انتهاكات إسرائيلية في سوريا: اعتداءات على مدنيين ومدارس وصحافيين

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق ـ «القدس العربي»: توغلت القوات الإسرائيلية داخل قرى حدودية سورية، واعتدت على مدنيين، ومؤسسات تعليمية، وصحافيين، في انتهاك جديد جنوب سوريا، بينما سقطت مسيرات إيرانية في أجواء القنيطرة وطرطوس، إلى جانب سقوط صاروخ مجهول المصدر في ريف الحسكة شمال شرق البلاد.
الناشطة الميدانية سلام هاروني في القنيطرة قالت لـ «القدس العربي» إن قرية الحرية شهدت فجر الأحد، اقتحاما جديدا من قبل دورية عسكرية إسرائيلية، حيث داهم جيش الاحتلال مدرسة الحرية وعبث بمحتوياتها، مما ألحق أضرارا بالأبواب والمقاعد والأثاث المدرسي. فيما غادرت الدورية القرية عائدة إلى مواقعها خلف الشريط الحدودي بعد تنفيذ العملية.
وحسب المصدر، فإن اقتحام قرية الحرية جاء غداة توغل قوة إسرائيلية مماثل في قرية كودنة السبت، حيث اقتحمت الدورية مدرسة القرية في وقت كان عدد من الأطفال يلعبون كرة القدم في باحتها. ووفقا لشهادات من أهالي القرية، فقد أطلق الجنود أعيرة نارية في الهواء لبث الرعب بين الموجودين، قبل أن يعمدوا إلى اعتقال عدد من اليافعين بحجة تصويرهم تحركات القوات الإسرائيلية داخل قاعدة تل الأحمر المجاورة.

اختطاف يافعين

وحسب المصدر، فقد اقتادت القوات الإسرائيلية اليافعين إلى داخل الأراضي المحتلة، حيث خضعوا لتحقيقات مكثفة استمرت لساعات، قبل أن يفرج عنهم لاحقا.
في موازاة ذلك، لاحقت القوات الإسرائيلية عددا من الصحافيين والنشطاء الميدانيين الذين كانوا يعملون على توثيق الحدث في ريف القنيطرة.
وأفاد الصحافي نور أبو حسن بأنهم تعرضوا للتوقيف والتفتيش من قبل الجنود، وتمت مصادرة معداتهم وأجهزتهم الإلكترونية، قبل أن يخلى سبيلهم في وقت لاحق، دون توجيه أي تهم رسمية.
وحسب ما قالت هاروني لـ «القدس العربي» فإن هذه التطورات تأتي في سياق «تصعيد إسرائيلي ممنهج يستهدف مناطق جنوب سوريا».
في غضون ذلك، قالت مصادر أهلية لـ «القدس العربي» إن الساعات الأولى من صباح أمس الأحد شهدت اعتراض منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية صواريخ إيرانية قبل وصولها إلى أهدافها، حيث تم تفجيرها في أجواء القنيطرة جنوب سوريا.
ووفقا للمصدر، فقد استهدفت القوات الإسرائيلية ثلاث طائرات مسيّرة إيرانية الصنع، في محيط القرى القريبة من خط وقف إطلاق النار في ريف القنيطرة، حيث سقطت إحداها في أجواء قرية عين الزبدة، فيما جرى إسقاط المسيّرتين الأخريين في سماء قرية صيدا الجولان، الواقعتين ضمن نطاق محافظة القنيطرة، في ظل تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي الإسرائيلي خصوصا في سماء القنيطرة والجولان.
كذلك قال الناشط الميداني مصطفى حسيناتو في طرطوس لـ «القدس العربي» إن طائرة مسيّرة يعتقد أنها إيرانية الصنع، سقطت الأحد فوق أحد المنازل في قرية الطليعي التابعة لريف مدينة صافيتا، ما أسفر عن إصابة امرأة بجروح بالغة، واشتعال حريق التهم أجزاء من المنزل المستهدف.
وحسب شهادة سكان المنطقة، وقع الحادث في ساعة مبكرة من صباح الأحد، حين سمع صوت انفجار ضخم في سماء القرية، تلاه انفجار عنيف هزّ الأرجاء.

سقوط مسيّرات إيرانية في القنيطرة وطرطوس… وصاروخ في ريف الحسكة

وقال أبو علي، أحد جيران العائلة المتضررة، «فجأة دوّى الأحد انفجار أرعب الجميع. هرعنا إلى المكان فوجدنا السيدة ملقاة على الأرض، والدخان يتصاعد من أرجاء المنزل».
ووثقت صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي لحظة سقوط المسيّرة، حيث ظهرت ألسنة اللهب تتصاعد من موقع الحادث، وسط تجمهر السكان المحليين الذين حاولوا إخماد النيران قبل وصول فرق الإطفاء.
مصادر ميدانية رجّحت أن الطائرة من طراز مسيّرات إيرانية تستخدم في مهام الاستطلاع والمراقبة، لكنها سقطت نتيجة خلل تقني أو إصابة محتملة أثناء تحليقها في أجواء ريف طرطوس، الذي يعد من المناطق البعيدة عن خطوط المواجهة المباشرة.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من الجهات الحكومية السورية أو جهات رسمية أخرى، حتى لحظة إعداد الخبر، بشأن طبيعة الطائرة أو أسباب سقوطها.
وقال حسيناتو: نقلت المرأة المصابة إلى المستشفى وهي في حالة حرجة، فيما تعمل الجهات المحلية على تقييم الأضرار وتحديد ملابسات الحادث بدقة وسط حالة من القلق تسود بين سكان القرية.
في سياق التوترات الأمنية المتصاعدة في عموم المنطقة، شهد ريف الهول شرقي محافظة الحسكة سقوط صاروخ مجهول المصدر في قرية شلالة الحدودية، دون أن يُسفر عن أي إصابات بشرية، فيما اقتصرت الأضرار على النواحي المادية البسيطة في محيط موقع الانفجار.
وأفادت مصادر أهلية لـ «القدس العربي» بأن الصاروخ سقط في ساعات الفجر الأولى ضمن أرض زراعية على أطراف القرية، ما أحدث دويا قويا سمع في القرى المجاورة، وتسبب بحالة من الذعر بين الأهالي.
ووفق إفادة أحمد مختار، أحد سكان قرية شلالة، فإن الانفجار لم يسفر عن إصابات، لكنه خلّف أضرارا طفيفة شملت تحطيم بعض النوافذ وتشققات في جدران المنازل المجاورة.
وتقع قرية شلالة ضمن نطاق «الإدارة الذاتية» لشمال وشرق سوريا، وتعد من القرى الصغيرة القريبة من الحدود السورية ـ العراقية.
مصادر محلية تحدثت عن تحركات غير اعتيادية لوحدات أمنية عقب الانفجار، بالتوازي مع تمشيط محدود للمنطقة، في محاولة لتحديد موقع الإطلاق أو جمع بقايا الصاروخ لتحليله. وتعيش القرية في الوقت الراهن حالة من الترقب، وسط دعوات الأهالي لتشديد الإجراءات الأمنية.
وسبق أن حذرت وزارة الطوارئ والكوارث، الجمعة، المواطنين من التجمهر أو الصعود إلى الأسطح لمراقبة الأجواء أو تتبع الأحداث الجارية، مؤكدةً أن مثل هذه التصرفات قد تعرض حياتهم للخطر.
وذكرت اأن التحذير يأتي حفاظًا على سلامة المواطنين، خاصةً مع احتمالية تساقط أجزاء من مقذوفات أو خزانات طائرات في عدة مناطق داخل سوريا.
وفي تصريح للوكالة السورية للأنباء «سانا» قال وزير الطوارئ والكوارث، رائد الصالح: «في ظل التصعيد العسكري في المنطقة، نهيب بالمواطنين عدم التجمهر أو الصعود للأسطح لمراقبة ما يحدث، وذلك حفاظًا على سلامتهم».
ودعا إلى عدم الاقتراب أو لمس أي جسم غير مألوف، مشددًا على أهمية التعامل مع هذه الأجسام بحذر وترك مهمة التعامل معها للجهات المختصة من فرق الهندسة وفرق إزالة مخلفات الحرب.
كما حذّرت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري المواطنين من خطورة التعامل مع مخلفات الحرب، بما في ذلك الذخائر والألغام والتجهيزات العسكرية المتروكة، لما تشكله من تهديد مباشر على حياتهم.

خطر جسيم

كما أعربت عن استنكارها للصور المتداولة على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، والتي تُظهر مجموعة من الأشخاص يحملون بعض هذه المخلفات ويقوم أحدهم بقصّها، مؤكدة أن مثل هذه الأفعال تُعرّض حياة الأفراد ومن حولهم لخطر جسيم.
وقالت المنظمة في منشور مقتضب عبر معرفاتها الرسمية، إن هذه الأفعال تعرّض حياتهم وحياة من حولهم لخطر شديد.
وشددت على ضرورة اتباع السلوكيات الآمنة للوقاية من خطر مخلفات الحرب والألغام غير المنفجرة، التي لاتزال تزهق الأرواح بشكل شبه يومي، وأوصت بعدم الاقتراب منها أو لمسها وتبليغ أقرب سلطة محلية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية