رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يعلن عن الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة
“القدس العربي”: أعلنت قطر، اليوم الأربعاء، عن توصل إسرائيل وحركة حماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل للأسرى بين الطرفين سيدخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني، وذلك بعد 15 شهرا من حرب الإبادة في قطاع غزة.
وتم التوصل إلى الاتفاق عقب اجتماع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع مفاوضي حماس ومفاوضين إسرائيليين بشكل منفصل في مكتبه الأربعاء.
جاء الإعلان عن الاتفاق عبر مؤتمر صحافي عقده آل ثاني في العاصمة الدوحة مساء الأربعاء.
وأوضح آل ثاني أنه “حسب الاتفاق ستطلق حماس في المرحلة الأولى سراح 33 محتجزا إسرائيليا بما يشمل النساء المدنيات والمجندات والأطفال وكبار السن والمرضى والجرحى المدنيين مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ومراكز الاعتقال”.
ودعا رئيس الوزراء القطري إلى الهدوء في قطاع غزة بداية من الآن وحتى يوم الأحد حين يدخل الاتفاق حيز التنفيذ.
ولفت إلى أن قطر ومصر والولايات المتحدة ستعمل على ضمان تنفيذ الاتفاق، حيث ستكون هناك آليات لمتابعة تنفيذه وأي خروق قد تحدث.
المؤتمر الصحفي الخاص بآخر تطورات الوساطة المشتركة لإنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة#الخارجية_القطرية https://t.co/VgzU3odHKK
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) January 15, 2025
ويأتي الاتفاق بعد أشهر من المفاوضات المتقطعة التي توسطت فيها مصر وقطر، بدعم من الولايات المتحدة، وكذلك قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير/ كانون الثاني.
وعقب الإعلان القطري، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن إسرائيل وحماس توصلتا إلى اتفاق من شأنه إنهاء القتال في غزة وزيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين.
وقال بايدن في البيت الأبيض “أستطيع أن أعلن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن بين إسرائيل وحماس”.
ولفت إلى أنه جرى التوصل إلى الاتفاق بعد 15 شهرا من المعاناة وسيتبعه زيادة في المساعدات الإنسانية للقطاع.
وأضاف “القتال في غزة سيتوقف، وسيعود الرهائن قريبا إلى ديارهم وعائلاتهم”.
ووفي بيان منفصل، نسب بايدن لدبلوماسية الولايات المتحدة “المثابرة والدقيقة” الفضل في إبرام الاتفاق، إلى جانب مصر وقطر. وأكد أن المرحلة الأولى منه تتضمن “الوقف الكامل والتام” لإطلاق النار.
Biden: The elements of this deal are what I laid out in detail this May, Phase one will last six weeks. It includes a full and complete cease fire, the withdrawal of Israeli forces from all the populated areas of Gaza, and and the release of a number of hostages held by Hamas pic.twitter.com/4v9dkSevzV
— Acyn (@Acyn) January 15, 2025
وفي خطوة استبقت الإعلان الرسمي، أشاد ترامب بالتوصل إلى الاتفاق، عازيا الفضل إلى جهود إدارته.
وكتب على صفحته على موقع “تروث سوشال” Truth Social للتواصل الاجتماعي، “لدينا اتفاق بشأن الرهائن في الشرق الأوسط. سيتم إطلاق سراحهم قريبا. شكرا لكم!”.
ومع اقتراب موعد تنصيبه، كرر ترامب مطالبه بالإسراع في إبرام اتفاق، محذرا أكثر من مرة من أن “أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها” إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
وعمل ستيف ويتكوف مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط مع فريق بايدن للدفع من أجل التوصل إلى اتفاق.
حماس: الاتفاق ثمرة صمود شعبنا
قالت حركة حماس، في بيان أصدرته بعد الإعلان عن الاتفاق، إنه “ثمرة الصمود الأسطوري لشعبنا الفلسطيني العظيم ومقاومتنا الباسلة في قطاع غزة، على مدار أكثر من 15 شهرا”.
وتابع البيان أن “اتفاق وقف العدوان على غزة إنجاز لشعبنا ومقاومتنا وأمتنا وأحرار العالم، وهو محطة فاصلة من محطات الصراع مع العدو، على طريق تحقيق أهداف شعبنا في التحرير والعودة”.
واكد أن الاتفاق “يأتي انطلاقا من مسؤوليتنا تجاه شعبنا الصابر المرابط في قطاع غزة العزة، بوقف العدوان الصهيوني عليه، ووضع حد لشلال الدم والمجازر وحرب الإبادة التي يتعرض لها”.
وأعربت حماس عن التقدير والشكر “لكل المواقف المشرفة الرسمية والشعبية التي تضامنت مع غزة، ووقفت مع شعبنا، وساهمت في فضح الاحتلال ووقف العدوان، عربيا وإسلاميا ودوليا، والشكر الخاص للإخوة الوسطاء، الذين بذلوا جهدا كبيرا للوصول إلى هذا الاتفاق، وخاصة قطر ومصر”.
وتوجه خليل الحية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بكلمة للشعب الفلسطيني قال فيها “هذه اللحظة التاريخية من جهاد شعبنا نتوجه بعبارات الفخر والشموخ لأهلنا في غزة. نحيي قوافل الشهداء الذين ارتقوا في معركة الدفاع عن القدس والأقصى. ونترحم على كل القادة الشهداء في الحركة وكل الفصائل والمجاهدين بدون استثناء”.
الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني, والأداء البطولي لمقاومته في وجه حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة, وبنود ومراحل اتفاق وقف إطلاق النار يعتبر نصر واضح الحمدلله مبروك لأهل غزة ونصر القادم والعضم لفلسطين كلها الله اكبر ولله الحمد
لكم الله يا أهل غزة وسيكتب صبركم وتحملكم فأنتم أهل الله وخاصته . … والتاريخ سيشرق لكم عن قريب …
اولا رحم الله الشهداء و عجل بشفاء الجرحى و اعادة النازحين و الشكر لدولة قطر التي رغم صغر حجمها و لكن وزنها ثقيل جدا جدا و كذلك مصر العربية. هذه ما هي الا جولة من جولات الصراع الاسلامي الصهيوني كشف هذه المرة كثير من الاوراق و لعل اكبرها هو ان على العالم الاسلامي ان يراجع اوراقه ان هو اصلا يؤمن بالقضية الفلسطينية اذ كيف يستقيم ان يمدنا الله بالنصر و نحن يقتل بعضنا بعضا. اكيد الاتفاقية لها ثمنها و الايام ستكشف قيمته. قراءة الوضع الان هو تدمير القطاع و نصف لبنان استشهاد القيادات العليا للمقاومة سياسية كانت ام ميدانية رجة قوية في صفوف الصهاينة علامة استفهام عن المحور الايراني
في حال تم تنفيذ المتفق عليه بين الجانبين يمكننا القول هناك حقائق إستراتيجية لأول مرة في إطار الصراع العربي الإسرائيلي :
1- سقوط سردية الضحية وفكرة أن إسرائيل الملاذ الآمن لليهود في العالم من خلال انهيار نظرية قوة الردع الإسرائيلية كما يقول أيهود باراك ” بعد ٧ أكتوبر يعرف كل مسلم أن بوسعه أن يهاجم إسرائيل ولم تعد نظرية الردع قائمة ” لأنه كان ٧ إكتوبر أكبر فشل استخباراتي في تاريخ إسرائيل وأكبر انهيار لفرقة إسرائيلية في تاريخ إسرائيل العسكري (فرقة غلاف غزة) وأكبر إصابات وقتلى وأسر في يوم واحد ع مدار تاريخها بمعنى تم كسر هيبة دولة الاحتلال ومؤسساتها العسكرية والأمنية بشكل غير مسبوق وكسر أسطورة الجيش الذي لا يقهر عبر حرب خاطفة وداخل فلسطين هذه المرة حيث تم خروج بعض مناطق في غلاف غزة عن السيطرة ومشاهد المواجهات المباشرة بين المقاومين والجنود ووصول الصواريخ قلب تل أبيب وبيت رئيس الوزراء وأهم قاعدة جوية في البلاد بلا شك أنتجت صورة محفورة في ذاكرة الشعب الإسرائيلي المستورد من الصعب جدا ترميمها في السنوات القليلة القادمة
2- أعاد احياء القضية الفلسطينية في الساحة من جديد كقضية ( تحرر أولى ) ساهم بشكل كبير في تغيير مواقف بعض الدول الأوروبية التي كانت تصطف مع الكيان الصهيوني حيث أكدت الأمم المتحدة بشكل “شبه جماعي” حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وذلك بعدما اعتمدت الجمعية العامة بأغلبية ساحقة مشروع قرار بعنوان “حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير” فصوتت لصالح القرار 173 دولة من بينهما 15 إلى 20 دولة أوربية تحت ضغط الرأي العام وحراك الشعبي لبلدانهم بينما عارضته 6 دول فقط
3- أظهرت الصورة الحقيقة الوحشية لأول مرة لهذا الكيان ع مسمع ومرأى العالم لطالما حاولت إسرائيل التستر عليها خلال عشرات السنين الماضية خلف شعارات واحة الديمقراطية وحفظ حقوق الإنسان والمساواة وغيرها حيث تم تصنيفها لأول مرة في المحكمة الجنائية الدولية بأنها كيان مجرم ارتكب المئات من جرائم الإبادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين العزل من دون أي وازع من ضمير ومن دون أي التزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بحماية المدنيين في أوقات الحرب كما أنها تلزم جميع دول العالم بدون استثناء وليس فقط ال 125 دولة التي وقعت على ميثاق الجنائية الدولية بتنفيذ أوامر الاعتقال الصادرة بشأن مجرمي الحرب نتنياهو ووزير دفاعه السابق فمن الجنون الحديث عن الهلوكست بعد ذلك أصبحت من أساطير الماضي
4 – كشف الحقيقة وفضح كذبة حل الدولتين ومن ثم فرملة جماح قطار التطبيع لا سيما بعد الاتفاق ع ممر استراتيجي يمر بين الهند والخليج عبر إسرائيل وإعلان وشيك عن تطبيع السعودية مع إسرائيل ع غرار السلام الإبراهيمي ساعتها قراءة الفاتحة على القضية الفلسطينية خرج حينها نتنياهو كالطاوس حاملا خريطة للمنطقة تمتد فيها إسرائيل من النهر للبحر ومشطوب منها أي ذكر لأرض أو شعب فلسطيني مدعوما من الكنيست الإسرائيلي بأغلبية كبيرة لرفضه لإقامة دولة فلسطينية فعملية ٧ اكتوبر نتيجة تراكمية حتمية لفشل المفاوضات العبثية لاتفاقية أوسلو مع الكيان الصهيوني ارتكبت فيها إسرائيل كل الجرائم والموبقات بحق الفلسطينيين من قتل وأسر وإذلال وانتهاكات الأماكن المقدسة المشرفة ع مسمع ومرأى العالم واحتلال ما يزيد على نصف مساحة من الضفة الغربية من قبل المستوطنين ولم يتبق من سلطة اوسلو منها سوى سلطة تنسيق أمني يحمي الأمن الإسرائيلي كما قال المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه ” باتت سلطة لإدامة الاحتلال ” ..
5 – عندما لا تستطيع أقوى جيوش العالم في تحقيق أهم أهدافها كما أعلنتها إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة و دول الغربية وهي العودة إلى داخل غزة وتفكيك حركة حماس ونزع سلاحها وتحرير كل الأسرى فهذا بلا شك انتصار عظيم للمقاومة الفلسطينية بضعة آلاف من الشباب الفلسطيني يحملون سلاح خفيف في مساحة جغرافية مستوية تضاريسيا أصغر من مساحة جزيرة سنغافورة أو البحرين تحمل رسالة قوية جدا للجنرالات الأشاوس وأصحاب النياشين والأوسمة في الجيوش العربية في مصر والجزائر والعراق والسعودية والأردن ووووو ياسادة الأمر لا يتعلق بالإمكانيات العسكرية والبشرية والإقتصادية ع رغم أهميتها بل بالإيمان والإرادة
6 – لعل من أهم من تداعيات ٧ أكتوبر سقوط نظام بشار الأسد وتحرير سوريا كما يقول دكتور فيصل القاسم ” إذا حاول أحد السوريين أو غير السوريين أن يربط يحيى السنوار بالمشروع الإيراني سأكون منزعجاً جداً. توقفوا عن هذه الاسطوانة المشروخة، وتذكروا أن السنوار، سواء كان يدري أو لا يدري، فقد لعب دوراً تاريخياً في تحرير سوريا من الاحتلال الفارسي، ولولا السنوار لما كان طوفان سوريا ” …
7 – كشف وفضح دور النظام السياسي الإيراني التخريبي في منطقة شرق الأوسط فعند بدء معركة طوفان الأقصى اختفى خطاب قادة جيوش الإيرانية النارية بإمكاننا تدمير إسرائيل في سبع دقائق واستبدل بخطاب ١٨٠ درجة رومانسي نحن أخوة للأميركيين علما أهلنا في غزة تباد بالسلاح الامريكي !! والاكتفاء بعد اغتيال المرحوم الرئيس إسماعيل هنية في ضيافتهم بإرسال بعض العاب نارية بعد إبلاغ نتنياهو عبر الهاتف عن موعد اطلاقها مع التاكيد والمراعاة بشدة عدم قصف الأهداف المدنية بإسرائيل
8 – لا أعتقد أن هناك عربيا حرا كريما يستطيع بعد الآن يتجرأ بالحديث عن إشاعة بيع الفلسطيني لأرضه بعد ما شاهده في ٧ إكتوبر
وختاما – كل شيء صنع في الصين إلا الرجولة تصنع في غزة أرض العزة 🇵🇸🇵🇸🇵🇸✌