انقلاب عسكري يفتك بديمقراطية السودان… اعتقال حمدوك ووزراء وحل “السيادي” والحكومة وقمع الاحتجاجات يخلّف قتلى

حجم الخط
4

لندن – “القدس العربي”: نفذ الجيش السوداني، أمس الإثنين، انقلابا عسكرياً، حيث اعتقل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وعددا من الوزراء والمسؤولين، ليخرج قائده عبد الفتاح البرهان، بعد ساعات، معلناً حل مجلسي السيادة والوزراء وفرض حالة الطوارئ، وتعليق بنود في الوثيقة الدستورية. خطوة العسكر تلك، قوبلت بغضب شعبي عارم تمثل بتظاهرات، جرت مواجهتها بالرصاص، إذ سقط قتلى، برصاص الأمن، كما قوبلت برفض دولي، لاسيما من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقال مكتب حمدوك في بيان: “تم اختطاف رئيس الوزراء وزوجته فجر الاثنين من مقر إقامتهما في الخرطوم، وجرى اقتيادهما لجهة غير معلومة من قبل قوة عسكرية. كما اعتقلت القوات الأمنية بالتزامن عدداً من أعضاء مجلس السيادة والوزراء وقيادات سياسية”.
وزارة الإعلام قالت إن اعتقال حمدوك تم بعد رفضه إصدار بيان مؤيد “للانقلاب”.
وقالت مصادر من أسرة فيصل محمد صالح، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء إن قوة عسكرية اقتحمت منزلها واعتقلت صالح. كما تم اعتقال مستشار آخر لحمدوك هو ياسر عرمان وفق ما قال شقيقه.
كما شملت الاعتقالات قيادات في قوى “إعلان الحرية والتغيير”، وأحزاب “البعث العربي الاشتراكي” و”التجمع الاتحادي” و”المؤتمر السوداني”.
وذكرت قناة “الجزيرة” الفضائية، أن بين المعتقلين وزير الصناعة إبراهيم الشيخ، ووالي الخرطوم أيمن نمر.
وقالت إن هناك أنباء غير مؤكدة، عن اعتقال محمد الفكي سليمان، عضو مجلس السيادة عن المكون المدني، وكذلك وزير الإعلام حمزة بلول، ووزير الاتصالات هاشم حسب الرسول، ورئيس حزب البعث العربي الاشتراكي، علي الريح السنهوري.
وعقب ساعات على حملة الاعتقالات، خرج البرهان في خطاب متلفز، أعلن فيه عن “حالة الطوارئ في البلاد وحل مجلسي السيادة (الذي يترأسه) والوزراء (يترأسه حمدوك) وتجميد عمل لجنة التمكين، وإنهاء تكليف ولاة الولايات، وإعفاء وكلاء الوزارات”.
وأضاف: “نؤكد الالتزام بالوثيقة الدستورية مع تعليق بعض موادها، والالتزام باتفاق جوبا للسلام” (الموقع مع حركات مسلحة في أكتوبر/تشرين الأول 2020).
وأوضح أنه سيتم تشكيل حكومة كفاءات مستقلة تحكم البلاد حتى موعد إجراء الانتخابات في يوليو/تموز 2023. وقال: “سنواصل العمل من أجل تهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات”.
وعقب خطوات الجيش، تدفق عدد كبير من السودانيين إلى الشوارع للاعتراض على الانقلاب، ما استدعى مواجهتها من قبل قوات الجيش والأمن. وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية (غير حكومية)، سقوط ثلاثة قتلى.
وقال البيت الأبيض إن الحكومة الأمريكية تشعر “بقلق عميق” من التقارير حول سيطرة الجيش على السلطة، وهو ما يتعارض مع إرادة الشعب السوداني. وبينت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير “نرفض إجراءات الجيش وندعو إلى الإفراج الفوري عن رئيس الوزراء والآخرين الذين وضعوا قيد الإقامة الجبرية”. ولاحقا بينت الخارجية الأمريكية أن واشنطن “علقت مساعدات للسودان من مخصصات المساعدات الطارئة البالغة 700 مليون دولار”.
وقال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، في بيان “ندعو قوات الأمن للإفراج فورا عن الذين تحتجزهم بصورة غير قانونية”. وأضاف “اجراءات الجيش تمثل خيانة للثورة والتحول والمطالبات المشروعة للشعب السوداني بالسلام والعدالة والتنمية الاقتصادية”.
في حين قالت بريطانيا، إن الانقلاب العسكري الذي وقع في السودان خيانة غير مقبولة للشعب السوداني، ودعت قوات الأمن هناك إلى الإفراج عن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك.
كذلك، أعرب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن إدانته لـ “محاولة الانقلاب” في السودان، مؤكدا دعم بلاده للحكومة الانتقالية. (تفاصيل ص3 ورأي القدس ص 23)

قبائل البجا تنهي إغلاق ميناء بورتسودان

نقل تليفزيون “الحدث” عن مجلس نظارات البجا إنه يعتزم إنهاء الإغلاق الذي تسبب في تقلص إمدادات الوقود في البلاد. وللمجلس نفوذ في شرق السودان وقد أغلق ميناء بورتسودان على البحر الأحمر في سبتمبر/ أيلول. وقالت قناة “الحدث” إن مجلس نظارات البجا عبر عن تأييده للإجراءات التي اتخذها البرهان.

زوجة وزير معتقل: كسروا الباب ولم يُسمَح له بتغيير ملابسه

أكدت زوجة، خالد عمر يوسف، وزير شؤون مجلس الوزراء السوداني، لموقع “الحرة”، “اعتقاله” من قبل قوة “لا تعرف هويتها”.
وقالت أميمة، زوجة الوزير” وصلت قوة كبيرة جدا جدا وحاصروا المنزل بشكل مفاجئ في الثالثة والنصف (فجر الاثنين)، كانوا يعتقدون أن لدينا حراسة، لكن ليس لدينا أي أفراد حراسة، لدينا باب خارجي، يبدو أنهم كسروه بشيء معهم”.
وأضافت “فتح لهم خالد الباب، فأخذوه معهم حتى أنه طلب تغيير ثيابه وارتداء أي شيء في رجله، لكنهم رفضوا وأخذوه كما هو بالقوة”.
وأشارت إلى أن ” القوة كانت عبارة عن عربات (بوكس) نصف نقل (مركبة للنقل الأمني) بلا لوحات معدنية ولا أرقام، بالإضافة إلى سيارة من نوع ‘لاند كروز”.
وذكرت أميمة أن الأفراد كانوا يرتدون “لباسا مدنيا”. وتابعت “لم يقولوا أي شيء، ولم يفصحوا عن هويتهم ولا سبب اعتقاله. نحن لا نعرف أين هو الآن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابو ابراهيم:

    الكلمة الفصل فيما يسمى مجازا الوطن العربي للمبعوث الامريكي في السودان ليبيا اليمن الخ الخ.

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    بِذا قَضَتِ الأَيّامُ مابَينَ أَهلِها, مَصائِبُ قَومٍ عِندَ قَومٍ فَوائِدُ – المتنبي –
    عند من هذه المصائب فوائد؟ ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول عبدالله ناصر:

    من عجائب الامور ان ترى تصرفات وتحركات العسكر في البلاد العربية متشابهة وكأن بينها تنسيق او تديرها جهة واحدة!@

  4. يقول عبد الكريم البيضاوي:

    العودة إلى نقطة الصفر مرة أخرى وهدر فرصة ربما قد تعود ثانية, لكن باعتقالات وهدر أرواح جديدة, لماذا ؟ ألا يدري العسكر أنهم لايفقهون السياسة؟

اشترك في قائمتنا البريدية