صنعاء – «القدس العربي»: شهدت محافظة الحديدة (غرب اليمن)، أمس الخميس، قصفاً أمريكيًا وبريطانيًا، في سياق قصف صار شبه يومي في الآونة الأخيرة يستهدف هذه المحافظة في مناطق سيطرة جماعة “أنصار الله” (الحوثيون) في اليمن.
وذكرت وكالة الانباء سبأ التي يديرها الحوثيون، أن القصف، الخميس، استهدف بغارة منطقة الجاح الأسفل بمديرية بيت الفقيه، فيما أعلنت الجماعة تبني استهداف سفينة بريطانية في خليج عدن.
وذكر زعيم جماعة “أنصار الله”، عبد الملك الحوثي، أن “غارات الأعداء على بلدنا خلال هذا الأسبوع وصلت إلى 40 غارة معظمها على محافظة الحديدة والبعض على محافظة صعدة “.
لا نتائج
وقال في خطاب بثته قناة المسيرة التابعة للجماعة:” الأعداء لن يصلوا إلى نتيجة في عدوانهم على بلدنا، والحل الوحيد هو وقف العدوان وإيصال الغذاء والدواء لسكان غزة”. وأشار إلى أن “الإنجاز العملاق لغارات العدو في صعدة استهداف سيارة مزارع تحمل أنابيب بلاستيكية وهذا فشل كبير”.
ودعا اليمنيين لما اعتبره “الخروج المليوني” للناس في المظاهرات الأسبوعية التي تشهدها المدن الرئيسية في مناطق سيطرتهم؛ نصرة لغزة.
وأكد أهمية الخروج في المظاهرات “إذ له معنى وأهمية كبيرة “، “لأنه تحدٍ لأمريكا وبريطانيا وإسرائيل”، ويعكس أن “شعبنا مستمر في ثباته على موقفه طالما الدم الفلسطيني مسفوك والجرائم الإسرائيلية مستمرة”، مؤكدًا “استمرار التعبئة العسكرية طالما استمر العدوان على قطاع غزة”.
وقال: “طالما استمر العدوان والحصار الإسرائيلي على غزة فكل الأنشطة في بلدنا ستستمر”. في إشارة الى استمرار العمليات الصاروخية والطيران المسيّر في البحر ضد السفن المرتبطة بإسرائيل والسفن الأمريكية والبريطانية، وفي عمق الأراضي المحتلة في فلسطين.
وأشاد “بالدول التي رفضت استخدام الأمريكي لأراضيها للاعتداء على الشعب اليمني.
وقال: “أمريكا تعتمد استراتيجية توريط الآخرين وابتزازهم لتخف عليها كلفة وتبعات مواقفها العدوانية السيئة.
وتستعد دول أوروبية لإطلاق عملية عسكرية في البحر الأحمر بدءاً من التاسع عشر من فبراير/شباط الجاري لحماية الملاحة البحرية.
وقال زعيم الحوثيين: “ينبغي للدول الأوروبية ألا تصغي للأمريكي ولا للبريطاني وألا تورط نفسها فيما لا يعنيها ولا يؤثر عليها.” وأضاف: “عملياتنا في البحر تهدف إلى الضغط لإدخال المواد الغذائية والطبية وإيصال الدواء والاحتياجات الإنسانية لغزة.”
بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن استهداف سفينة بريطانية "LYCAVITOS" في خليج عدن 05-08-1445هـ 15-02-2024م pic.twitter.com/naE6BZox7m
— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) February 15, 2024
وتابع: “عملياتنا استهدفت هذا الأسبوع سفناً مرتبطة بالأمريكي وسفينة مرتبطة بالعدو الإسرائيلي.” واعتبر “تراجع التصنيف لاقتصاد العدو إثر عدوانه على غزة وعمليات البحر الأحمر نجاحاً مهماً وانتصاراً حقيقياً. وزاد: “تصنيف قوة اقتصاد العدو الإسرائيلي انخفض بعد أن كانت واحدة من ضمن أكبر 15 اقتصاد قوي في العالم. ”
وأشار إلى أن “شركات التأمين تشترط على السفن الإسرائيلية والأمريكية دفع مبالغ إضافية تصل إلى 50%، وهو ما يصل إلى نسبة من قيمة السفينة نفسها.” وقال: “عمليات البحر أدّت إلى تراجع إجمالي واردات الكيان من المنتجات بنسبة 25% خلال الأشهر الماضية.”
وكما أشار إلى ما اعتبره “توقف كافة سلاسل الإمدادات الغذائية للعدو التي كانت تمر من البحر الأحمر وباب المندب بنسبة 70%”. وأضاف: “موقف بلدنا أسقط أهداف الأمريكي وصنع تحولاً ومعادلات جديدة ومتغيرات مهمة جداً. وأكد: “جبهتنا في اليمن مستمرة وفاعلة ومؤثرة بالرغم من العدوان الأمريكي والبريطاني المساند للعدو الإسرائيلي.
واعتبر أن” المؤامرة على رفح تشكل خطرًا على الأمن القومي المصري”. وطالب ” أن يكون هناك تحرك مسموع وقوي من جميع الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي ضد المؤامرة في رفح”. وقال: “مؤامرة العدو الإسرائيلي على رفح لن تعوّض فشله، وإنما ليرتكب المزيد من الجرائم. ”
واعتبر أنه: “لم يكن الإسرائيلي ليُلحق بقطاع غزة كل هذا التدمير الشامل والجرائم الرهيبة لولا الدعم الأمريكي المقدم له”.
إلى ذلك، أعلن الناطق العسكري باسم جماعة “أنصار الله”، العميد يحيى سريع، أمس، تبني الجماعة استهداف السفينة البريطانية “ليكافيتوس “أثناء إبحارها في خليج عدن.
وذكر في بيان نشره على منصة إكس، أن القوات البحرية (التابعة للجماعة) استهدفت السفينة بصواريخ بحرية مناسبة أصابتها بشكل مباشر. واعتبر ذلك يأتي “انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني وإسنادا للأشقاء الصامدين في قطاع غزة”.
وأكد استمرارهم “في منع الملاحة الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة في البحرين الأحمر والعربي حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
كما أكد ” أن القوات المسلحة اليمنية وضمن حق الدفاع المشروع عن اليمن، بصدد اتخاذ المزيد من الإجراءات رداً على العدوان الأمريكي البريطاني وتأكيدا على الموقف العملي المساند للشعب الفلسطيني”.
وكانت هيئة عمليات البحرية البريطانية، قد نشرت تقريراً موجزاً، أمس، أفادت بوقوع حادث على بعد85 ميلاً بحرياً شرق عدن في اليمن. وقالت: “أبلغ الربان عن وقوع انفجار على مقربة من السفينة. وأشارت إلى أن الطاقم والسفينة آمنان وتتجه السفينة إلى الميناء التالي.”
في الاثناء، أعلنت القيادة المركزية الامريكية (سنتكوم)، الخميس، اعتراضها شحنة أسلحة إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين.
مكونات صواريخ
وقالت: “إن سفينة تابعة لخفر السواحل الأمريكي، متواجدة في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية، قامت بمصادرة شحنة من الأسلحة التقليدية المتطورة وغيرها من المساعدات الفتاكة مصدرها إيران ومتجهة إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن من على سفينة في بحر العرب يوم 28 يناير/كانون الثاني”.
وأضافت في بيان منشور على منصة إكس: “اكتشف فريق الصعود أكثر من 200 حزمة تحتوي على مكونات صواريخ باليستية متوسطة المدى، ومتفجرات، ومكونات مركبة تحت الماء/السطح بدون طيار، ومعدات اتصالات وشبكات عسكرية، ومجمعات قاذفات صواريخ موجهة مضادة للدبابات، ومكونات عسكرية أخرى”.
ونقل البيان عن الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية قوله: “هذا مثال آخر على نشاط إيران الخبيث في المنطقة”. وأضاف: “إن استمرارهم في إمداد الحوثيين بالأسلحة التقليدية المتقدمة يعد انتهاكًا مباشرًا للقانون الدولي ويستمر في تقويض سلامة الشحن الدولي والتدفق الحر للتجارة”.
كما أعلنت في بيان آخر “أنه في يوم 14 فبراير/شباط بين الساعة الواحدة ظهرًا. – الساعة 7:30 مساءً (بتوقيت صنعاء)، نجحت قوات القيادة المركزية الأمريكية في تنفيذ أربع ضربات دفاع عن النفس ضد سبعة صواريخ كروز متنقلة مضادة للسفن، وثلاث مركبات جوية متنقلة بدون طيار، وسفينة سطحية متفجرة غير مأهولة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، والتي تم اعدادها مسبقاً للأطلاق ضد السفن في البحر الأحمر”.
كما أعلنت قناة المسيرة، عن وقوع هجوم أمريكي بريطاني بغارتين على منطقة الجبانة في مدينة الحديدة، مساء الخميس، دون تحديد الأضرار.
حالف العرب وأهل السنة والجماعة العالم الحر منذ نشأته بعد انتشار الشيوعية ببدء القرن العشرين، وعزز ذلك حاجة نهضة العرب لتقدم علمي وبنية تحتية وأسلحة دفاعية مقابل حاجة العالم الحر لموقع العرب الاستراتيجي (ممرات شحن وسفر دولية بحري/بري/جوي وممرات كوابل إتصالات دولية ومعظم مخزون نفط/غاز وأغنى طاقة متجددة شمس/رياح) فبات العرب جزء لا يتجزأ من منظومة دفاع شامل عن العالم الحر لكل الأسباب، وكلما تجاهل أعداء العرب هذه الحقيقة واعتدوا على العرب سقطوا بالفخ وتفاجئوا بأنهم يواجهون كل العالم الحر وبشكل مباشر.