أنطاليا- “القدس العربي”: تحت شعار “استعادة الدبلوماسية في عالم مجزأ” تنطلق صباح الجمعة أعمال الدورة الرابعة من منتدى أنطاليا للدبلوماسية (AFD2025) تحت رعاية رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، الذي سيلقي كلمة الافتتاح في قصر المؤتمرات في بلدة بيليك القريبة من أنطاليا. ويستمر المنتدى ثلاثة أيام بين 11 و13 نيسان/ أبريل 2025 الحالي.

ومن المتوقع أن يحضر المنتدى نحو 4 آلاف مشارك، بينهم أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة، وما يزيد على 50 وزير خارجية، إلى جانب نحو 60 ممثلا رفيع المستوى عن منظمات دولية. ومن المتوقع أن يشارك وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في عدة فعاليات على هامش المنتدى، مثل اجتماع مجموعة الاتصال الخاصة بغزة التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية. وتزيد عدد الفعاليات على 50 ندوة.

ومن بين الرؤساء الذين من المتوقع مشاركتهم في المنتدى الرئيس السوري أحمد الشرع، كما وصل إلى مطار أنقرة اليوم الرئيس الأندونيسي للمشاركة في المنتدى.

ومن بين المواضيع التي سيتطرق إليها المنتدى بعض التحديات العالمية المطروحة على جدول عمال المنظمات الدولية مثل تغيّر المناخ، ومكافحة الإرهاب، والمساعدات الإنسانية، والتحول الرقمي، والأمن الغذائي، والذكاء الاصطناعي.

انطلقت أعمال المنتدى لأول مرة عام 2020، إلا أن الدورة تعطلت بسبب وباء فيروس كورونا، حيث عقدت دورته الأولى عام 2022 ثم 2023 و2024 وهذه هي الدورة الرابعة.

وفي بيان تعريفي بموضوع المنتدى الرئيس لهذا العام، وهو دور الدبلوماسية لحل النزاعات، يؤكد المنظمون أن تنامي الخلافات الجيوسياسية، وتعميق التفاوتات العالمية، وتصاعد العنف الذي يستهدف المدنيين، وعدم التسامح مع الآراء المتباينة، وعدم اليقين الناجم عن الاضطرابات التكنولوجية، والتأثير متعدد الأبعاد لأزمة المناخ، كلها عوامل هزت الحس السليم للعدالة وتآكل الثقة في المؤسسات الدولية. وقد أدى عجز النظام الدولي الحالي عن إيجاد حلول لهذه التحديات المعاصرة إلى زيادة الضغط على جهود التعاون المتعثرة أصلاً

وجاء في البيان التعريفي أن هذا العصر يشهد تفاقم عدم الاستقرار وعدم القدرة على التنبؤ، ويتسم بتحدياتٍ معقدة وأزماتٍ متعددة. يهدف المنتدى إلى تقييم المشكلات المنهجية للنظام متعدد الأطراف، وتعزيز الحوار حول استعادة الدبلوماسية في بيئةٍ دوليةٍ سريعة التطور.

وسيجمع منتدى أنطاليا للدبلوماسية قادةً عالميين، وصانعي سياسات، وأكاديميين، وخبراء أعمال، بالإضافة إلى ممثلي وسائل الإعلام والمجتمع المدني، لاستكشاف كيف يُمكن للدبلوماسية أن تُغير مجرى الأمور، وتُرشدنا عبر عالمٍ مُجزأ لإيجاد أرضيةٍ مشتركةٍ للعمل الجماعي.

كما يهدف المنتدى إلى إلهام الحوار لإعادة تعريف دور الدبلوماسية ومبادئها الأساسية في ظلّ أجواءٍ مُتزايدة الاستقطاب. من خلال مناقشة الأسباب الجذرية لمختلف المشكلات، سيُشجع المنتدى صانعي السياسات على إعادة النظر في كيفية إدارة الدبلوماسية لهذه الأوقات العصيبة، مع التركيز على أدواتٍ مُبتكرةٍ لحل النزاعات، واستراتيجيات الوساطة، وآليات التعاون الإقليمي. وللمساعدة في بناء نظامٍ دوليٍّ أكثر فعاليةً وتماسكًا، سيبحث المنتدى عن حلولٍ جديدةٍ لمعالجة إخفاقات الحوكمة العالمية، من خلال دراسة الخلل الوظيفي وانعدام الثقة في المنظمات الدولية. سيتم أيضًا توضيح دور الجهات المعنية غير الحكومية في دعم الجهود الدبلوماسية التقليدية، وذلك لاستكشاف كيف يمكن للدبلوماسية أن تصبح أكثر شمولًا ومرونة. وسيوفر المنتدى منصةً استشرافيةً للمشاركين من جميع أنحاء العالم للعمل على استراتيجيات مشتركة لجعل الدبلوماسية القوة الدافعة للسلام والتعاون.