إسطنبول ـ «القدس العربي»: يشهد حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية بوادر إنشقاق حقيقية على خلفية ترشيح الحزب أكمل الدين إحسان أوغلو للانتخابات الرئاسية، وذلك قبل يوم واحد من إعلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان رسمياً ترشحه للانتخابات المقررة في العاشر من آب/أغسطس المقبل.
ويواصل العديد من قيادات الحزب ونوابه في البرلمان اعتراضهم على ترشيح «إحسان أوغلو» للمنصب كونه من خارج الحزب ولا يحمل أفكاره الأيديولوجية، حيث يعتبر «إحسان أوغلو» الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي أقرب إلى التيار الإسلامي المحافظ، منه إلى التيار العلماني.
رسمياً، قدم الأحد، حزبا الشعب الجمهوري (علماني) والحركة القومية (يميني قومي) أوراق إعتماد «إحسان أوغلو» إلى رئيس مجلس الأمة جميل جيجك، مرشحاً توافقياً للحزبين للانتخابات الرئاسية، في مواجهة مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وفي الوقت الذي وافق فيه جميع نواب حزب الحركة القومية البالغ عددهم (52) نائباً على ترشيح إحسان أوغلو، وافق (109) نواب من حزب الشعب الجمهوري على ذلك، وسط معارضة شديدة من قبل (21) نائباً يوصفون بأنهم يمثلون التيار المتشدد داخل الحزب، حيث رفضوا التوقيع على عريضة ترشيح «إحسان أوغلو». وبحسب مصادر تركية، فإن نواب حزب الشعب الجمهوري الرافضين لترشيح إحسان أوغلو يسعون بقوة من أجل الزج بمرشح من داخل الحزب للانتخابات، ويتوقع على نطاق واسع أن يكون النائب «أمينة اولكر تارهان»، مما يهدد بإحداث شرخ كبير داخله قد يصل حد الإنشقاق.
ويحق لكل عشرين نائباً في البرلمان التركي ترشيح مرشح واحد إلى انتخابات رئاسة الجمهورية بطلب خطي، ولا يحق للنائب أن يرشح أكثر من مرشح واحد.
ويرى مراقبون أن الخلافات الحالية وعدم رضى القاعدة الشعبية لأحزاب المعارضة على مرشحهم، سيضعف إلى حد كبير حظوظهم بالمنافسه في الانتخابات التي تكتسب أهمية خاصة كونها تجري للمرة الأولى بالاقتراع المباشر من الشعب، بعد عقود من احتكار البرلمان لهذه المهمة.
الرئيس التركي الحالي عبد الله غُل، وضع حداً لجميع التكهنات التي ظهرت في الأيام الأخيرة، بعدما أكد الأحد، أنه لن يترشحَ لفترة رئاسية جديدة، مشيراً إلى أنه ذكر ذلك لأردوغان قبل الثلاثين من آذار/مارس المنصرم. وقال: «رئاستي ستنتهي في التاسع والعشرين من آب/أغسطس القادم».
ورداً على سؤال حول إمكانية تسلمه لمنصب رئاسة الوزراء في حال انتخاب أردوغان رئيساً للبلاد، قال غُل إن هذا الأمر سيتم بحثه «عندما يحين الوقت المناسب»، على حد تعبيره. والتقى غُل وأردوغان في ساعة متأخرة من مساء الأحد، في مدينة اسطنبول التركية، في أخر لقاء تشاوري بين الزعيمين، قبل إعلان الحزب مرشحه النهائي للانتخابات، في مؤتمر ضخم سيعقد، صباح اليوم الثلاثاء، في العاصمة أنقرة، بحضور أكثر من 4 آلاف شخصية سياسية بارزة، و250 صحافياً، بحسب ما جاء في بيان لحزب العدالة والتنمية.
وأجمعت العديد من استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسات بحثية تركية في الأيام الأخيرة، على أن أردوغان يتفوق بنسبة مريحة على منافسه إحسان أوغلو الذي لا يتمتع بقاعدة شعبية واسعة ولا تعرفه نسبة كبيرة من الناخبين الأتراك.
وبحسب إسطلاع أجرته شركة «ماك» فإن 56٪ من المستطلعين سينتخبون أردوغان مقابل 34٪ سيصوتون لإحسان أوغلو و9٪ لصلاح الدين ديميرطاش مرشح حزب الشعب الديمقراطي الكردي، وهو ما يتفق مع استطلاع شركة «غونار» الذي قال فيه 55٪ من المستطلعين أنهم سينتخبون أردوغان.
وفي حال حصول أردوغان على هذه النسب، سيتمكن من حسم الانتخابات من الجولة الأولى دون الحاجة لجولة إعادة ثانية.
المفكر التركي «أحمد طاش كتيران» أكد في مقابلة مع صحيفة «صباح» التركية أن حظوظ مرشح المعارضة ستكون ضعيفة، مشيراً إلى أن ترشيحَه عن حزب الشعب الجمهوري «يكفي لضمان خَسارتِه في الانتخابات، إذ إن الكثير من قواعد حزب الشعب الجمهوري غير مرتاحة لهذا الترشيح».
وقال كتيران: «إن ترشيح حزب الشعب الجمهوري لاحسان اوغلو هو اعلانٌ ضمني بفوز اردوغان في الانتخابات الرئاسية»، منوهاً إلى أن ترشيحَ إحسان أوغلو عن قائمة حزب الشعب الجمهوري وارب الأبواب أمام بعض الأصوات المعارضة داخل الحزب التي شرعت بدورها إلى جمع تواقيع من أجل تقديم مرشح بديل يمثل التوجه الايديولوجي للحزب.
وأعلن أردوغان في أكثر من مناسبة أنه سيستخدم صلاحياته في حال وصوله لكرسي الرئاسة، كون الرئيس المقبل سيستمد شرعيته من الشعب مباشرة.
وقال في خطاب له الأحد: «إن البعض يشتاق للسياسات القديمة، وللأنظمة الاقتصادية القديمة في تركيا، ويقوم بمؤامرات ومكائد من أجل العودة بالبلاد إلى السابق»، مشدداً على أن «تركيا اليوم لم تعد تركيا القديمة».
واعتبر في كلمته عقب حفل إفطار جماعي بإسطنبول، أن تركيا «تنمو تدريجيا يوما بعد يوم، وتعزز من استقرارها وأمنها وقوتها الإقتصادية، وتعيش في وضع أخوي وديمقراطي كبير»، لافتا إلى أن تركيا أثبتت أن لها كلمة عليا في المجتمع الدولي، ولم تعد تركيا الصغيرة القديمة.
وأفاد أردوغان أن الحكومة وضعت أهدافا للبلاد، وخطت بتصميم وثبات نحو تحقيق تلك الأهداف، وأن تركيا اقتربت كثيرا من تحقيق أهدافها، وأن تصبح «تركيا الكبيرة القوية».
إسماعيل جمال
سبق أن قلت أن د. أوغلو أكاديمي ناجح ولكنه سياسي فاشل وبالتالي ترشيحه قرار غبي.
فشلت منظمة التعاون الاسلامي فشلت تقريباً في كل شئ ( عدا المساهمة في بناء جامع هنا او هناك)، آخر فشل لها كان في دحر الظلم عن مسلمي الروهنغا في ميانمار، حيث فشلت حتى في استصدار قراراً دولياً يدين ما يتعرضون له من آباده جماعيه على أيدي الغلاه من البوذيين. السيد أوغلو لم يكن السبب، ولكن كان بأمكانه ان يجعلها منظمه اقوى ويخرجها من العبأه السعودية الخليجية، فمعرف جيداً بأن سياسة اي منظمه اسلاميه تعيش على هذا المال مربوطة بسياسة أصحابه، ويمكن تفهم هذا بسهوله.
على بركة الله يا أردوغان
سر بتركيا يا أردوغان على بركة الله ، أصبحت تركيا نموذجا يحتذى للكثير من دول العالم في كافة المجالات مستندة على فكر واضح الأهداف وضعته مؤسستها الرئاسية بقيادة القبطان الماهر طيب رجب أردوغان وحزب العدالة والتنمية . فإلى الأمام يا تركيا وبورك الشعب التركي بديموقراطيتهم التي تترسخ يوما بعد آخر وتحية للأستاذ إحسان أوغلو .