برودة الطقس جمدت تصريحات السياسيين الساخنة

حجم الخط
0

برودة الطقس جمدت تصريحات السياسيين الساخنة

العراقيون يلزمون بيوتهم في العيد بسبب الانفجارات وتفاقم الازماتبرودة الطقس جمدت تصريحات السياسيين الساخنة بغداد ـ القدس العربي من هاني عاشور: يبدو ان موجة الطقس البارد التي اجتاحت العراق منذ ايام مصحوبة بامطار غزيرة مع عطلة عيد الاضحي المبارك قد جمدت اغلب التحركات السياسية العراقية بشان تشكيل الحكومة ودفعت الاطراف السياسية الي التزام الهدوء وتجنب التصريحات الساخنة التي ضاعفت في الايام الاخيرة من حرارة العنف حيث شهد العراق مقتل اكثر من 200 شخص خلال الاسبوع المنصرم.وفيما بدات بعض الاطراف السياسية اجراء حوارات داخلية فيما بينها استعدادا لما بعد العيد حيث اجتمعت حركة (مرام) بزعامة اياد علاوي وعدنان الدليمي وصالح المطلك في اجتماعات خاصة، والتقت الحركات والاحزاب المنضوية تحت الائتلاف في اجتماع موسع، فان العراقيين في غالبيتهم بدوا غير مهتمين بما يدور خلف الكواليس السياسية وقد استعدوا لاقامة مراسم عيدهم الاستثنائية التي لا تشبه مراسم الاعياد في دول اخري، فغالبا ما يقوم العراقيون في مثل هذه الايام بزيارة المقابر والقاء نظرة الحزن علي قبور ذويهم الذين قتلوا في عمليات القصف الامريكي او الاغتيالات السياسية او موجات السيارات المفخخة، فيما بدت ملامح العيد غائبة عن المجتمع العراقي. ففيما كانت مثل هذه الايام قبل سنوات تشهد رفع لافتات مزينة ملونة تهنيء الناس بالعيد وتتمني لهم السعادة فان لافتات النعي والحزن هي التي تطغي علي جدران شوارع بغداد وساحاتها، فيما لم تظهر العاب الاطفال منتشرة في ساحات المدن بسبب برودة الطقس او غزارة الامطار او الخوف من الانفجارات التي تصاعدت في الايام الاخيرة.لكن بعض الناس يعزو ضعف الاحتفال بالعيد هذا العام الي تفاقم الازمات وخاصة ازمة الوقود التي اصبحت تدفع بالعائلة العراقية الي لزوم مسكنها، حيث لا يتمكن غالبية المواطنين من الحصول علي الوقود في طوابير تصل الي عدة كيلومترات عند ابواب محطات الوقود مما يضطر البعض الي البقاء اكثر من عشر ساعات للحصول علي البنزين، فيما لا تتمكن الكثير من العائلات من شراء البنزين من تجار السوق السوداء حيث وصل سعر اللتر الواحد قرابة دولار بينما كان ملء خزان سيارة بالكامل بمثل هذا السعر قبل رفع اسعار الوقود منذ اسبوعين تقريبا وهو ما دفع العراقيين الي الاستغناء عن برامجهم المخصصة لزيارة الاقارب في مثل هذه المناسبات كما جرت العادة منذ مئات السنين.ومع تفاقم الازمات بدا العيد في العراق لا يعني اكثر من عطلة للراحة في المنزل ومشاهدة التلفزيون لساعات قليلة بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء حيث لا تصل الطاقة الي بيوت العراقيين سوي لاربع او خمس ساعات يوميا.العراقيون الذين بدأوا ينسون شكل الاعياد وملامحها يتذكرون فقط الدعاء الي الله لكي يعيد الي بلدهم الامان والاستقرار وان لا تنشب حرب اهلية تحرق الاخضر واليابس بعد ان كان فتيلها قارب الاشتعال قبل عدة ايام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية