بعد 500 يوم: حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصل وتتمدد

حجم الخط
8

تعددت أنساق الاعتداءات وتنوعت الجرائم واتسعت النطاقات بين قطاع غزة والضفة الغربية، وجوهر حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني يزداد همجية وعنفاً وانتهاكاً لأبسط القواعد الإنسانية والقوانين الدولية، ويسجل اليوم 500 من توحش دولة الاحتلال أفانين قديمة وثابتة وأخرى جديدة غير مسبوقة.
ففي قطاع غزة يواصل جيش الاحتلال عرقلة إدخال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، سواء عن طريق إعاقة مرورها وإغلاق الطرقات أمام مسيرها، أو استهدافها قوات التأمين الشرطية الفلسطينية التي تضمن عدم تعرضها للنهب والسرقة. هذا عدا عن إصرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على الإخلال بشرط إدخال المساكن مسبقة الصنع والمعدات الثقيلة.
وخلال الاحتفاء بتعيين إيال زامير رئيساً جديداً لأركان جيش الاحتلال، امتدح نتنياهو «النهج الهجومي» لدى زامير، معتبراً أنّ دولة الاحتلال «تحتاج لأمثاله من أجل تحقيق الانتصارات». وهذا يتماشى أيضاً مع «فرصة لتغيير تاريخي يضمن مستقبل» الاحتلال، في ضوء خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير سكان قطاع غزة، معتبراً أنها «الوحيدة القابلة للنجاح».
وفي مدينة نابلس يقتحم جيش الاحتلال البلدة القديمة من محاور عديدة، فيعتقل الفلسطينيين ويصيب العشرات منهم، ويصادر المركبات ويحاصر البيوت والشوارع والأحياء، في متابعة لعمليات تنكيل مماثلة تشهدها مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، وتستكملها قطعان المستوطنين في بلدتي دوما وجوريش جنوبي نابلس. ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 أسفرت الاعتداءات الإسرائيلية عن استشهاد أكثر من 916 فلسطينياً، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال 14.500، حسب إحصاءات فلسطينية رسمية.
واحتفال الاحتلال باليوم 500 لا تغيب عنه سياسات توسيع الاستيطان غير الشرعي في الضفة الغربية، إذ نقلت منظمة «السلام الآن» أن سلطات الاحتلال تعتزم استدراج عروض لبناء 974 وحدة لصالح مستوطنة إفرات جنوب القدس، بما يعني توسيعها بنسبة 40% من جهة أولى، وإعاقة تطوير مدينة بيت لحم الفلسطينية المجاورة من جهة ثانية.
ولم يكن مستغرباً أن اليوم 500 سجّل أيضاً صفحة جديدة في محاكمة نتنياهو بثلاث تهم رئيسية تشمل الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وأن تشهد هذه الجلسة العاشرة فاصلاً مسرحياً يجمع المهزلة إلى المأساة حين توقفت لمدة 20 دقيقة بسبب حاجة المتهم إلى إجراء مكالمات أمنية «عاجلة» اتضح أنها المصادقة على عملية اغتيال إرهابية في لبنان. وبات معروفاً، أو مفضوحاً على وجه الدقة، أن بين أبرز أسباب نتنياهو لإطالة الحرب على القطاع إنما تعود إلى استراتيجيته الهادفة إلى التهرب من الإدانة القضائية أو إبعاد شبحها ما أمكنه ذلك.
وإذا كانت جلّ أسابيع وأشهر حرب الإبادة هذه قد اقترنت بمساندة مطلقة من إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، فإن إدارة ترامب فاقت في الدعم توقعات ساسة الاحتلال أنفسهم، فلا عجب أن اليوم 500 سجّل استلام الجيش الإسرائيلي دفعة من قنابل «إم كي 84» الأمريكية الثقيلة. هنا أيضاً تتواصل حرب الإبادة وتتمدد.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامح// الاردن:

    *دم الشعب الفلسطيني الأبي في رقبة
    ( النتن وترامب ) وكل من لف لفهم.
    حسبنا الله ونعم الوكيل والله المستعان.

  2. يقول ahmad:

    ثم يأتي علينا أعمياء إبرهام ليقولوا.. يجب على الفلسطنيين وقف المقاومة ونزع السلاح, الله المستعان.

  3. يقول زياد:

    جرائم الاحتلال متواصلة وهذا امر طبيعي لا شك فيه لكن اصحاب العار لا نسمع منهم سوى تكملة العار بحذافيره فكلنا مسؤلين عن هذا العار فاين يجب ان نكون هذه المأساة التي نقبع بها فالتاريخ لا يرحم قبل الحساب

  4. يقول Samir:

    للأسف الشديد يجب علينا التسليم بالحقيقة المرة و هي أن إسرائيل و آمريكا يملكان من الأدوات لتنفيذ مشروع “ريفيرا الشرق الأوسط” الحالم في غزة، فعلى أرض الواقع إسرائيل تفرض حصارًا مطبقًا على قطاع غزة و هي التي تتحكم كاملًا في دخول المساعدات الإنسانية و مواد البناء اللازمة لإعادة الإعمار، إذن على فرض قيام الدول العربية بتقديم خطة متكاملة لإعادة إعمار غزة دون الحاجة إلى تهجير أهلها إلى دول الجوار، هذه الخطة تحتاج إلى موافقة إسرائيل و السماح لها بأن تصبح واقعًا عمليًا، الم يقل ترامب مؤخرا “إسرائيل تقرر ما تريد و نحن من خلفها بالدعم الشديد”..؟؟ اللهم إرفع هذه الغمة عن هذه الأمة..!!

  5. يقول الكروي داود النرويج:

    لا فرق بين بايدن و ترامب !
    فالنجاسة بينهما واحدة !!
    و لا حول و لا قوة الا بالله

  6. يقول محي الدين احمد علي رزق:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
    بعد 500 يوم: حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصل وتتمدد. إسرائيل تعربد في كل مكان من عالمنا العربي منذ يوم النكبة عام 1948، ويبدو أنها اعتادت على ذلك، بينما اعتدنا نحن على الصمت، وكأن السكوت علامة الرضا.
    إذا لم يتم إيقاف إسرائيل بالقوة، فلن يتمكن أحد من ردعها، طالما تجد من يمدها بالسلاح والمال، ويمنحها الحماية السياسية، فضلاً عن المرتزقة الذين يتوافدون من كل مكان، بالإضافة إلى صمت عالمنا العربي على هذه الإبادة والبلطجة التي أصبحت من سمات هذا العصر الكئيب.
    والآن، سيُعاد الإعمار، ولكن على حساب من؟ على حساب الدول العربية! إسرائيل تدمّر وتقتل وتخرّب، بينما نحن نعيد البناء. ولكن من يضمن لنا ألا يُدمَّر ما نعمره مرة ثانية وثالثة ورابعة؟ طالما أننا خاضعون ( 1 )

  7. يقول محي الدين احمد علي رزق:

    لأوامر وهيمنة الصهيونية والماسونية العالمية، التي تتحكم في كل شيء وفقًا لمصالحها، فهل أصبحنا مُلكًا لهم؟ هل تركنا لهم القرار ليتصرفوا في مصائرنا كيفما شاءوا، بينما نحن راضون أو عاجزون؟
    هل نسينا تاريخنا؟ هل نسينا عظمة الحضارة الإسلامية؟
    رغم هذا الدمار، لم أفقد الأمل في هذه الأمة، فلا يزال هناك بصيص نور يمكن أن يوقف نزيف الدم العربي الفلسطيني. إذا توحّد العالم العربي وتخلى عن المصالح الشخصية، وإذا كانت هناك إرادة حقيقية لحماية الأمة العربية، فإن أولى الخطوات تبدأ بحماية الشعب الفلسطيني. فإذا ضُمن له الأمان، استقرّت المنطقة بأكملها وعاش الجميع في سلام. ( 2 )

  8. يقول انير:

    نريد من الشعب الفلسطيني القاومة وإنشاء الله و نريد من الله عطاء جزاء إسرائيل

اشترك في قائمتنا البريدية