لندن – «القدس العربي»: يتواصل في عشرات دور السينما في المملكة المتحدة وأيرلندا عرض فيلم «المعلم» للمخرجة الفلسطينية – البريطانية فرح النابلسي، وهو فيلم يشكل مرآة لحال الفلسطينيين، الذي يرزحون تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وشهد الفيلم اقبالا من الجمهور في لندن، وهو ما عاينته «القدس العربي» في أحد دور السينما وسط العاصمة، حيث حضرت المخرجة فرح بين الجمهور برفقه بطل الفيلم الممثل الفلسطيني صالح بكري، حيث درات جلسة نقاش مع الحاضرين من محبي الفن السابع.
قصة الفيلم هي ذات طابع إنساني مؤثر، جذب الحضور ودفع كثيرا منهم إلى ذرف دموعه عندما شاهدوا أمهات اعتقل الجيش الإسرائيلي أطفالهن من على أسرة النوم، وأخريات هدمت جرافات الاحتلال بيوتهن، إضافة إلى المعاناة اليومية عند نقاط العبور والتفتيش الإسرائيلية، وكلها مأخوذة من قصص حقيقية عاينت فرح بنفسها بعضا منها خلال زيارتها قبل سنوات إلى فلسطين.
جوهر قصة فيلم «المعلّم» – الذي يؤدي دور البطولة فيه الفنان صالح بكري إلى جانب الممثلين إيموجين بوتس وربى بلال وستانل تاونزيند، تدور حول حياة مُدّرس ٍ فلسطيني يكافح للتوفيق بين التزامه بالمقاومة السياسية المحفوفة بالمخاطر والتزامه بدعم أحد طلابه، وفرصة إقامة علاقة جديدة مع شابة تنشط في العمل التطوعي.
وحول الرسالة التي تحب للناس أن يتلقفوها في الفيلم، قالت المخرجة فرح النابلسي في تصريح لـ»القدس العربي»: «أنا أركز على الجانب الإنساني وبالتالي لا أريد تحديد رسالة معينة بقدر ما يهمني أن أستطيع التعبير عن الواقع الإنساني الذي أراه وانقله للآخرين حتى يتفاعلوا معه من الجانب الإنساني وخاصة مع ما يعانيه الانسان الفلسطيني».
وأشارت إلى أنها انتجب الفيلم منذ سنوات أي قبل حصول عمليات الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة مع استمرار عمليات القتل في الضفة الغربية أيضا، وتوسع الحرب الإسرائيلية لتشمل لبنان، وأضافت أن الاحتلال لم يُبقِ لنا خيارات غير المقاومة، وأن انتاجنا لمثل هذه الأفلام هو نوع من المقاومة أيضا.
وسألت إلى متى سيستمر الخلل في النظرة إلى قيمة الحياة الإنسانية، وخاصة حياة الشعب الفلسطيني»؟
أما الممثل صالح بكري فقال في رده على سؤال «القدس العربي»: «إن هذا الفيلم يحمل رسائل كثيرة، لكن رسالتي الشخصية هي رسالة كل إنسان صاحب ضمير وشرف، بأن المقاومة لن تتوقف طالما هناك ظلم واحتلال في فلسطين حتى تحرير البلد من الصهيونية وممارساتها على الأرض الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني».
وأضاف: «نحن متمسكون بالعدل وكرامة الانسان وبحقه في الوجود والحركة وخاصة في بلده، وهذا ما نتمسك به، وإذا كان سينتج مقاومة، فليُنتج مقاومة».
وردا على سؤال أحد الحاضرين قال: «إن قصتنا يجب أن تُحكى للعالم، فنحن نكافح لنيل حقوقنا في الحياة والعيش والوجود والهوية، ولذلك انا أعمل في السينما والفن لأن هذه هي مقاومتي، والطريق الذي أتبعه للمقاومة «.
وأوضح: «إنني أصاب بصدمة كبيرة عندما أشاهد عمليات الإبادة في قطاع غزة، وإنني أضع نفسي في مكان أي والد يفقد ابنه بالقصف بعدما كان يأمل أن يكبر طفله ويفتخر فيه وباسمه أمام العالم».
وبشأن ما يتعرض له الشعب اللبناني من عدوان إسرائيلي على غرار العدوان على غزة قال بكري:» أنا لا أجد فارقا بين الشعب اللبناني والشعب الفلسطيني، فالشعب اللبناني هو شعبنا ولا يختلف عن الشعب الفلسطيني وشعب كل بلاد الشام التي قسّمتها اتفاقية سايكس -بيكو، ونحن كنا وسنبقى شعبا واحدا».
وكان فيلم «المعلم « حصل على عدد كبير من الجوائز خلال عرضه في مهرجانات عالمية بينها مهرجان تورنتو الدولي للأفلام عام 2023، ومهرجان واشنطن العاصمة للأفلام ومهرجان سانت فرانسيسكو وغيرها، وللراغبين بحضوره في لندن وباث ودبلن وبلفاست يمكنهم الاطلاع على أسماء وعناوين دور العرض من خلال الموقع الالكتروني الخاص https://theteacher.film
الأقلام و الأفلام كانت وراء تغييب الوعي الغربي عن معاناة فلسطين للعقود هذه كلها. بل لم يمتهن صهيون صورة العربي الا بتوظيف الصورة و الحرف.
العرب في لحظة تاريخية فاصلة اليوم و عليهم ان يلجوا مضمار عدوهم لنقل الصورة و المعاناة بأعينهم هم و بتوصيفهم .
تحية للمخرجة و لطاقم الإنتاج و التمثيل.