بايدن يلجأ لحجج مهينة لتبرئة إسرائيل من قتل النشطاء الأمريكيين في الضفة الغربية

رائد صالحة
حجم الخط
3

واشنطن ـ «القدس العربي»: واجه الرئيس الأمريكي جو بايدن ردود فعل غاضبة الأسبوع الماضي، بعد تكرار ادعاء جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن قتله لمواطنة أمريكية في الضفة الغربية المحتلة الأسبوع الماضي كان عرضيًا، وهي الرواية التي نفاها شهود العيان.

وقال بايدن في حديثه للصحافيين إن مقتل الناشطة في مجال حقوق الإنسان آيسينور إيجي البالغة من العمر 26 عاما – والتي تخرجت مؤخرا من جامعة واشنطن – كان «حادثا على ما يبدو» مضيفا أن الرصاصة التي أصابتها في رأسها «ارتدت عن الأرض».
ونددت النائبة الأمريكية براميلا جايابال (ديمقراطية من واشنطن) بتصريحات بايدن ووصفتها بأنها «غير مقبولة» و«فاضحة».
وقالت جايابال «لا يمكننا أن نقبل ببساطة رواية جيش الدفاع الإسرائيلي بأن ما حدث كان مجرد حادث. نحن لا نعرف ذلك، ولهذا السبب نحتاج إلى تحقيق مستقل. ما هي المحاسبة التي ستترتب علينا عندما نستمر في توريد الأسلحة بما يخالف قوانيننا؟».
وقالت تريتا بارسي، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي للحكم المسؤول، رداً على تصريحات بايدن: «إذا كنت أمريكياً، فإن رئيسك لا يزود إسرائيل بالرصاص الذي تستخدمه إسرائيل لقتلك فحسب»».
وأضافت «إنه لا يعترض على قتل إسرائيل لك فحسب، بل والأسوأ من ذلك أنه يلجأ إلى حجج مهينة لتبرئة إسرائيل من قتلك» حسبما ذكرت منصة «كومن دريمز».
وتعكس تعليقات الرئيس الأمريكي بيانا أصدره جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق الثلاثاء، والذي قال فيه إن تحقيقه الداخلي «وجد أنه من المرجح للغاية» أن تكون إيجي «أصيبت بشكل غير مباشر وغير مقصود بنيران جيش الدفاع الإسرائيلي التي لم تكن تستهدفها» ولكن على متظاهر آخر وصفه الجيش الإسرائيلي بأنه «المحرض الرئيسي» لأعمال «شغب».
وقد اعترض شهود عيان على الوصف الذي قدمه الجيش الإسرائيلي للحظات التي سبقت إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على إيجي ما أدى إلى مقتلها.
وذكرت صحيفة «هآرتس» الأحد أنها تحدثت إلى ثلاثة شهود عيان قالوا إن جنودا إسرائيليين أطلقوا النار على إيجي «بلا سبب» وإنه «لم تقع أي اشتباكات في ذلك الوقت».
وقال شاهد عيان، وهو أمريكي، للصحيفة الإسرائيلية: «سمعنا أولاً رصاصة أصابت حاوية قمامة كان يجلس خلفها اثنان من المتطوعين، ثم جاءت رصاصة أخرى أصابت رأس آيسينور. لقد صدمت على الفور عندما رأيتها ملقاة على الأرض، لا تتحرك. كانت رصاصة مباشرة في الرأس، ولم تكن حادثة. كانت في مأمن إضافي من بين كل المتطوعين، كانت هي وأصدقاؤها يقفون في أقصى مكان في الخلف، في أكثر الأماكن أمانًا مما كنا نعتقد».
وبعد ساعات من تأكيد نتائج الجيش الإسرائيلي، أصدر بايدن بيانا يوم الأربعاء قال فيه إنه «غاضب وحزين للغاية لمقتل آيسينور إيجي» مضيفا أن «إطلاق النار الذي أدى إلى وفاتها أمر غير مقبول على الإطلاق».
واستطرد الرئيس ليستشهد مرة أخرى بنتائج التحقيق الداخلي الإسرائيلي، مشيرا إلى أنها أشارت إلى أن مقتل إيجي «كان نتيجة لخطأ مأساوي نتج عن تصعيد غير ضروري».
وفي حين تعهد بايدن «بمواصلة البقاء على اتصال وثيق مع السلطات الإسرائيلية والفلسطينية فيما يتعلق بالظروف التي أدت إلى وفاة آيسينور ودعا إلى «المساءلة الكاملة» إلا أنه لم يتعهد بإطلاق تحقيق أمريكي.

مأساة أخلاقية وسياسية

وأصدرت كامالا هاريس، نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية، بيانًا منفصلًا يوم الأربعاء وصفت فيه مقتل إيجي بأنه «مأساة مروعة لم يكن ينبغي أن تحدث أبدًا».
وأضاف هاريس «إن التحقيق الأولي الذي أجرته إسرائيل أشار إلى أن الحادث كان نتيجة خطأ مأساوي تتحمل القوات الإسرائيلية مسؤوليته. وسوف نواصل الضغط على حكومة إسرائيل للحصول على إجابات واستمرار إتاحة الوصول إلى نتائج التحقيق حتى نتمكن من الثقة في النتائج. ولابد من تحمل المسؤولية الكاملة».
وقالت عائلة إيجي، التي دفعت بايدن إلى إصدار أمر بإجراء تحقيق مستقل في مقتل أحد أحبائها، الثلاثاء الماضي، إن الرئيس الأمريكي لم يتصل بها بعد لتقديم تعازيه بشكل مباشر.
وقال حامد علي شريك إيجي، الثلاثاء، «لقد انتظرنا لمدة أربعة أيام أن يرفع الرئيس بايدن سماعة الهاتف ويفعل الشيء الصحيح: الاتصال بنا وتقديم تعازيه وإخبارنا بأنه يأمر بإجراء تحقيق مستقل في مقتل آيسينور».
وأضاف علي «لم يكن هذا حادثا، ويجب محاسبة القتلة».
وفي سياق متصل، قال العديد من المحللين الأمريكيين إن نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس فازت بالمناظرة الرئاسية، ولكن الناس الذين يتعرضون للقصف في غزة لم يفوزوا بالمناظرة.
وكان العنوان الرئيسي في أعلى الصفحة الرئيسية لصحيفة «نيويورك تايمز»: «هاريس تضع ترامب في موقف دفاعي في مناظرة شرسة» دقيقًا بما فيه الكفاية. ولكن على الرغم من الأخبار الجيدة للأشخاص الذين يتوقون بشكل مفهوم لهزيمة الرئيس السابق دونالد ترامب، فإن أداء هاريس في المناظرة كان مأساة أخلاقية وسياسية.
وقال أحد المذيعين في قناة «إيه بي سي نيوز»: «في غزة، يقدر عدد القتلى الفلسطينيين بنحو 40 ألفًا. وما زال هناك ما يقرب من 100 رهينة… لم يتمكن الرئيس بايدن من كسر الجمود. كيف ستفعل ذلك؟».
وردت نائبة الرئيس هاريس بعباراتها المعتادة: «لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها. ونحن سنفعل ذلك. والطريقة التي ستفعل بها ذلك مهمة. لأن هذا صحيح أيضاً، فقد قُتل عدد كبير للغاية من الفلسطينيين الأبرياء، أطفال وأمهات. ما نعرفه هو أن هذه الحرب يجب أن تنتهي، ويجب أن تنتهي على الفور، والطريقة التي ستنتهي بها هي أننا بحاجة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ونحتاج إلى إطلاق سراح الرهائن».
إن أي شخص لا يعيش في عالم الأحلام يعرف أن السبيل الوحيد لإنهاء المذابح التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون في وقت قريب هو أن تتوقف الحكومة الأمريكية ـ المورد الأكبر للأسلحة إلى إسرائيل ـ عن إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، حسبما قال الباحث نورمان سليمان في مقال نُشر في العديد من المطبوعات الأمريكية.
وفي الوقت نفسه، فإن التحول إلى الدعوة إلى وقف توريد الأسلحة إلى إسرائيل من شأنه أن يساعد هاريس في الفوز بالرئاسة. وبعد المناظرة، أشار معهد فهم الشرق الأوسط إلى أن الحاجة إلى وقف توريد الأسلحة ليست أخلاقية وقانونية فحسب ــ بل إنها أيضا سياسة ذكية. وتشير استطلاعات الرأي بوضوح إلى أن أغلب الأمريكيين يريدون وقف تسليح إسرائيل. وفي الولايات المتأرجحة، وجدت استطلاعات الرأي أن عددا كبيرا من الناخبين يقولون إنهم سيكونون أكثر ميلا إلى التصويت لصالح هاريس إذا أيدت وقف توريد الأسلحة إلى إسرائيل.
وكان ما قالته كامالا هاريس ودونالد ترامب عن إسرائيل وغزة في مناظرتهما متوقعا. والأكثر يقينا هو ما لن يقولاه على الإطلاق ــ حيث كان الصمت هو الأشد صوتا. كتب ألدوس هكسلي واصفا «أعظم انتصارات الدعاية»: «الحقيقة عظيمة، ولكن الأعظم من وجهة نظر عملية هو الصمت عن الحقيقة».
وقال سليمان: «استمرت الولايات المتحدة في انتهاك ليس فقط سياسة نقل الأسلحة التقليدية الأمريكية، بل وأيضاً العديد من المتطلبات القانونية الأخرى بما في ذلك قانون المساعدات الخارجية، وقانون مراقبة تصدير الأسلحة، وقانون جرائم الحرب الأمريكي، وقانون ليهي، وقانون تنفيذ اتفاقية الإبادة الجماعية، والعديد من المعاهدات. وبالنسبة لسياسات القوة الأمريكية، كانت المبادئ غير الملائمة في هذه التدابير غير ذات أهمية وغير مرئية مثل الشعب الفلسطيني الذي يُذبح».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    هه وماذا تنتظرون من متصهين أشد عداوة من الصهاينة اليهود يا عبد الودود ✌️🇵🇸☹️☝️🚀🐒🚀

  2. يقول محمد- الجزائر:

    وماذا عسى رئيس عميل لإسرائيل مثل بايدن أن يقول غير الذي قاله . لو الذي قتلها فلسطيني أو عربي أو مسلم لتعقبته مخبارتها وقتلته. الأمريكي الذي تقتله إسرائيل لا قيمة له أما الأمريكي الذي يموت پأيد غير إسرائيلية فيا ويل قاتله.

  3. يقول علي الصحراوي:

    عندما يقتل مواطن أمريكي من طرف الجيش الإسرائيلي وتجد المسؤولين الأمريكيين يبررون ذلك ويدافعون عن القاتل فاعلم أن الدولة مختطفة

اشترك في قائمتنا البريدية