بوتين يهدد بضرب مراكز صنع القرار في كييف وماكرون يستنكر «منطق التصعيد» الروسي

آدم جابر
حجم الخط
2

شهد الصراع تصعيدًا جديدًا في الأسبوعين الأخيرين وسط مواصلة الجيش الروسي تكثيف هجماته، معلناً هذا الأسبوع عن سيطرته على قرية جديدة شرق أوكرانيا.

باريس ـ «القدس العربي»: دخلت الحرب في أوكرانيا هذا الأحد الأول من كانون الأول/ديسمبر يومها الـ1012 على وقع تعزيز الجيش الروسي تقدّمه وتهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضرب كييف بصاروخ «أوريشنيك» التجريبي القوي، ما أثار حفيظة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي دان «منطق التصعيد غير المقبول» الذي تتبعه روسيا. ووسط ذلك اختار الرئيس الأمريكي ترامب الجنرال السابق كيث كيلوغ مبعوثا خاص له لأوكرانيا وروسيا.
بعد نحو ثلاث سنوات من الغزو الروسي لأوكرانيا، شهد الصراع تصعيدًا جديدًا في الأسبوعين الأخيرين وسط مواصلة الجيش الروسي تكثيف هجماته، معلناً هذا الأسبوع عن سيطرته على قرية جديدة في منطقة دونباس شرق أوكرانيا حيث تكثف موسكو هجماتها منذ عدة أيام.
وسط ذلك، عادت القوات الروسية هذا الأسبوع إلى استهداف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا من خلال ضربات متفرقة واسعة، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن أكثر من مليون شخص في منطقتي خيرسون وميكولايف. كما أطلق الجيش الروسي حوالي مئة وثلاثين طائرة مُسيّرة، قال الجيش الأوكراني إنه اعترض ودمر معظمها، بينما عادت البقية إلى روسيا.
في خضم ذلك، أعلنت كييف عن إعادة مئات جثث الجنود الذين قتلوا على الجبهة. وقالت هيئة التنسيق لأسرى الحرب أن 397 من هذه الجثث تأتي من منطقة دونيتسك التي تقع في قلب الحرب، حيث يتقدم الجيش الروسي ضد القوات الأوكرانية التي تفتقر إلى الموارد. وفي وقت سابق من هذا الشهر، تم بالفعل تنظيم عملية إعادة 563 جثة.
وعلى وقع التقدم الميداني الروسي على مستوى جبهة القتال، وبعد الضربة الأولى على أوكرانيا يوم الثاني والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر بصاروخ «أوريشنيك» التجريبي القوي، هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتكرار استخدام هذا الصاروخ التجريبي متوسط المدى الذي تفوق سرعته سرعة الصوت، لضرب أهداف عسكرية أو منشآت صناعية عسكرية أو مراكز صنع القرار، بما في ذلك في العاصمة الأوكرانية كييف، ردا على الضربات التي نفذتها أوكرانيا في روسيا باستخدام صواريخ أمريكية وبريطانية.
وقال بوتين: «بالطبع، سنرد على الضربات المتواصلة على الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى غربية الصنع، بما في ذلك احتمال مواصلة اختبار أوريشنيك في ظروف القتال، كما حدث يوم 21 تشرين الثاني/نوفمبر. في الوقت الحالي، تقوم وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة باختيار الأهداف لضربها على الأراضي الأوكرانية. قد تكون هذه منشآت عسكرية أو مؤسسات صناعية ودفاعية أو مراكز قيادة في كييف» وذلك خلال مؤتمر صحافي له على هامش اجتماع للتحالف الأمني للدول السوفييتية السابقة الذي عقد في كازاخستان.
وبينما يشتد القتال في شرق أوكرانيا، انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «منطق التصعيد غير المقبول» الذي تتبعه روسيا في أوكرانيا، قائلاً إن القوات الروسية تشن ضربات عشوائية شديدة ومكثفة على المدن والمدنيين والبنى التحتية للطاقة في أوكرانيا، وذلك في بيان لقصر الإليزيه خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء يوم الجمعة الماضية شدد فيها على أن منطق التصعيد هذا «لن يتغلب على تصميم باريس على مواصلة مساعدة أوكرانيا بشكل مكثف وطالما كان ذلك ضروريا» حسب ما جاء في بيان لقصر الإليزيه عقب هذه المكالمة الهاتفية.
من جهة أخرى، اتهم رئيس الاستخبارات البريطانية ريتشارد مور روسيا بتنفيذ حملة تخريب في أوروبا، محذراً من مغبة أن السماح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن ينجح في تحويل أوكرانيا إلى دولة خاضعة فإنه لن يتوقف عند هذا الحد، وفق رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني «إم-أي-6» الذي اعتبر أيضا أن روسيا تعتمد على دعم كل من إيران والصين ومؤخرا كوريا الشمالية، التي يزعم الغرب أنها نشرت قوات في روسيا.
كما حذر رئيس الاستخبارات الخارجية الألمانية من أن استخدام روسيا المكثف للإجراءات المختلطة ضد الأهداف الغربية يزيد من خطر أن يفكر الناتو يومًا ما في تفعيل بند الدفاع المشترك للمادة الخامسة من الحلف.
في مقابلة مع سكاي نيوز البريطانية يوم الجمعة، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه يمكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار إذا تم وضع الأراضي الأوكرانية الخاضعة لسيطرة كييف «تحت رعاية الناتو» معتبرا أن «هذا هو الحل لإنهاء المرحلة الساخنة من الحرب».
واكتسبت فكرة تسوية الصراع الروسي الأوكراني وزنا متزايدا في الأسابيع الأخيرة، لاسيما منذ فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بداية تشرين الثاني/نوفمبر. وأعلن الرئيس الأمريكي المنتخب خلال حملته الانتخابية أنه يستطيع إنهاء هذه الحرب خلال 24 ساعة. وردا على سؤال حول علاقاته مع ساكن البيت الأبيض الجديد، أعرب فولوديمير زيلينسكي عن رغبته في «العمل معه مباشرة لأن هناك أصواتا مختلفة من حوله». وقال الرئيس الأوكراني: «يجب ألا نسمح لأي شخص بتدمير اتصالاتنا. يجب أن نحاول إيجاد نموذج جديد. أريد أن أشاركه الأفكار وأريد أن أسمع منه».
وأعلن دونالد ترامب هذا الأسبوع أنه سيعين الجنرال السابق كيث كيلوغ، الموالي له بشدة، مبعوثا لأوكرانيا وروسيا، قائلاً: «معًا سنحقق السلام ونجعل أمريكا والعالم آمنًا مرة أخرى». وللتذكير، كيث كيلوغ، غير المعروف لعامة الناس، ترأس لفترة وجيزة مجلس الأمن القومي، وهو مجلس وزراء السياسة الخارجية بالبيت الأبيض، خلال الفترة الرئاسية الأولى لدونالد ترامب. وكان هذا الأخير قد شدد في مذكرة نُشرت في نيسان/ابريل الماضي، تنص على أن «أي مساعدة عسكرية أمريكية مستقبلية ستتطلب مشاركة أوكرانيا في محادثات السلام مع روسيا». كما دعا فيها إلى «تأجيل عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي، من أجل إقناع بوتين بالمشاركة في محادثات السلام».
بدوره، انتقد ترامب مراراً إفراج الولايات المتحدة عن مليارات الدولارات لأوكرانيا، واعداً بإنهاء الحرب بين كييف وموسكو حتى قبل أداء اليمين الدستورية بدون أن يوضح كيف.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول احمد الشمري:

    بوتين بعدد ويهدد ويهدد ويتوعد واعمال صفر

    1. يقول Ahmad Faid:

      رد مضحك

اشترك في قائمتنا البريدية