انشقاق عبد الحليم خدام اكبر تحد يواجهه النظام السوري

حجم الخط
0

انشقاق عبد الحليم خدام اكبر تحد يواجهه النظام السوري

انشقاق عبد الحليم خدام اكبر تحد يواجهه النظام السوري بيروت ـ من هنري معمر باشي: شكل انشقاق النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام، احد اركان النظام البعثي، احراجا كبيرا لدمشق التي تبدو بحسب محللين في حال دفاع عن النفس اكثر من اي وقت مضي.وخدام الذي كان في مقدم الحرس القديم واكد الجمعة استقالته من كل مهماته السياسية في سورية، اشار الي انه اختار الوطن علي النظام ، متهما الرئيس السوري بشار الاسد بالتفرد بالسلطة وبارتكاب اخطاء في السياسة الخارجية وخصوصا في لبنان.وهذه هي المرة الاولي في تاريخ سورية الحديث، وتحديدا في تاريخ نظام البعث الذي يحكم البلاد منذ نحو نصف قرن، التي تعلن فيها شخصية بأهمية خدام انشقاقها.وخدام الذي يعيش في منفاه الباريسي منذ اشهر عدة، كان احد ابرز القريبين من الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد الذي حكم سورية طوال ثلاثين عاما.وعند وفاته عام 2000، تولي خدام تمهيد الطريق امام نجله بشار ليتسلم مقاليد الحكم، لكن الحرس القديم اتهم لاحقا بعرقلة انفتاح النظام نحو مزيد من الديمقراطية.وفي حديثه الي قناة العربية الفضائية، اشار خدام الي ان رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري تعرض لتهديدات من جانب مسؤولين سوريين، علي رأسهم بشار الاسد.وفي هذا السياق، تحول شاهدا اساسيا بالنسبة الي لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري.وكتب رامي خوري في صحيفة ديلي ستار اللبنانية الناطقة بالانكليزية ان الاسد اصبح في مواجهة مع احد الاركان السابقين لنظامه .واعتبر خوري ان تصرف خدام يشكل اول انشقاق مهم في التراتبية العليا للنظام التضامني الذي طالما ميز الحكم في دمشق .واضاف يبقي ان نعرف اذا كان هذا التشقق في السد سيمتد وينتهي بانفجار سياسي .والواقع ان الاهتزاز الاول للنظام السوري تجلي في انتحار وزير الداخلية غازي كنعان في تشرين الاول/اكتوبر، الرجل القوي داخل النظام الذي كان رئيسا للاستخبارات العسكرية السورية في لبنان طوال عشرين عاما.وفي اي حال، يجب الا يتم التقليل من شأن الاتهامات التي ساقها خدام ضد الاستخبارات السورية.كما ان تصريحاته المدوية ترتدي اهمية مزدوجة، اولا من حيث توقيتها واعطاؤها دفعا جديدا للتحقيق الدولي في اغتيال الحريري، وثانيا لجهة صدورها من قناة العربية ذات التمويل السعودي.ومعلوم ان موقف المملكة السعودية من النظام السوري الذي تسيطر عليه الطائفة العلوية المتحالف مع طهران اتسم بالتجاذب.فالسعودية سبق ان دعمت النظام السوري خشية ان يؤدي سقوطه الي زعزعة الاستقرار في المنطقة، لكن موقف الرياض كان حازما حيال اغتيال الحريري، الذي يحمل ايضا الجنسية السعودية.وبناء عليه، اضطلعت المملكة بدور اساسي في انسحاب القوات السورية من لبنان في نيسان/ابريل 2005، بعد شهرين فقط من اغتيال الحريري.وفي المقابل، حرص النظام السوري علي ان يضم الي صفوفه فئة من الغالبية السنية في سورية التي ينتمي اليها خدام.وعلق دبلوماسي غربي طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس ان موت غازي كنعان وانشقاق خدام مؤشران الي تفكك النظام، وتنتظرنا مرحلة متوترة .واضاف يتجه النظام الي الدفاع عن نفسه بدل ان يستبق الاحداث، الامر الذي يجعله موضع شبهة من الجميع، وكان علي بشار ان يدعو لجنة التحقيق الي لقائه بدل ان يرفض الاجتماع بها . من جهته، تساءل جوزف بحوت الاختصاصي في الشؤون السورية والاستاذ في معهد الدراسات السياسية في باريس صحيح ان النظام (السوري) يمكن ان يصمد في غياب معارضة فعلية، ولكن كم سيستمر هذا الصمود؟” وقال يبدو ان دمشق المعزولة والمحصنة اختارت استراتيجية القنفذ اي ان تتراجع وتطلق في الوقت نفسه وسائل الدفاع عن نفسها .(ا ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية