجمعية العمومية وتكاتفها وحضورها، على مدار العامين الماضيين، عادت النقابة قويةً عزيزةً، فمضينا في مجال الخدمات لنفتح كل القضايا الصعبة، وخضنا ـ معاً كأبناء نقابة موحدة ـ الطريق لتطوير خدمات العلاج والإسكان والتدريب، وحل مشاكل الفصل وتدني الأجور وتراجع الخدمات، وتكاتفنا لمد الجسور مع الجميع، من المؤسسات والهيئات والمسؤولين، واستعدنا دور النقابة الوطني، وفتحنا أبواب النقابة في ندواتٍ وفعالياتٍ مختلفة، وناقشنا كل الملفات لنستعيد قيمة ومعنى ودور النقابة من عوامل الزمن والتحلل والظروف التي كبلتها طويلًا.
وأضاف: سرنا طيلة عامين على حد السيف، أبوابنا مفتوحة، وعقولنا منفتحة، وإصرارنا واضح على تنوعٍ شاملٍ ومشاركةٍ من الجميع، وطرقنا كل السبل لحل المشاكل، وتواصلنا مع الجميع، ودرسنا كل فكرة، وراجعنا كل شكوى، وحاربنا لتظل نقابة الصحافيين مرفوعة الرأس، عالية الهامة، لا يكسرها أحد، ولا تُغلق أبوابها من جديد.
8 يتنافسون على مقعد النقيب أبرزهم البلشي وسلامة و43 لعضوية المجلس
وتابع: حلمي وحلمكم واحد، وللحلم بقية في الانتخابات المقبلة ونحن قادرون على إنجازه معًا، فحلمنا أن النقابة التي خرجت من غبار الأزمات والإغلاقات والقيود، تمتلك اليوم فرصةً ذهبيةً لتكمل أحلام جمعيتها العمومية، وهذه الفرصة لا يجب أن تضيع.
ولفت نقيب الصحافيين إلى أن هذا الحلم الذي بدأ منذ عامين، وأدركنا من اللحظة الأولى أن حرية الصحافة هي مفتاح قوتنا، فسعينا لتطوير البيئة التشريعية لتحمي الصحافة والصحافيين، فطورنا مشروع قانونٍ لمنع العقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر والعلانية، وأعددنا مشروع قانونٍ متكاملٍ لضمان حرية تداول المعلومات وتعزيز الشفافية، كما تمت صياغة العديد من التعديلات التشريعية على القوانين الحاكمة للصحافة والإعلام، التي جاءت بعض نصوصها لتقيد العمل الصحافي، إدراكًا منا أن صوت الصحافة يمثل صوت المواطن، ولا ينبغي لأي قيودٍ تشريعيةٍ أن تعيق هذا الصوت.
الحبس والحجب
وتابع: مثلما عملنا على ملفات حرية الصحافة وتطوير بنيتها التشريعية، فإننا سعينا أيضاً لفتح كل ملفات المهنة، فذهبنا إلى كل الأطراف، ولم نترك بابًا مفتوحًا أو منصةً لقول كلمتنا إلا وطرقناها، وجعلنا عمادنا هو التفاوض والتعاون مع كل الأطراف، ومثلما حققنا بعض النجاحات في ملفات الحبس والحجب في البداية، سعينا بكل قوةٍ وبالتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة لإطلاق خطةٍ لإحياء المؤسسات القومية واستعادة شبابها، كان على رأس ما تم فيها وضع خطةٍ لتعيين المؤقتين، وبدأت خطوات تنفيذها الفعلي، وصارت على مشارف الاكتمال بجهود الهيئة الوطنية للصحافة، وتعاونٍ مستمرٍ مع نقابة الصحافيين.
وأضاف: مثلما كانت حرية الصحافة شاغلنا، لم نهمل الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، فسعيتُ معكم وبكم على مدار عامين لاستعادة الخدمات وإصلاح منظومة الأجور التي أهلكتها سنوات الإغلاق والتجميد الذي لحق بنا جميعًا، سواء عبر تفاوضاتٍ لم تتوقف، أو إطلاق أكبر سلسلةٍ من النقاشات حول قانون العمل والأجور المتدنية والخدمات المتهالكة والفصل التعسفي، وسعينا لحماية حقوق الصحافيين في كل المؤسسات دون استثناء.
واستكمل البلشي: أتقدم إليكم للفترة المقبلة، ولدي قناعةٌ راسخةٌ ـ عززتها التجربة وما تعرضت له مهنتنا من أزمات اقتصادية وملماتٍ على مستوى الحريات والأداء المهني ـ أننا مهنةٌ تموت بلا حرية، وأن الحرية والتنوع بالنسبة للصحافيين ليست رفاهية، بل هي مرادف لـ»أكل العيش»، فعندما غابت الحرية، أغلقت الصحف، وغابت الصحافة، وتدهور التوزيع، وطالت قائمة البطالة والفصل التعسفي، ودفع الصحافيون الثمن غاليا على كل المستويات.
وأضاف: لدينا حلم نبيل بدأناه سويًا قبل عامين، واليوم أعيد تقديم نفسي لنيل ثقتكم، واستكمال ما تبقى من هذا الحلم.
في المقابل، تحدث الكاتب الصحافي عبد المحسن سلامة المرشح لمنصب نقيب الصحافيين، عن تفاصيل أضخم مشروع قدمته نقابة الصحافيين منذ بدايتها، ونجاحه في الاتفاق مع وزارة الإسكان للحصول عدد من الوحدات السكنية للصحافيين، بمزايا وأسعار متنوعة، وكذلك توفير قطع أراض للصحافيين.
وقال خلال مؤتمر صحافي إن عدد الشقق يبلغ نحو 1500 شقة، و328 قطعة أرض، موضحا أن الوحدات السكنية جاهزة للتسليم خلال 6 أشهر، وأن التقديم اعتبارا من 3 مايو/ أيار المقبل، مضيفا:» المشروع يتبع وزارة الإسكان ويتميز بأنه يلبي كافة المتطلبات، سواء شقق الإسكان الاجتماعي أو إسكان الشباب أو الإسكان المميز، كما أن هناك تسهيلات كبيرة في الدفع.
وأضاف: «هذه الشقق في مدن وأماكن مختلفة، وستكون الأولوية لمن لم يحصل على شقة عن طريق النقابة قبل ذلك»، مضيفا :»هذا المشروع هو الأضخم في تاريخ النقابة، وأن الأماكن موجودة في مدن العلمين الجديدة والعاصمة الجديدة، والإسماعيلية الجديدة ومدينة بدر، وحدائق لأكتوبر، وناصر وغرب أسيوط، والعاشر من رمضان، والشروق، ودمياط الجديدة، والمنصورة الجديدة.
وأوضح أن المشروع خصص للصحافيين تحت رعاية وزارة الإسكان وتابع لمشروعات إسكان مصر وغيرها، مشيرا إلى أراض تدخل ضمن المشروع في أكتوبر الجديدة، والعاشر من رمضان، والسادات، وبرج العرب في الإسكندرية، وأن المساحات تبدأ من 209 أمتار وحتى 500 متر، ومساحات الشقق تبدأ من 63 مترا و100 متر و 173 و186 ومساحات متنوعة»، مؤكدا أن الأولوية للصحافيين من أبناء المحافظات، على أن تباع بنفس أسعار وزارة الإسكان».
وقال: لقد حدث تفاوض وأصبح المشروع متاحا بالتمويل العقاري»، مشيرا إلى أن بدأ التقديم في المشروع في الدور الخامس من مؤسسة الأهرام قاعة مكرم محمد أحمد، حيث توجد الاستمارات للتقديم.
وعن ملف الحريات قال إنه «من أهم أولوياته في برنامجه الانتخابي، لأن الحرية هي قلب المهنة الصحافية، ولا يجوز حبس الصحافي سواء كان نقابياً أو غير نقابي»، مؤكدا أنه يعمل على استعادة هيبة الصحافيين وضمان حقوقهم.
وأكد قائلا إن «تنفيذ برنامجه الانتخابي قبل إجراء الانتخابات هو تأكيد على الجدية»، مؤكدا أيضا على التزامه بتعيين الصحافيين بالعقود المؤقتة في جميع المؤسسات الصحافية القومية، مشيرا إلى أن المراسل الصحافي للصحف الأجنبية سيكون له صرف بدل من يوليو المقبل».
وبشأن تخفيضات التذاكر في قطار الأنفاق أكد على أن العمل في هذا الأمر مستمر من أجل سرعة إنجازه قريبا.