بعد شهر تقريبا من تحديها للعالم أجمع وتتويجها بذهبية الملاكمة في أولمبياد باريس، وما خلفه من تداعيات وتعليقات كانت أشهرها تلك التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لا تزال الجزائرية ايمان خليف تثير ردود الأفعال الدولية في الأوساط الرسمية، حيث عاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجددا ليتهجم على البطلة الجزائرية لدى لقائه طلاب المدارس في كيزيل، ووصف فوزها بـ”الهراء وغير العادل”، معتبرا إياها “رجلا يقضي على حظوظ النساء في الفوز بالميداليات من خلال مشاركتها في المنافسات الرياضية النسوية”، وذلك في خضم الحرب التي يخوضها ضد أوكرانيا، والابادة التي تحدث في غزة، والحروب والكوارث التي يشهدها العالم في كل مكان، ولم تحرك شعرة واحدة من رأس بوتين.
يأتي هذا بعد خرجة المندوب الروسي في مجلس الأمن قبل أيام في سياق تهكمه على اللجنة الأولمبية الدولية التي سمحت، حسب رأيه، لرياضيين فشلوا في اجتياز الاختبارات الهرمونية بالمشاركة في مسابقات نسوية على حد تعبيره، ما أثار ردود فعل جزائرية بواسطة ممثل الجزائر في مجلس الأمن الذي أكد أن ايمان خليف “ولدت أنثى وعاشت طفولتها ونشأتها ومراهقتها كأنثى، ومارست الرياضة كأنثى”، وأثار الأمر ردودا ساخطة في مختلف الأوساط التي اعتبرت أغلبيتها ايمان خليف ضحية لصراع روسيا مع اللجنة الأولمبية الدولية التي أقصت الرياضيين الروس من المشاركة في أولمبياد طوكيو وباريس، وعديد البطولات الدولية في مختلف الرياضات، على غرار الفيفا التي منعت المنتخب الروسي من المشاركة في مونديال قطر.
بعض المتابعين والمحللين اعتبروا البطلة الأولمبية الجزائرية ضحية صراع آخر بين اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي للملاكمة الذي يرأسه الروسي عمر كريمليف المعاقب من طرف هيئة توماس باخ التي لم تعد تعترف به، وهو الذي كان وراء إقصاء ايمان خليف من المشاركة في النزال النهائي لبطولة العالم السنة الماضية في نيودلهي بدعوى “عدم استيفاء معايير الأهلية” على حد وصفه، رغم مشاركتها في كل الأدوار الاقصائية قبل بلوغها النهائي، ومشاركتها في بطولات سابقة قارية، وإقليمية ودولية تحت إشراف مختلف الهيئات، لذلك كانت مشاركتها في الأولمبياد وتتويجها بالذهب بمثابة نكسة أخرى للاتحاد الدولي للملاكمة بقيادة رئيسه الروسي المعاقب، ولروسيا الرسمية المعاقبة رياضيا من المشاركة في الألعاب الأولمبية والبطولات الدولية.
من جهتها وقعت ايمان خليف ضحية صراع لا يعنيها، ولا علاقة له بالجزائر الرسمية مثلما يعتقد بعض الملاحظين الذين اعتبروا تصريحات بوتين وممثل روسيا في مجلس الأمن بمثابة سهام موجهة ضد الجزائر بسبب استمرارها في تصدير الغاز تجاه بعض دول أوروبا التي تحالفت ضد روسيا في حربها على أوكرانيا، وكانت وراء إقصاء رياضييها من المشاركة في الأولمبياد، ما يرجح فرضية الصراع بين روسيا والغرب واللجنة الأولمبية، وليس بين روسيا والجزائر، في وقت لا نجد تبريرا واحدا لتصريحات دونالد ترامب ورئيسة وزراء ايطاليا وايلون ماسك وبعض المشاهير الذين راحوا ضحية معطيات مغلوطة تناولتها تقارير إعلامية أمريكية وغربية أثناء الأولمبياد، بعيدا عن تصفية حسابات مع الجزائر أو انحياز للاتحاد الدولي للملاكمة في معركته مع اللجنة الأولمبية الدولية.
مهما يكن فإن الملاكمة الجزائرية ايمان خليف خرجت منتصرة من معركة فرضت عليها، ساهمت في تحفيزها وتتويجها بالذهب على حساب نظيراتها، وسمحت لها بالانتصار بشكل غير مباشر على كل الذين شككوا في أنوثتها وتنمروا وتهكموا عليها، مخلفة ارتدادات متتالية لا تزال تحدث هنا وهناك بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الرياضة العالمية، وتداعيات لم تحدث بسبب الجرائم التي تقترفها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني منذ ما يقارب السنة، و جرائم أخرى ضد الانسانية، تقترف بعضها روسيا بوتين وأمريكا ترامب، وعملاؤهم في السودان وسوريا واليمن والعراق وليبيا وأفغانستان وكشمير وبورما والهند والصومال ومالي.
إعلامي جزائري
لو يركز بوتين على حربه في أكرانيا خير له
بوتين لما كان في حربه في سوريا كان يقتل ويفجر البراميل المتفجرة واباد وقتل مئات الآلاف من الشعب السوري لأنه في نظره حرب مسيحية مقدسة وكان الجنود الروس قبل مغادرتهم موسكو يتم تلاوة عليهم الصلوات والتعويدات المسيحية ويتم شحنهم ضد الشعب السوري فكان القتل والتدمير والخراب ولم يتركوا مدينة في سوريا إلا وجعلوها أطلالا ن والآن في حرب اكرانيا رأينا الوجه الآخر لروسيا، فهي لا تقتل المدنيين ولا تدمر البنى التحية ولا تنزل البراميل المتفجرة، لقد فضحتهم حرب أكرانيا فضحا شديدا، وتبين ان ليس للعرب والمسلمين صديق سوى سوادعهم وثرواتهم وشعبهم وأوطانهم …
وهل دفاعك والدفاعات الأخرى عملت شيئا للسوريين أم تستحضرون الذاكرة بسبب خلاف جنس لاعبة رياضة. النظام الرسمي في بلد كان مع النظام الرسمي الآخر وحلفائه، لا تنس ذلك!
يبدو أن رئيس فدرالية روسيا مصاب بالإرهاق والإحباط … ، بسبب حرب “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا ، التي طالت ، جراء التحالف الغربي ضده ، (وبسبب أن الجزائر “لن تركع لأي أحد”) ، حتى أصبح لا يفرق بين المجتمع الجزائري الإسلامي (الإسلام ثاني أكبر دين في روسيا) والمجموعات الغربية التي تدعم حسبه “مجتمع الميم” .
يمكن تفهم غضب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجينا ميلوني، ومواطنها الوزير ماتيو سالفيني بسبب يمينيتهما وبذلك تطرفهما بعد خسارة مواطنتهما في الجولة الأولى وبضربة قاضية .
لا بد أن الرئيس الأمريكي السابق ومالك الشبكة الاجتماعية “إكس” يدركان أن أغلب أبطال المصارعة الأمريكيين في الوزن الثقيل هم من أصول إفريقية . هل ” معدلات الأستروجين” ، لدى الأمريكيين ، من أمثال الشخصين المشار إليهما ، أكثر من ” معدلات التستسترون” ؟ .
بوتين هاذا الذي تنتقدوه الأن هو الذي قلتم هو ضامن وحدة الجزائر و حاميها 🫢🫢🫢