بمناسبة انعقاد «مؤتمر قصيدة النثر المصرية» السابع: الشاعر عادل جلال… وعي النخبة في معظمها يكاد يكون معدوما

حاوره: محمد عبد الرحيم
حجم الخط
0

خلال الفترة من 19 وحتى 23 سبتمبر/أيلول الحالي تعقد الدورة السابعة من «مؤتمر قصيدة النثر المصرية» في بيت السناري في السيدة زينب في القاهرة، التي تحمل هذا العام اسم الشاعر عزت عامر، بعد توقف عدة سنوات بسبب جائحة كورونا وتبعاتها. وبهذه المناسبة كان الحوار مع الشاعر عادل جلال منسق عام المؤتمر، من خلال عدة أسئلة تتناول ما توصل إليه المؤتمر، وحال قصيدة النثر المصرية، ومدى المتابعة النقدية والدراسات المتباينة التي تتناول قصيدة النثر، تنظيراً وتطبيقاً، خاصة أن المؤتمر في عدة دورات سابقة وفي هذه الدورة أصدر العديد من الدراسات المهتمة بقصيدة النثر وعالمها، خاصة الأصوات الجديدة منها، بعيداً عن الأصوات المعهودة والمعروفة سلفاً. عن هذه القضايا كان الحوار التالي..

□ بداية.. ماذا عن سمات دورة المؤتمر الجديدة؟
■ هذه الدورة هي احتفاء بجزء من تاريخ قصيدة النثر المصرية ومنجزها خلال الخمسين عاما الماضية. فأصبح من الضروري تأمل هذا المنجز بحياد تام، لهذا كان المحور الرئيس هو (الجميل.. الجليل.. القبيح.. في قصيدة النثر المصرية). وهو أمر يتعلق بالحركة النقدية في مصر، وهي الأخرى تمر بأزمات متعلقة بتراث النخبة المصرية سواء أكانوا مبدعين أم نقادا، وهي النقطة المركزية في أي مؤتمر معني بأبحاث ودراسات عن الهدف المعلن. وهو وضع، كلامي فيه سيكون انتقاصا، لكن سأترك الأرقام تتحدث.. هذه هي الدورة السابعة وفي كل دورة تسعة نقاد، يصبح المجموع 63 على خمسة. فإذا قلنا إن بعضهم تكرر لسبب أو لآخر، يصبح لدينا على الأقل 55 باحثا وباحثة. وخمسة هي عدد الأبحاث في كل كتاب، وبالتالي من المفترض أن يكون لدينا 11 كتابا يضم أبحاثاً من زوايا ومناهج ورؤى مختلفة، حسب المحور الرئيس لكل دورة. لكن هذا لم يحدث، فنحن أصدرنا كتابين بعشرة أبحاث، وكل ما لدينا من الدورات السابقة بحث واحد لباحثة هي مريم أشرف، كما أرسلت باحثة هي ابتهال رباح بحثها وهي المشاركة الثانية لها كما سبق القول.

□ وماذا عن تأثير المؤتمر، خاصة وهو البعيد عن الدولة الممثلة في وزارة الثقافة؟
■ نحن كلجنة نحاول، وهو الوضع الطبيعي للمجتمع المدني. أما عن التأثير فمن الصعب أن نتكلم حتى لا نوصف بما لا نستحق. لكن بدأ المؤتمر من خلال قناعة وملاحظة.. القناعة بمصر وحجم الموهوبين فيها في كل المجالات، وليس الفن وحده أو الشعر. هذه القناعة منذ زمن طويل. أما الملاحظة فهي تميز الشعر المصري في العشرين عاما الماضية وتنوع الأصوات واختلافها، وهو طبيعة الإبداع، ما شجعني على فعل منظم (نحن نعاني من فقر في الفكر والروح، وليس في الإمكانيات) لهذا كان الأمر بسيطا. ومع قليل من المحبة والتنظيم والتحمّل تخرج الأمور جيدة قدر المستطاع. أما نجاحها من عدمه فهو رهن بالمشاركين وليس اللجنة، التي ينتهي دورها مع انطلاق المؤتمر. والمؤتمر أو اللجنة ليس مسؤولا عن تقاعس هذا، أو تخاذل ذاك أو تآمر آخر وكلهم من داخل قصيدة النثر المصرية. (وعي هذه النخبة في معظمها بادعاءتها يكاد يكون معدوما) ووعيهم بدور المجتمع المدني لا يختلف كثيرا. في المقابل يدعمون شعراء العامية والتفعيلة مثلا. من ناحية أخرى نحن لا نستطيع بكل أسف التعامل مع الوزارة لأسباب منها، أننا لا علاقات لنا بالوزارة. نحن جهة أهلية، وبالتالي يصعب على الوزارة دعم أشخاص، ومع ذلك أعرف جيداً أن هناك إدارات داخل الوزارة لدعم الأشخاص، لكني أنأى بنفسي وزملائي عن خوض هذا التجربة، فالتعامل مع الجهات الحكومية صعب ومرهق وله دهاليزه التي لا نعلمها، كذلك لا أحد من الزملاء يدعمنا لأسباب لا يعلمها إلا الله.

□ وعن مدى إتاحة الفرصة لشعراء قصيدة النثر المصريين؟
■ من البداية كان رهاني الشخصي على وطن أعرف جيداً أنه لن يتوقف يوما (مهما كانت الظروف) عن إخراج جيش من الموهوبين. وكان دوري وقناعتي، فكان المؤتمر ساحة مفتوحة للجميع. لسنا حراس بوابات ولا كهنة ولا أوصياء على أحد. فالدعم للمواهب ألف باء دور أي فنان أو مبدع سوي، وقد حارب الكثيرون من كتّاب هذه القصيدة المؤتمر، باعتبارهم كهنة المعبد. والقصيدة بطبعها والإبداع عموماً ضد الكهانة لأنها في حالة تجدد مستمر، وهو ما تتمتع به قصيدة النثر المصرية الآن، فالعشرات من الموهوبين والموهوبات خرجوا بجهدهم وإبداعهم الشخصي. كذلك ففي دورة العام القادم سيتم تقديم 45 صوتاً شعرياً، معظمهم على درجة من الموهبة والثقافة، وهو ما يقول شيئا بسيطاً للغاية.. (مصر).

□ وماذا عن الأبحاث ومواكبتها النقدية لقصيدة النثر؟
■ منذ انطلاق المؤتمر كان في الحسبان دعم الباحثين والنقاد الشباب قدر الاستطاعة، ليس فقط من القاهرة، وإنما دعمنا الكثيرين من جامعات خارج القاهرة. لكنهم للأسف سلكوا كما سبق الذكر من مسلك يتمتع به معظم المصريين، ورغم ذلك ستكون دورة العام المقبل لدعم الباحثين والنقاد. ومن عنوان الدورة الحالية نحاول المواكبة، لكن في النهاية الموضوع برمته رهن الناقد نفسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية