بخفّة رصاصة

أحب أن أمسك الزمن بيدي
لا أريده أن يتقدم
فأرى عروقَ خذلانٍ في المرآة
ولا أن أصل إلى المقبرة مدسوسًا في صندوق
مثل مجوهرات الملكة
أكره لمعان الذهب
والانكفاء داخل حفرةٍ للأبد
دون أن أرفع أصبع احتجاج أو أمسح القيامة عن وجهي
أكره هذه النهاية الغامضة
والخريفَ بلونه الأصفر البعيد عن الموضة،
ورودَ البلاستيك، والأعضاء الاصطناعية
حفاري القبور، وسائقي عربات الموتى
والأطباءَ بمشارطهم المسمومة
المدرّسينَ، ودرسَ الحساب
والشّعراء حين يتحدثون كأنبياء حقيقيين
كما لو أنّهم لا يكذبون
ولا يهيمون في وديانٍ وسخة
ولا يسرقون قصائد الموتى
وأكره هذا الشّعر المدوّر كإسفنجة
والمفروق بصدرٍ وعجزٍ مثل شَعر الأميرة التي تغطس
في مسبح خيالي فأتألم
أحبّه جائحًا مثلي بلا بيتٍ ولا دار
لاذعًا مثل الندم
مسفوكًا كالدم العربي
ومنثورًا في مساحات مفتوحة
كي أتلمس المنديل الأحمر
فأتحرّك هائجًا كثورٍ أعمى بلا علّة أو زحاف
مدفوعًا بحدسي
وبخفة رصاصة أتقدّم بحقيبة أفرغها
في وجه عميان آخرين
ويساريين محبطين
وكحوليين بسعادة مغشوشة
وبدوٍ يغازلون الليل فوق مستطيلات التبن بكأسٍ وإشاعة
وما حالُ بهائم تمضغ العلك في الجوار،
والفتاة التي تغنّي خارج الإسطبل منتظِرةً الشاب
الذي يبيع ميراث العائلة
وشرف القبيلة المغشوش
ويهربا معًا إلى جزيرة بعيدة؟
الشاب الذي لم يظهر
والفتاة التي مازالت تعذّب الهضبة بصوتها الأمازيغي
فأتحرك أنا والحقيبة
والأشجار
نكاية بالزمن الهارب.

٭ شاعر مغربي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد المجيد- المغرب:

    ليتنا الشعر يطهرنا من العرقية والإثنية والعنصرية ويصير الواحد منا إنسانا فقط!

اشترك في قائمتنا البريدية