بغداد ـ «القدس العربي»: أكد رئيس كردستان نيجيرفان بارزاني، أن دور الإقليم سيكون مساعداً في دفع الحوارات نحو حلٍّ شامل للأزمة السورية، مشيراً إلى أن الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، يسعى لإيجاد حلول ناجعة لأزمات بلاده، وعلينا دعمه وليس الاكتفاء بمراقبته.
وقال في مقابلة مع محطة «رووداو» إنه «خلال المحادثات التي أجريتها مع وزير خارجية سوريا أسعد الشيباني، شددنا على أنّ سوريا الجديدة يجب أن تكون دولة مدنية قائمة على تعدد القوميات واللغات والثقافات، وأن يشعر جميع المكونات فيها من كرد وعرب ومسيحيين وعلويين ودروز أنهم مواطنون سوريون».
وأفاد أن «سوريا بلد لا يمكن إدارته بأيديولوجية واحدة، وإنّ الإدارة الأحادية لن تنجح أبداً في ظل هذا التنوع، ومن خلال ما لمسناه في وجهات نظر رئيس سوريا، أحمد الشرع، فهو يسعى فعلاً إلى إيجاد حلول ناجعة لأزمات البلاد. إذا كانت هذه هي سياستهم الحقيقية التي تصبُّ في مصلحة سوريا، فإنها تستحق الدعم، وليس الاكتفاء بالمراقبة فحسب، بل يجب أن نكون مساعدين، لأنني أعتقد أن هذه فرصة كبيرة للسوريين وإذا ضاعت فليس من الواضح ماذا سيكون البديل في سوريا».
وفيما يخص دور إقليم كردستان في الحد من التصعيد داخل سوريا على وجه التحديد، نوّه بالقول: «كان من الطبيعي بالنسبة لنا أن نتحرك في إقليم كردستان، خصوصاً أنّ ما حدث في سوريا جاء سريعاً ومفاجئاً للجميع، لذلك ركّزنا في البداية على كيفية حماية الكرد هناك، وأجرينا اتصالات مستمرة مع تركيا وأمريكا ودول أوروبية لتحقيق هذا الهدف. أعتقد أننا استطعنا المساهمة في تهدئة الأوضاع في بعض المناطق».
ورأى أن «المرحلة الثانية الآن تتمثل في كيفية ضمان مشاركة الكرد في بناء سوريا الجديدة، والتوجه إلى دمشق ليكونوا جزءاً من عملية تشكيل حكومة جديدة. نحن نعتقد أنّ هذه فرصة كبيرة لكل السوريين وإذا ضاعت فليس من الواضح ما سيكون البديل».
وأكد في ختام حديثه أنّ «إقليم كردستان سيواصل لعب دورٍ مساعدٍ وداعمٍ لأي جهدٍ يهدف إلى ترسيخ السلم والاستقرار وإشراك مختلف مكونات الشعب السوري في رسم مستقبل البلاد».
ويقود المسؤولون الأكراد في إقليم كردستان العراق، جهوداً تصب في تحقيق السلام في العراق وسوريا وتركيا أيضاً، وإيجاد حلّ للقضية الكردية المركبة وضمان استقرار الأكراد في هذه الدول.
والإثنين الماضي، اعتبر بارزاني، أن عملية السلام في تركيا «فرصة مهمة وتاريخية» ينبغي «عدم تفويتها» معرباً عن أمله في أن يتبنى حزب العمال الكردستاني رؤية استراتيجية تجاه العملية.
جاء ذلك خلال لقاء مع وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب بارتي، المعروف بوفد «إمرالي» بعد زيارته لزعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، في سجنه بجزيرة إمرالي، حيث يزور الوفد إقليم كردستان لتبادل الآراء والتباحث بشأن مساعي عملية السلام في تركيا.
خلال الاجتماع، جدد بارزاني «تقديم كامل المساعدة والدعم لإنجاح عملية السلام في تركيا» واصفاً العملية أنها «فرصة مهمة وتاريخية ينبغي أن يعمل الجميع على إنجاحها وتعزيز الأخوة بين الكرد والترك» لأن «السلام ضروري للجميع في تركيا وفي المنطقة» حسب بيان لرئاسة إقليم كردستان.
وأشار رئيس إقليم كردستان إلى أنه عمل «منذ البداية على تدشين عملية السلام وحل المشاكل بالطرق السلمية، لأن التجارب أثبتت أن الحرب والسلاح لن يحلا أي مشكلة».
وأعرب عن أمله في أن يتبنى بي كي كي «رؤية استراتيجية» تجاه العملية، مشيراً إلى أن «هذه فرصة ينبغي عدم تفويتها».
وأمس الأربعاء، أكد رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، دعمه التام لعملية السلام في تركيا، مشيراً إلى استعداد الإقليم تقديم أي شكل من أشكال التعاون والتنسيق بهذا الصدد.
وذكر بيان صادر عن رئاسة حكومة إقليم كردستان، أن مسرور بارزاني استقبل أمس، وفد «إمرالي» برئاسة النائبين عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، سري سورييا أوندر، وبروين بولدان.
وخلال الاجتماع، أعرب أعضاء الوفد عن سعادتهم بزيارة إقليم كردستان، مشيدين بالاجتماعات واللقاءات التي عقدوها، كما استعرضوا أهداف زيارتهم وجهود دعم عملية السلام في تركيا، وأكدوا أن مرحلة جديدة قد بدأت في تركيا، حيث باتت مسألة «إحلال السلام وتسوية القضية الكردية قضية مهمة وضرورة ملحة» كذلك ثمّن الوفد دور زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني ودعمه لهذه الجهود، وفقاً للبيان.
وشدد رئيس حكومة اقليم كردستان على أهمية «استثمار كل الفرص المتاحة لتحقيق السلام والاستقرار، وتعزيز التعايش السلمي والتآخي بين جميع شعوب المنطقة والعالم بأسره».
وجدد أيضاً «دعمه التام لعملية السلام في تركيا، وإنهاء دوامة الحرب والعنف» مؤكداً «استعداد إقليم كردستان لتقديم أي شكل من أشكال التعاون والتنسيق بهذا الصدد».