باكستان ـ الهند: حرب جديدة بين قوتين نوويتين؟

حجم الخط
12

نفّذ ثلاثة مسلحين هجوما إرهابيا على منتجع في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من إقليم كشمير مما أدى لمقتل 26 مدنيا.
اتخذت الحكومة الهندية، التي يسيطر عليها حزب بهاراتيا جاناتا، القوميّ المتطرّف، رد فعل يتناسب مع تاريخها، فأعلنت سلسلة إجراءات انتقامية ضد إسلام آباد، تضمن خفض أعداد الدبلوماسيين، وإغلاق المعبر الحدودي البري الرئيسي بينهما، وإنذار كل مواطني باكستان الموجودين على أراضيها بالمغادرة، لكن أخطر قراراتها كان تعليق العمل بمعاهدة رئيسية لتقاسم مياه نهر السند.
يشتهر زعيم حزب بهاراتيا، ورئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، بأن فترة رئاسته لحكومة ولاية غوجارات عام 2001 شهدت «أعمال شغب» تسبب بمقتل أكثر من ألفي شخص أغلبهم من المسلمين، وساهمت سياساته هذه، لاحقا، في فوزه في الانتخابات العامة لعام 2014، ثم في عام 2019 حين ألغت إدارته الوضع الخاص لإقليم جامو وكشمير، وقدمت «قانون تعديل المواطنة» الذي أدى لاحتجاجات واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد، تعرض فيها المسلمون لمعاملة وحشية.
في خطابه تعليقا على الحادث الإرهابي، أطلق مودي خطابا هجوميا عنيفا، هو أقرب لإعلان حرب، قائلا إن بلاده «ستحدد هوية الإرهابيين، ومن يدعمهم وتلاحقهم وتعاقبهم. سنطاردهم إلى أقصى الأرض»، وهو قول سبق أن صدر عن المسؤولين الهنود وشهد العالم تداعياته في عمليات اغتيال لناشطين هنود وأجانب مما أدى لأشكال من التوتر مع دول غربية جرت العمليات فيها، كما اتهمت المخابرات الهندية بتنفيذ عمليات اغتيال ضد ناشطين على أراضي باكستان نفسها.
الأكثر إلماحا للخطورة تبدى في قول مودي إنه «مهما كانت مساحة الأرض الضئيلة التي يملكها هؤلاء الإرهابيون، حان الوقت لتدميرها»، وإذا لم تكن الرسالة «الجغرافية» واضحة كفاية فقد تكفّل وزير دفاعه بتوضيحها بتهديده بالانتقام من «أولئك الذين نظموا هذا (الهجوم) سرا».
نفت باكستان أي دور لها في الهجوم، لكنها قامت باجتماع نادر لما يسمى «لجنة الأمن القومي»، أمس الخميس، وأعلنت ما سمتها «إجراءات صارمة» في مواجهة «التهديدات الهندية»، تضمنت طرد دبلوماسيين وتعليق التأشيرات للمواطنين الهنود وإغلاق الحدود والمجال الجوي مع الهند ووقف التجارة معها، كما أنها ردت على تهديدات الحرب على لسان وزير دفاعها خواجة آصف الذي قال: «نحن مستعدون لحماية أرضنا».
في ضوء هذا التصعيد غير المسبوق، والذي يقرّب حكومتي البلدين إلى حرب تقليدية، استعادت صحيفة «تايمز أوف إنديا» تقارير استخبارية أمريكية سابقة تقول إن «ردود فعل غير عقلانية ولا محسوبة» في الهند وباكستان يمكن أن تحوّل حربا تقليدية إلى حرب تقوم فيها الهند بقصف المنشآت النووية لباكستان. تعيد الأحداث الحالية التذكير بموقف باكستان بعد خسارتها حرب 1971 مع الهند، والقرار الذي اتخذه رئيس وزرائها آنذاك ذو الفقار علي بوتو بإنجاز البرنامج النووي لبلاده «حتى لو اضطررنا لأكل العشب»، كما قال.
يندرج التصعيد الهائل الذي اتخذته حكومة مودي ردا على الهجوم الإرهابي الأخير في خانة «ردود الفعل غير العقلانية»، وهي تظهر علاقة واضحة تربط بين السياسات القومية المتطرّفة على سكان الهند أنفسهم، من هندوس ومسلمين وسيخ وأديان وقوميات أخرى، وأشكال التصعيد والتهديد ضد الخارج، بشكل يذكّر بأساليب إسرائيل مع الفلسطينيين والعرب.
المؤكد أن لا الهند ولا باكستان ولا العالم في حاجة إلى حروب جديدة، وأن معالجة الإرهاب لا تكون بمزيد من التطرّف وتأجيج دعايات الحرب، فما بالك ما يمكن أن يؤدي منها إلى شرور مستطيرة وفناء هائل.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامح// الاردن:

    * على باكستان إدانة الهجوم الإرهابي وقتل المدنيين
    وعلى الهند ضبط الوضع بطرق سلمية
    بعيدا عن الحروب والخراب.
    حسبنا الله ونعم الوكيل والله المستعان

  2. يقول عبد الله سحنون:

    ” ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا”. كعرب أذاقتنا إسرائيل من الذل أصنافا. ولكن أن يطال الذل مسلمين في أقاصي الدنيا كذلك، فقد طفح الكيل.

  3. يقول عزالدين مصطفى جلولي:

    لم نسمع لحكومة إسلامآباد حسا في الذود عن أهلنا في غزة، فهل بدأت الأقدار في عقابها على ذلك؟

  4. يقول الدكتور جمال البدري:

    اشعال حرب بين الهند وباكستان؛ بغض النظر عن السبب الظاهر للعيان؛ ضمن ستراتيجيّة الولايات المتحدة الأمريكيّة
    لاشغال الصين بتطوّرات الحرب لضرب اقتصادها المنافس للاقتصاد الأمريكيّ…لأنّ بين الصين والهند خلافات كامنة؛ ستتأجج؛ وبين الصين وباكستان علاقات دافئة ستتوهج.ومن بين التأجيج والتوّهج سيدخل إبليس الأمريكيّ في سمّ الخياط؛ لايقاظ فتنة يأجوج ومأجوج.

  5. يقول محي الدين احمد علي رزق:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،. باكستان الهند: حرب جديدة بين قوتين نوويتين؟ الهند معروفة بشدة كرهاها للدين الإسلامي واضطهاد وقتل المسلمين والعالم الإسلامي والعربي يقيم معها علاقات حميمة والهنود يعملون في بعض الدول العربية هل هذا معقول ومفهوم، وساعة الجد سيتحولون لطابور خامس داخل عالمنا العربي لا يستغرب أحد من هذه الجملة في يوم من الأيام سيتم إصدار قانون في العالم غير المسلم فرض عين على كل من لا يعتنق الدين الإسلامي قتلا ما هو مسلم لكي يدخل الجنة ويغفر الله له جميع ذنوبه دم المسلم أصبح سهل إسالته في كل مكان وهذا ناتج التساهل المستمر في حقوق عالمنا العربي وبلذات الشعب الفلسطيني من 1948 من يوم تنفيذ أقذر مخطط ضد الإنسانية واليوم يباد أمام أعيننا ماذا ننتظر أكثر من هذا الآن ستتطاول الهند على باكستان لشيء وقع ولا يعلم أحد من الفاعل لهذا الانفجار الله وحده العالم العليم وأيضا أجهزة المخابرات العالمية والأقمار الصناعية وكل من له مصلحة في ضرب دولة مسلمة تملك سلاحا نوويا في هذا التوقيت العصيب ويا خبر اليوم بفلوس غدا مجانا وكمان تأخذ على خبر آخر ببلاشي برده ، حسبي الله ونعم الوكيل.

  6. يقول alaa:

    عدوك عدو دينك

  7. يقول عبد الرحمن:

    تحليل دكتور جمال البدري أصاب الحقيقة مباشرة.

    1. يقول جميل الدهان:

      استاذن استاذ جمال بدري نسخ تحليله في مدونتي
      معجب ايضا باشعارك الراءعة

    2. يقول جواهر السعودية:

      حبذا لو تخبرنا عن نفسك كشاعر البدري يا سيد جمال
      لأضيفك إلى مدونتي بكل اغتباط

    3. يقول ألماس كمال:

      تعليق استاذ جمال حريص على تفسير الأحداث وقول الشعر العمودي.
      واستأذنه إعادة نشر تفسيره وابياته في مدونتي.

    4. يقول أحمد الشامي (الشاعر):

      وانا ايضا أشارك باستئذان السيد جمال البدري نسخ تحليله في مدونتي.
      وبث اعجابي العارم على الهواء الطلق باشعاره الراءعة.

  8. يقول S.S.Abdullah:

    طرحت عليه، أن يسلمني نفس الميزانية، وأنا في المقابل أنتج له Made in Iraq مليون Customized Hardware & Software with my Firmware (Saleh Halal AI) قال لي الوزير لو تسلمني مليون بنفس الميزانية، تحل لي مشكلة حقيقية،

    وبالفعل توجهنا إلى أحد شركات وزارة الصناعة (شركة العز) والتي كان لديها، عدة خطوط إنتاج جديدة تم استيرادها بعد 9/4/2003، ولكن لم يتم (تشغيلها)، حتى الآن، حسب علمي،

    وهذا دليل على سوء ومستوى (الهدر)، في أموال (ميزانية) الدولة بشكل عام، في كل عام.

    في تلك الحالة من المُلام، مناهج التكوين أم النظام البيروقراطي، أم الناخب، الذي أوصل الثلاثي (دونالد ترامب V2.0) مع (ناريندا مودي V3.0) مع (نتنياهو V6.0) الذي كان يجلس على طاولة مفاوضات مدريد، عام 1991،

    وكل همّه، من حينها وحتى الآن منع الوصول إلى أي (سلام)، في الذكرى الخمسمائة لطرد (اليهودي/المسلم) أو (غير الكاثوليكي) ممثل (ثقافة الآخر) من قارة أوروبا،

اشترك في قائمتنا البريدية