عمان- “القدس العربي”: يمكن الاستغناء فورا عن “البث الانقسامي والعنصري” الذي حاول “تسميم” مناخ الأردن، خلال الأيام الماضية، بالتركيز ولو إعلاميا على المشهد، الذي برز في وسط مدرجات استاد عمان الدولي، في وقت متأخر وبعد صلاة التراويح، على هامش “مباراة كروية” مثيرة بين فريقي الفيصلي والوحدات.
خلافا لكل التوقعات رصد جمهور الفيصلي العريض وهو يهتف بحماس غير مسبوق وسط المدرجات ” بالروح بالدم نفديك يا غزة”.
كانت ألاف الحناجر الفيصلاوية توجه قصدا هذا الهتاف رغم كل تاريخ وتراث التنافس المؤذي بين جمهور الفريقين.
كان ضرب من الخيال أن تمر مباراة كلاسيكو في الأردن بين الوحدات والفيصلي دون تبادل الهتافات والشتائم ومنها ما هو عنصري
إلا عندما تعلّق الأمر بغزة وفلسطين فتجد
جمهور الفيصلي يهتف : بالروح بالدم نفديكِ يا غزة
ويحيي جمهور الوحدات منافسه اللدودرسالة للمتصهينين ممن يحاولون بث… pic.twitter.com/zmB4aDgd8z
— رضا ياسين Reda Yasen (@RedaYasen2021) March 31, 2024
الآن خلال مباراة الوحدات والفيصلي
جمهور الفريقين يهتفان هتاف موحّد:بالروح بالدم نفديك يا أقصى
بالروح بالدم نفديكِ يا غزةحتى في الملاعب
الشعب الأردني الأصيل لا يمكن أن ينسى أهلهتلك الحسابات المنبوذة التي تهاجم هبّة الأردنيين وتشيطنها .. لا تعدو كونها ذباب متصهين معدوم الشرف pic.twitter.com/c9PelD2zJi
— رضا ياسين Reda Yasen (@RedaYasen2021) March 31, 2024
وفيما اندفعت الأجهزة الأمنية لترتيبات احترازية مكثفة قبل تلك المباراة الحساسة، التي نظمت في توقيت الحملات الإعلامية ضد “الحراك الشعبي” المناصر لغزة. قال مراقبون رياضيون إن مشهد حناجر مشجعي الفيصلي كان “مهيبا” والقطب البرلماني خليل عطية أبلغ “القدس العربي” بأن خطاب الفيصلي ورد جمهور الوحدات يثبتان “معدن وأصل الشعب الأردني”، ويؤكدان بأنه شعب موحد خلف مؤسساته وقياداته عندما يتعلق الأمر بغزة والقضية الفلسطينية.
كغيره من السياسيين المشتبكين قدر عطية بأن جمهور سهرة الأحد الكروية قرر الرد وبعفوية على “بعض الغثاء”، الذي شاهدناه مؤخرا في خطابات تكرس الهويات الفرعية.
عمليا، بالمقابل لم يفوت جمهور الوحدات فرصة ترك مايكرفون المدرجات في هتاف هو الأكثر ترددا وترديدا بين الأردنيين لجمهور الفيصلي فردت آلاف الحناجر على الهتاف الفيصلاوي بهتاف “تحية عربية لعيون الفيصلاوية”.
لم يسبق لجمهور الفريقين أن تراسل وتناغم على مدرج.
ورغم أن المباراة انتهت بفوز الفيصلي إلا أن الأجواء الودية انسحبت بهدوء على ما بعد المباراة حيث لم يرصد أي حادث أمني خلافا للعادة، الأمر الذي يظهر “المكانة” التي يجلس فيها ملف العدوان على قطاع غزة في عمق وجدان جميع الأردنيين.
لو كنت صاحب قرار داخل الإتحاد الأردني لكرة القدم، لأجلت مباراة الأخوة القطبين الفيصلي و الوحدات ، ليس خوفاً من جماهيرهم فهم على قدر كافي من الوعي والحرص والإنضباط ، لكن تحسباً للطابور الخامس الموجهه المندس بينهما والذي يعمل على الريموت…
نحن على ثقة بجماهيرهم الكبيرة، وعلى ثقة… pic.twitter.com/6YRH58TwOy— فراس الماسي | Firas Almasi 💎 (@FAlmasee2) March 30, 2024
وهذا ما لا يريده الأعداء!
التفرقه اتت من الاستعمار البريطاني فرق تسد ،. وليخسأ من يريد ان يفرق بيننا ، نحن شعب واحد .