بلينكن من إسرائيل: لم آت كوزير خارجية أمريكا فقط وإنما كيهودي

حجم الخط
1

القدس المحتلة – برلين ـ «القدس العربي»: في انحياز أمريكي متوقع للاحتلال الذي يرتكب حاليا مجازر في قطاع غزة، تعهّد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الخميس، بدعم الولايات المتحدة “الدائم” لإسرائيل، وذلك خلال لقائه برئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو.
وأطلقت حركة “حماس” السبت عملية “طوفان الأقصى” التي توغّل خلالها مقاتلوها في مناطق إسرائيلية من البحر عبر زوارق، ومن البر عبر اختراق أجزاء من السياج الحدودي الشائك، ومن الجو عبر المظلات، ترافقت مع إطلاق آلاف الصواريخ باتجاه إسرائيل، ودخلوا مواقع عسكرية وتجمعات سكنية وقتلوا أشخاصا وأسروا آخرين.
وعلى الإثر، نفذ الاحتلال قصفا وحشيا استهدف غزة، حيث استشهد 1417 شخصا وجرح نحو 6268، في حصيلة سجلت خلال إعداد التقرير.
وتستعد القوات الإسرائيلية لغزو بري محتمل للأراضي الساحلية الفلسطينية، لكن “القرار السياسي لم يتخذ بعد”، وفق ما أعلن الجيش الاحتلال أمس.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي جمعه بنتنياهو في تل أبيب، متوجها إلى المسؤولين الإسرائيليين “قد تكونون أقوياء بما يكفي للدفاع عن أنفسكم، لكن طالما أن أمريكا موجودة، فلن تضطروا إلى ذلك أبدا، سنكون دائما إلى جانبكم”.
وواصل: “جئت ليس فقط كوزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وإنما أيضاً كيهودي”.
وتحدث عن الحاجة إلى تسوية سلمية في نهاية المطاف.
وقال “على كل من يريد السلام والعدالة أن يدين الإرهاب الذي تمارسه حماس، نحن نعلم أنها لا تمثل الشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة للعيش بمعايير متساوية من الأمن والحرية وفرص العدالة والكرامة”.
أما رئيس الوزراء نتنياهو فأعرب عن تقديره للدعم الأمريكي. وقال إن حماس التي تحكم قطاع غزة يجب أن تعامل مثل تنظيم “الدولة الإسلامية”، وفق زعمه.
وأضاف “مثلما تم سحق داعش، سيتم سحق حماس”.
وتنشط تحركات دبلوماسية من أجل محاولة استيعاب النزاع الدامي.
وأعلن مسؤول أمريكي أن بلينكن سيتوجه إلى قطر اليوم الجمعة، لإجراء محادثات مع القادة القطريين.
في الموازاة، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن الجيش الأمريكي لا يضع شروطا على مساعداته الأمنية لإسرائيل، مضيفا أن واشنطن تتوقع من جيش إسرائيل أن “يفعل الصواب” في حربه ضد حركة (حماس).
وبين في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل “فيما يتعلق بالشروط التي سنضعها على المساعدة الأمنية التي نقدمها لإسرائيل، فإننا لا نضع أي شروط على توفير هذه المعدات”.
وأضاف “هذا جيش محترف، بقيادة محترفة، ونأمل ونتوقع أن يفعلوا الأشياء الصحيحة في متابعة لحملتهم”.
في عمان حيث سيلتقي على الأرجح وزير الخارجية الأمريكي، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس بعد لقائه العاهل الأردني عبد الله الثاني، إلى “الوقف الفوري للعدوان” في قطاع غزة، وفق ما جاء في بيان رسمي صادر عن مكتبه.
كما دعا إلى “تقديم المساعدات الإنسانية الطبية والإغاثية، وتوفير المياه والكهرباء، وفتح ممرات إنسانية عاجلة في قطاع غزة”.
وأكد رفضه “قتل المدنيين أو التنكيل بهم من الجانبين لأنه ذلك يخالف الأخلاق والدين والقانون الدولي”.
فيما حذر الملك عبد الله الثاني من “انتهاج سياسة العقاب الجماعي” تجاه سكان قطاع غزة، داعيا إلى الالتزام بالقانون الدولي وفتح ممرات إنسانية عاجلة.
وتزامنت تصريحات عباس مع انتقادات غربية لها، إذ حثه المستشار الألماني، أولاف شولتس، على إدانة هجوم “حماس” على إسرائيل.
وقال: “أين الإدانة الواضحة من قبل السلطة (الفلسطينية) المستقلة ورئيسها محمود عباس للعنف الإرهابي؟”، مضيفا أن “صمتهم معيب”.
وأكد شولتس أنه ما كان بإمكان حركة “حماس” شن هجماتها “غير المسبوقة” على إسرائيل لو لم تكن تحظى بدعم إيراني على مدى السنوات الأخيرة.
وبيّن في خطاب له أمس: “لا نملك دليلاً ملموساً حتى الآن على أن إيران قدّمت دعماً ملموساً وعملياتياً لهذا الهجوم الجبان، لكن من الواضح بالنسبة لنا جميعا أنه من دون الدعم الإيراني على مدى السنوات الأخيرة الماضية، ما كانت حماس تمكّنت من شن هذه الهجمات غير المسبوقة على الأراضي الإسرائيلية”.
وأوضح المستشار الألماني أن برلين ستلجأ إلى “جميع جهات الاتصال” المتوفرة لديها في المنطقة لمنع تدهور الوضع.
وبين أن ألمانيا ستفرض حظراً على أنشطة حركة “حماس” والمنظمات ذات الصلة بها، نظراً للهجوم الأخير الذي نفذته حماس ضد إسرائيل.
وأشار إلى أن أي مساعدات للفلسطينيين سيتم تعليقها، مؤكداً أنه يتوقع أن تخدم هذه المساعدات السلام في المنطقة وأمان إسرائيل.
وأضاف أن قرار حظر الأنشطة يستند إلى سلوك حماس الذي يشجع على أعمال “إرهابية ووحشية”، حسب قوله، وسيتم تنفيذه بالتعاون مع وزارة الداخلية الاتحادية.
وقال إن من المقرر أيضاً حظر شبكة “صامدون” الفلسطينية. وتابع أن “وزارة الداخلية الاتحادية ستحظر حماس من القيام بأي عمليات في ألمانيا. جمعية على غرار صامدون التي يحتفل أعضاؤها بأكثر الأعمال الإرهابية وحشية في الشوارع، ستُحظر في ألمانيا”.
وانتقد “المظاهرات الأخيرة المناهضة لإسرائيل والمعادية للسامية في ألمانيا”.
وقال إنها “أمر بغيض وغير إنساني”، مضيفاً: “لن نتخلى عن هدفنا المتمثل في جعل أصدقائنا الإسرائيليين والفلسطينيين الذين يريدون السلام يعيشون جنباً إلى جنب دون إرهاب.”
وتعهد بدعم عملي لإسرائيل في ظل النزاع القائم مع حركة “حماس”. وأكد أن “تضامننا لن يقتصر على الكلمات. طلبت من رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو البقاء على اتصال وثيق معنا وإطلاعنا على أية احتياجات للدعم”.
وأشار إلى أن ذلك يسري مثلاً على رعاية الضحايا. وأضاف المستشار الألماني أن الحكومة الاتحادية سوف “تفحص” أي طلبات دعم أخرى قادمة من اسرائيل “وستستجيب لها دون تأخير”.
يذكر أن اسرائيل طلبت من ألمانيا بالفعل ذخيرة لسفنها الحربية، وذلك حسب تصريحات وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس في بروكسل على هامش اجتماع لدول حلف شمال الأطلسي “ناتو”.
وأكد المستشار الألماني أن الحكومة الاتحادية تعمل على تحرير الرهائن الذين تم اختطافهم. وقال “نحن نعمل بكامل قوتنا لإطلاق سراح جميع الرهائن وذلك في إطار تنسيق وثيق مع إسرائيل ومن خلال السرية اللازمة. ”
وشدد مخاطبا المختطفين “مصيركم يحركنا جميعا بعمق”، وأعرب عن مخاوفه “من أن تواصل حماس استغلالهم كدروع بشرية خلال الأسابيع المقبلة”، وفق زعمه.
وأضاف أن كثيرا من المختطفين تعرضوا لإصابات جسيمة بالجسد والروح على أيدي المختطفين وتم إذلالهم بأكثر الطرق المهينة، وأشار إلى أن هناك عدة ألمان بين الرهائن.
وأوضح أنه وقت الهجوم “كان هناك عدد كبير من الألمان موجودين في إسرائيل، لأن كثيرا من الألمان يعيشون في إسرائيل، وغالبا هم مواطنون يحملون جنسيتي الدولتين.”.
وقال إن ألمانيا ستعلق جميع مساعدات التنمية للأراضي الفلسطينية لحين الانتهاء من مراجعتها للتأكد من أنها تخدم السلام الإقليمي وأمن إسرائيل على أفضل وجه.
وأردف قائلاً: “معيارنا سيكون ما إذا كانت هذه المشروعات تخدم السلام في المنطقة وأمن إسرائيل على أفضل وجه وكيف تخدمها.ولحين الانتهاء من هذه المراجعة، لن نوفر أي موارد جديدة للتعاون التنموي”.
وأضاف “للأسف، يمكننا توقع أن معاناة السكان المدنيين في قطاع غزة ستزداد على الأرجح، لكن هذا أيضاً من أخطاء حماس وبسبب هجومها على إسرائيل”.
وبحث سولتش هاتفيا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساعي التوصل إلى حل للأزمة الإنسانية في غزة.
وحسب بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، أردوغان وشولتس تبادلا وجهات النظر حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ومساعي التوصل إلى حل للأزمة الإنسانية في المنطقة والعالم.
وأكد أردوغان للمستشار الألماني مساعي تركيا لإنهاء الأزمة (بين الفلسطينيين والإسرائيليين) واستعدادها للانخراط في خطوات سلمية عديدة في مقدمتها الوساطة.
وأضاف أنه من الضروري الوفاء بالوعود المعطاة لفلسطين وبذل المجتمع الدولي جهودا لتحقيق حل جذري للمشكلة من خلال إقامة دولة فلسطين مستقلة ذات سيادة، وعاصمتها القدس الشرقية ضمن حدود عام 1967.
وتعتزم وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، التوجه إلى إسرائيل اليوم الجمعة في زيارة لإظهار التضامن معها عقب هجوم “حماس”، وذلك حسبما أعلن متحدث باسم الخارجية الألمانية في برلين الخميس. ولم يتم الإعلان بعد عن تفاصيل الزيارة.
وكانت أكدت لإسرائيل مرارا تضامن بلادها معها وذلك بعد وقوع الهجوم الذي بدأته حماس مطلع الأسبوع الجاري.
وحذرت أمام البرلمان الألماني من حدوث مزيد من التصعيد للصراع في الشرق الأوسط، وقالت ردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك مخاطر أخرى بالنسبة لإسرائيل، وربما للمنطقة برمتها:” نعم، هذه المخاطر موجودة”.
وكانت وزارة الخارجية الألمانية أعلنت في وقت سابق عن انطلاق أول رحلة طيران خاصة من شركة الخطوط الجوية الألمانية لوفتهانزا لنقل مواطنين ألمان من إسرائيل إلى ألمانيا.
وحظرت الشرطة الألمانية مظاهرة أخرى مؤيدة للفلسطينيين في العاصمة برلين.
وبررت الشرطة هذا الحظر الخميس بأن هذه المظاهرة تمثل خطرا على النظام العام، مشيرة إلى أن هناك خطرا أن يتخلل المظاهرة تحريض وهتافات معادية للسامية بالإضافة إلى تمجيد للعنف والأعمال العنيفة، وذلك بناء على التجارب في السنوات السابقة والماضي القريب.
وأفاد منظمو المظاهرة بأن نحو 200 شخص كانوا يعتزمون التظاهر في ميدان بوتسدام في برلين تحت شعار “التضامن مع السكان المدنيين في قطاع غزة” في الساعة الرابعة بعد الظهر. وحظرت الشرطة هذه المظاهرة وأي فعالية بديلة حتى يوم الأربعاء المقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Abd:

    كنت أظن أن اليهود قلة و لكن تبين أن الكل يهود: قادة العالم الإسلامي يهود بالإنبطاح و الخيانة و الخنوع و الخضوع و بقية العالم يهود بكرههم لكل ما هو مسلم ، اللهم إنك المستعان لا حول لنا و لا قوة إلا بك لا يخيب رجاؤنا فيك كن مع فلسطين و شعب فلسطين فما لهم إلا انت يا عظيم

اشترك في قائمتنا البريدية