لندن ـ “القدس العربي”:
أثار حلول روسيا محل الجزائر لتصبح ثاني أكبر مورّد للغاز الطبيعي لإسبانيا في شهر حزيران/يونيو الماضي، وذلك بعد تراجع التدفقات القادمة من الجزائر وسط توتر دبلوماسي، جدلا وتساؤلات، عن هذه المفارقة بالنظر إلى أن حكومة مدريد كانت تتهم الجزائر عمليا بأنها تحركها موسكو ضدها وليس تغير موقف حكومة بيدرو سانشيز من قضية الصحراء الغربية، الذي أثار غضب الجزائر، ووصفته بـ”الخيانة” والانقلاب بدعم الطرح المغربي للحكم الذاتي للصحراء الغربية، عكس الطرح التاريخي لإسبانيا، المستعمر السابق للصحراء الغربية.
ففي شهر حزيران/يونيو الماضي وصلت الواردات من روسيا لإسبانيا إلى 8752 جيغاوات/ساعة، أي أكثر من الضعف بالمقارنة بشهر أيار/مايو، وبما يعادل 24% من إجمالي طلب إسبانيا، وفقا لشركة “إينا غاز” المشغلة للشبكة.
في شهر يونيو الماضي وصلت الواردات من روسيا لإسبانيا إلى 8752 جيغاوات/ساعة، أي أكثر من الضعف بالمقارنة بشهر مايو، وبما يعادل 24% من إجمالي طلب إسبانيا
وتراجعت التدفقات من الجزائر إلى 7763 جيغاوات/ساعة مقابل 9094 جيغاوات/ساعة في أيار/مايو، وهو نحو نصف الكميات المسجلة في حزيران/يونيو 2021، وبما يمثل 22% من الطلب. فيما تظل الولايات المتحدة أكبر مورّد بحصة 30%.
ويأتي تراجع تدفقات الغاز من الجزائر، التي كانت تاريخيا أكبر مورّد لإسبانيا، في أعقاب مواجهة دبلوماسية بين البلدين بعد قرار رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز دعم المغرب في النزاع حول الصحراء الغربية.
وما يزيد الأمر حساسية بالنسبة للجزائر أن الغاز بدأ التدفق الشهر الماضي من إسبانيا باتجاه المغرب عبر خط أنابيب المغرب-أوروبا، وهو الخط الذي كان عادة ما ينقل الوقود في الاتجاه العكسي بعدما أوقفت الجزائر الضخ من خلاله العام الماضي.
وتؤكد الجزائر أن الغاز الذي ترسله إلى إسبانيا عبر خط أنابيب آخر لا يمكن إعادة تصديره إلى المغرب.
وتواصل إسبانيا الاعتماد بشكل أكبر على الغاز الطبيعي المسال، الذي مثّل في حزيران/يونيو نحو 77% من وارداتها من الغاز، بارتفاع بـ 29% عن الشهر نفسه من 2021.
وفي ما بدا محاولة لتدارك الأمر، أو ربما “حفظاً لماء الوجه” بالنسبة للطرح المضاد، ذكرت وزيرة الطاقة الإسبانية تيريزا ريبيرا في إيجاز صحفي أمس الاثنين عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء أنه يجب على الشركات في إسبانيا تقليص واردات الغاز الروسي وتنويع جهات التوريد.
وأفادت وكالة بلومبرغ للأنباء بأن ريبيرا أوضحت في الإيجاز الصحفي أنها أبلغت شركات الغاز بأنه يجب السعي لتقليص الغاز الروسي وتنويع العقود.
وأضافت ريبيرا أن تدفقات الغاز الروسي تماثل حتى الآن هذا العام نفس الفترة في عام 2021 وتتماشى مع الالتزامات التجارية السابقة.
وبخلاف النفط، لا يتأثر الغاز الروسي بالعقوبات الأوروبية التي فرضت في أعقاب غزو أوكرانيا، لكن الوزيرة أوضحت أنّه “من الأفضل البحث عن بدائل”.
تراجعت التدفقات من الجزائر إلى 7763 جيغاوات/ساعة مقابل 9094 جيجغوات/ساعة في مايو، وهو نحو نصف الكميات المسجلة في يونيو 2021، وبما يمثل 22% من الطلب. فيما تظل الولايات المتحدة أكبر مورّد بحصة 30%
وتستورد إسبانيا جزءاً كبيراً من غازها من الجزائر، خصوصاً عبر خط أنابيب ميدغاز الذي يربط شبه الجزيرة الأيبيرية بحقول الغاز التي تديرها شركة النفط والغاز الجزائرية العملاقة “سوناطراك”.
لكن واردات الغاز الجزائري تراجعت بشكل حاد في الأشهر الأخيرة، في أعقاب قرار رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في آذار/مارس دعم خطّة الحكم الذاتي للصحراء الغربية، لإنهاء أزمة دبلوماسية بين مدريد والرباط استمرت نحو عام.
ورداً على ذلك، علّقت السلطات الجزائرية في بداية حزيران/يونيو معاهدة التعاون مع إسبانيا، فيما لم تستبعد “سوناطراك” زيادة سعر الغاز الذي تصدّره إلى إسبانيا.
وكانت حكومة مدريد اتهمت في يونيو الماضي روسيا بالوقوف وراء تشجيع الجزائر في التسبب بالأزمة الحالية بين البلدين وذلك بعد قرار الجزائر تجميد اتفاقية الصداقة وحسن الجوار مع إسبانيا.
وقالت صحيفة “كونفدنسيال” الإسبانية حينها إن وزير الخارجية خوسي مانويل ألباريس اتصل بعدد من مسؤولي الأحزاب السياسية وبعض رجال الأعمال الذين لديهم مشاريع في الجزائر، ليخبرهم بأن المفوضية الأوروبية أبلغته بدور روسي في هذه الأزمة لخلق أزمة في الحدود الجنوبية للاتحاد الأوروبي بعد الحرب التي تشهدها الحدود الشرقية للاتحاد جراء حرب أوكرانيا.
من جهتها كتبت صحيفة “إلباييس” أن “الاتحاد الأوروبي يرى يد روسيا في الضغط الجزائري على إسبانيا”، ونقلت عن مصادر أوروبية الدور الذي لعبه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في هذا الشأن عندما زار الجزائر 10 مايو/ أيار الماضي. وخصصت افتتاحية للأزمة الحالية، مشيرة إلى المستوى الاستراتيجي للتنسيق الروسي- الجزائري في مختلف القضايا ومنها إعادة تحريك نزاع الصحراء الغربية.
حكومة مدريد اتهمت في يونيو الماضي روسيا بالوقوف وراء تشجيع الجزائر في التسبب بالأزمة الحالية بين البلدين وذلك بعد قرار الجزائر تجميد اتفاقية الصداقة وحسن الجوار مع إسبانيا
من جهتها قالت وزيرة الاقتصاد الإسبانية ناديا كالبينو، إن قرار الجزائر تعليق معاهدة صداقة ثنائية مع بلادها، الأسبوع الماضي، لم يكن مفاجئا لأن الجزائر تنحاز بشكل متزايد إلى روسيا.
وأضافت كالبينو أنها لاحظت تقاربا متزايدا بين الجزائر وروسيا في اجتماع الربيع لصندوق النقد الدولي قبل أسابيع قليلة.
وقالت في مقابلة إذاعية مع راديو كتالونيا: “رأيت في ذلك الوقت أن الجزائر أصبحت منحازة أكثر وأكثر لروسيا، لذلك فإن (قرار تعليق المعاهدة) لم يفاجئني”.
وقالت كالبينو للصحافيين في برشلونة: “آمل أن تعيد الجزائر النظر في موقفها والتصريحات التي أدلت بها”.
وقد دفعت هذه الاتهامات الحكومة الإسبانية السلطات الجزائرية، إلى تبني موقف أكثر راديكالية، يستبعد كلياً تطبيع العلاقات بين البلدين في ظل حكومة بيدرو سانشيز الحالية. وقال الدبلوماسي الجزائري، عمار بلاني، إن ما قيل يدمر بشكل كلي أي إمكانية لإعادة العلاقات لطبيعتها خلال الدورة التشريعية الحالية في إسبانيا.
وقال عمار بلاني، المبعوث الجزائري الخاص للصحراء الغربية والمغرب العربي، في تصريحات لصحيفة “كونفيدنسيال” الإسبانية، إنه سيتعين انتظار حكومة جديدة لإنهاء الأزمة، تصوب من التوجه الحالي في ما يتعلق بقضية الصحراء الغربية.
وبدت الجزائر منزعجة جداً من التصريحات الإسبانية التي تحدثت عن دور روسي في دفع الجزائر لاتخاذ إجراءات عقابية ضد إسبانيا، وهو ما عكسته برقية وكالة الأنباء الجزائرية ، التي هاجمت حينها بضراوة وزير الخارجية الإسباني.
دفعت هذه الاتهامات الحكومة الإسبانية السلطات الجزائرية إلى تبني موقف أكثر راديكالية، يستبعد كلياً تطبيع العلاقات بين البلدين في ظل حكومة بيدرو سانشيز الحالية
وقالت الوكالة الرسمية إن “تنقلات رئيس الدبلوماسية الإسبانية مؤخراً بين مدريد وبروكسل تثير تساؤلات حول قدرات دبلوماسي لا يليق بهذا البلد المتوسطي الكبير وبشعبه العظيم الذي فرض دوماً الاحترام”.
وذكرت أن “السيد ألباريس، الذي تسلل إلى الدبلوماسية ولم يكف قط عن ارتكاب الأخطاء (يجب أن نعترف له بذلك!)، تمكن من التلاعب بأحد من أبناء وطنه، زميل في الحزب ووزير خارجية بلده سابقاً، الذي هو اليوم على رأس العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي ضارباً بذلك مصداقية هذه الهيئة القارية البالغة الأهمية التي أقدمت على نشر بيان لا أساس له ضد الجزائر”.
وواصلت وكالة الأنباء الجزائرية هجومها على الوزير الإسباني، على خلفية إقحامه روسيا في الخلاف بين البلدين، وقالت: “إلا أن هزلية هذا النكرة، شبه الدبلوماسي، الذي أوكلت إليه مهمة فيها من الصعوبة بما كان، وهي قيادة السياسة الخارجية لمملكة إسبانيا، أوحى عند عودته من بروكسل، لمن يريد سماعه، أن روسيا بل بوتين نفسه من كان وراء نشوب هذه الأزمة”.
وتابعت تقول: ” إن نداء الوزير الإسباني المثير للشفقة موجه للولايات المتحدة وللحلف الأطلسي لإنقاذ هذا الوزير الصغير، بعد أن حاول عبثاً حشد الاتحاد الأوروبي ها هو يستخدم روسيا كفزاعة من أجل إقناع أقرانه الأوروبيين بالوقوف إلى جانبه”. ولم يمر هذا التعليق من وكالة الأنباء الرسمية في الجزائر من دون أن يثير ردود فعل في إسبانيا على أعلى المستويات.
بدت الجزائر منزعجة جداً من التصريحات الإسبانية التي تحدثت عن دور روسي في دفع الجزائر، وهو ما عكسته برقية وكالة الأنباء الجزائرية ، التي هاجمت بضراوة وزير الخارجية الإسباني
وقالت نائبة رئيس الحكومة الإسبانية ووزيرة التحول الطاقوي تيريزا ريبيرا، إن ما ورد في مقال الوكالة الجزائرية للأنباء إهانة غير مقبولة في حقّ ألباريس.
وذكرت في تصريحات لقناة “تي لي سنكو” الإسبانية: “من غير المقبول أن تدلي أي وسيلة إعلامية بمثل هذه التعليقات ضد أي شخص. ناهيك عن وزير خارجية حكومة دولة مجاورة، تجمعها علاقة قوية مع الجزائر منذ عقود”.
وأضافت الوزيرة أن من واجب الحكومة الإسبانية أن تكون لها علاقات جيدة مع جيرانها في الجنوب، حتى وإن كان بينها وبينهم خلافات في مجال السياسة الداخلية أو السياسية الخارجية”. كما عبّرت عن رغبتها في استعادة علاقات طبيعية مع الجزائر وتجاوز الأزمة الحالية.وأبرز بلاني أن “التصريحات غير المسؤولة التي أدلى بها الوزير خوسيه مانويل ألباريس ونائبة الرئيس نادية كالفينيو، تدمر بشكل قاطع أي إمكانية لتطبيع العلاقات مع حكومة غير موثوقة تمارس الكذب والهروب إلى الأمام.
تحيا الجزائر
الجزائر بلد الشموخ والكبرياء
في عالم البزنس والذي يضم أيضا الطاقة، لا وجود أبدا للعواطف أو المشاعر، توجد فقط أرقام أعمال، وتفاعلات مع أسواق شديدة التقلب، واستراتيجيات بمنطق رابح رابح، وحسابات جيوسياسية وجيوإقتصادية تقوي تحالفات جديدة وتضعف التحالفات الهشة.
المملكة مندمجة في مسار متعدد الأطراف، أركانه مرتبطة بالأمن والشراكات بمنطق رابح رابح، والإستثمارات التي تبحث عن بيئة مستقرة يوفرها مسئولون جديون، بتحكم في التوازنات المالية، وبانخراط رجال أعمال اكتسبوا خبرة على المستوى الإفريقي.
في الماضي كان للإديولوجيا مكان في نسج العلاقات، لكن الغد سيخلق فضاء معولما تحدد قصص النجاح فيه مجموعة من العوامل كالذكاء الإستراتيجي والإنفتاح على العالم بكل فرصه وتعقيداته.
البوديوم هو نهاية مسار ومكافأة للعقليات التى طوت صفحات ماضي التخلف، لتركب المغامرات والمخاطر التي لا بد من تجاوزها.
الجزائر لديها بواخر لحمل الغاز ولكن لا تستعملها إلا نادرا منذ أن فتح أنبوب ميدغاز اللذي ينطلق من الجزائر مباشرة لإسبانيا، والأنبوب الثاني يمر عبر تونس إلي ايطاليا.
تقاسم الادوار الجزائر رفعت انتاجها نحو إيطاليا و اطاليا قلصت من وارداتها من روسيا و العكس مع إسبانيا. إنها المصالح و لا وجود للعاطفة.
هناك مثل مغاربي يقول سبعة ايام ديال المشماش كتفوت.
فإن كانت هناك ازمة في سوق الطاقة اليوم فما هو اكيد انها لن تدوم و حينها ستجد الجزائر نفسها و قد فوتت فرصة على الشعب الجزائري بسبب قصور رؤيتها .
النظام الجزائري و خاصة في المجال الاقتصادي نظام فاشل بجميع المقاييس
الخليف الروسي لا ثقة فيه ، يمشي معاك ويتركك على حافة الطريق ويبيع لك القرد ويضحك عليك. كل ذلك اغراء العسكر الحاكم في الجزائر
اذا اتهامات اسبانية باطلة كيف تتهم الروس بالضغط على الجزائر ضدها ثم تستورد غازها