بانتظار رد “حماس”: إسرائيل تبحث “ضربة وقائية” ضد لبنان.. إيران أمام مهداوي2.. والأردن عطش وغاضب

حجم الخط
2

 في الوقت الذي تزيد فيه الولايات المتحدة الجهود لعقد صفقة تبادل ووقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حماس” في قطاع غزة، يتصاعد التوتر على الحدود في الشمال. فتبادل الضربات بين إسرائيل و”حزب الله” تفاقم (بالأساس تعزز الرأي العام حول خطورة الوضع).

أمس، أصيب 11 شخصاً بقصف مسيرة في بلدة حرفيش في الجليل الغربي. و”حزب الله” تحمل المسؤولية عن هذا الحدث. إسرائيل تهدد الآن بهجوم واسع في لبنان إذا لم يتوقف “حزب الله” عن هجماته. مبعوثو الإدارة الأمريكية الذين سيصلون إلى المنطقة في الفترة القريبة القادمة على أمل التوصل إلى اتفاق في القطاع، سيجدون أنفسهم ينشغلون أيضاً بجهود التهدئة في لبنان. التوتر هناك يقترب من المستوى الذي سجل في بداية الحرب في تشرين الأول الماضي، عندما بدأ “حزب الله” بمهاجمة الجليل، والكابينت يفحص تنفيذ ضربة وقائية.

برزت من بين التصريحات الكثيرة، في الفترة الأخيرة، أقوال رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، أثناء جولته في قيادة المنطقة الشمالية أول أمس. فقد أعلن بأن “الجيش الإسرائيلي مستعد للهجوم” و”نحن نقترب من النقطة التي يجب فيها اتخاذ قرار”. ولكن هذه الأقوال لم تسمع بشكل عابر. يبدو أن بعض أعضاء هيئة الأركان الموجودين الآن في نقطة حضيض صعبة، على خلفية التحقيق في الحرب والقرارات المختلف عليها لرئيس الأركان حول تعيين كبار الضباط، يلاحظون نقطة خروج محتملة. بدلاً من المراوحة في المكان في شرك غزة، تنزل إسرائيل ضربة قاضية على “حزب الله”، وتبدأ في إملاء الأحداث، وليس الانجرار إليها. المنطق هو أنه يمكن إثبات الثمن الباهظ الذي قد يدفعه لـ “حزب الله” إذا اندلعت حرب شاملة، وبالتالي جعل حسن نصر الله يتراجع وينسحب.

 الخطر بالطبع أنه لا يمكن لإسرائيل التحكم بحجم اللهب. في الطرف الثاني قيادة لها تجربة، التي، رغم تطرفها، فإنها لا تميل إلى عمليات غير محسوبة. من المرجح أن حسن نصر الله أيضاً قام بألعاب الحرب الخاصة به واستعد لسيناريوهات مثل “الردود”. ومناورات التخويف المتبادلة على شفا الهاوية ربما تدفع الطرفين إلى الهاوية. لا يوجد هنا ما نعزي به أنفسنا حول الدمار المتوقع في لبنان، سيكون كبير الأبعاد، وسيحتاج اللبنانيون إلى سنوات كثيرة لترميمه. ولكن أيضاً إسرائيل لا ينتظرها واقع متفائل. فالأضرار التي قد تحدث هنا، في مدن الشمال والوسط، لا تشبه أي شيء مما شاهدناه من “حماس”. والجيش الإسرائيلي سيصل إلى مواجهة كهذه بعد ثمانية أشهر من الحرب القاسية في غزة، التي استنزفت قدراته وقوة صموده والوسائل القتالية والاحتياطي في الوحدات. يطرح أيضاً سؤال: هل الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه في نهاية الحرب، على فرض أن الجيش الإسرائيلي سينتصر، لن يشبه ما يطرحه الأمريكيون والفرنسيون الآن؟

 في هذه الأثناء، اهتمت إيران بصب الزيت على النار. فبعد قتل ضابط حرس الثورة، هذا الأسبوع، في قصف نسب لسلاح الجو الإسرائيلي في مدينة حلب، أعلن قائد “الحرس الثوري” بأن “إسرائيل يجب أن تنتظر الرد”.

 في منتصف نيسان بعد عملية الاغتيال المنسوبة إلى إسرائيل لقائد “فيلق القدس” التابع لحرس الثورة في سوريا ولبنان، حسن مهداوي، ردت إيران بهجوم لأكثر من 300 صاروخ باليستي وصواريخ مجنحة ومسيرات أطلقت نحو إسرائيل. أرادت إيران تحديد خطوط حمراء لإسرائيل حول المس برجالها في المنطقة. والسؤال هو: إلى أي درجة ستريد إيران تطبيق هذه الخطوط الآن؟

 في الخلفية تكمن مشكلة إستراتيجية حاسمة أكثر تتعلق بإيران: ترسخها كـ “دولة حافة” نووية، التي حسب تقارير الوكالة الدولية للطاقة النووية، هي قريبة جداً من تجميع كمية يورانيوم مخصب تكفي لإنتاج قنبلة.

 خوف الأمريكيين من الحرب الإقليمية، حيث يكون لبنان مركزها، أكبر من خوفها من استمرار الحرب في غزة. تريد الإدارة الأمريكية إنزال هاتين المشكلتين بسرعة عن جدول الأعمال الدولي، قبل دخول حملة الانتخابات الرئاسية في الصيف إلى المرحلة الحاسمة، قبل الانتخابات في تشرين الثاني.

إن المواجهة العسكرية، التي تشمل إيران أيضاً، قد ترفع أسعار النفط وتهدّد نية الديمقراطيين في عرض بايدن على أنه أصلح الاقتصاد في أمريكا. بعد خمسة أيام على خطاب بايدن، فإنه لم يصل حتى الآن أي رد رسمي من “حماس” على اقتراحه لصفقة التبادل، التي ترتكز إلى اقتراح إسرائيلي سابق. وحسب الإشارات المتراكمة، لا تريد “حماس” الرد بـ “نعم” ببساطة.

إبراهيم الأمين، محرر صحيفة “الأخبار” اللبنانية، والمقرب من “حزب الله”، كتب أمس بأن “حماس” تنتظر إرسال الاقتراح إليها في وثيقة مصوغة بشكل واضح، وتطلب التزاماً مباشراً من نتنياهو بتنفيذ وقف إطلاق النار. هذا الطلب يتعلق بتخوف “حماس” الرئيسي بتعثر المفاوضات بعد استكمال المرحلة الأولى من الصفة، التي سيتم فيها إطلاق سراح مخطوفين لأسباب إنسانية، وتستغل إسرائيل ذلك لاستئناف القتال.

 في القطاع بدأت عملية جديدة للفرقة 98، التي اقتحمت مخيمات اللاجئين وسط القطاع، البريج ودير البلح، حيث كتيبة “حماس” الأخيرة في المنطقة، التي حسب الجيش الإسرائيلي لم يتم تفكيكها حتى الآن. في المقابل، تستمر عملية الفرقة 162 في رفح. ولكن في الحالتين، من الجدير التعامل بحذر مع المصطلحات العسكرية. ورغم وجود أربع كتائب لـ “حماس” في رفح فإنها لا تكثر من التصادم مباشرة مع قوات الجيش الإسرائيلي، ومن المرجح أن عدداً كبيراً من رجالها انسحبوا من المدينة. التقدم العسكري بطيء نسبياً، وهو لا يمس تقريباً وسط رفح المكتظ، والآن أصبح هناك تقدير بأن العملية ستنتهي قبل نهاية الشهر. لا توجد هنا عملية ممنهجة لتفكيك القدرات حتى الكتيبة الأخيرة وتحقيق النصر المطلق، بل عملية محدودة مع الوعي أن تعقبها اقتحامات مستمرة في المستقبل.

 مفترق طرق

 خطوات نتنياهو نجحت مؤخراً في إغضاب الشريك الإستراتيجي الأهم بالنسبة لإسرائيل، الأردن. علاقات رئيس الحكومة مع ملك الأردن في حالة توتر منذ سنوات. نتنياهو يتذمر من التصريحات المناهضة لإسرائيل التي يطلقها الملك حول القضية الفلسطينية، والأردن مستاء من موقفه المنفر. ورغم ذلك، يوجد تنسيق أمني. يحبط الجيش الأردني، منذ سنوات، وبشكل ناجع، عمليات تسلل المخربين وتهريب السلاح، التي تقف من ورائها إيران و”حزب الله”، من المملكة إلى الضفة الغربية. عندما تم إحباط هجوم إيران بالصواريخ والمسيرات، في منتصف نيسان الماضي، لعب الأردن دوراً مهماً، حسب وسائل الإعلام الأجنبية. طيارون في سلاح الجو الأردني وأنظمة دفاع جوية، لعبت -حسب التقارير- دوراً في اعتراض عشرات الإطلاقات إلى أراضي إسرائيل.

 مؤخراً، ثارت مشكلة جديدة مرة أخرى. منذ اتفاق السلام بين الدولتين في منتصف التسعينيات وإسرائيل تحول المياه إلى الأردن، التي تسحبها من نهر الأردن. الأردنيون يطلبون أحياناً، في فصل الصيف خصوصاً، زيادة كمية المياه، ويحصلون على إضافة. مؤخراً، وافقت إسرائيل فقط على استئناف تحويل المياه لفترة أقصر مما في السابق، ستة أشهر. بالنسبة للأردن، هذه مشكلة حاسمة. العلاقات بين الدولتين متوترة في الأصل على خلفية الحرب في غزة وانتقاد الأردن لعمليات إسرائيل هناك. ثمة نية لإجراء انتخابات مجلس الأعيان ومجلس النواب في أيلول. ويخشى البلاط الملكي من صعود كتلة تؤيد الإسلام، التي ستدعم خطاً أكثر تطرفاً للبرلمان تجاه إسرائيل، هذا في الفترة التي يزداد فيها قلق إسرائيل من ارتفاع عمليات تهريب السلاح، وتحتاج إلى تنسيق أمني وثيق أكثر مع الأردن.

 عاموس هرئيل

هآرتس

6/6/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    والله يعجل بهزيمة عصابة الشر الصهيو أمريكية النازية الفاشية التي عاثت سفكا بدماء الفلسطينيين منذ 1948 ✌️🇵🇸😎☝️🚀

  2. يقول فصل الخطاب:

    الضربة القاضية ستتلقاها عصابة الشر الصهيو أمريكية البريطانية الألمانية الغربية الحاقدة التي عاثت سفكا بدماء الفلسطينيين منذ 1948 ✌️🇵🇸😎☝️🚀🦇🚀🦇🚀

اشترك في قائمتنا البريدية