بيربوك تدعو إسرائيل إلى التناسب في الرد بعد الغارات العنيفة على قطاع غزة

علاء جمعة
حجم الخط
0

برلين- “القدس العربي”: أعربت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، عن قلقها العميق إزاء تصاعد العنف في قطاع غزة بعد سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية، داعيةً جميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني والسعي نحو التهدئة.

وفي بيان صادر من برلين، قالت بيربوك: “انتهاء وقف إطلاق النار في غزة، الذي جاء نتيجة الهجمات الإسرائيلية المكثفة، أمر مقلق للغاية.” وأضافت أن “مشاهد الأطفال النازحين والدماء التي تغطي المدنيين الفارين لا يجب أن تكون أداة ضغط في المفاوضات”.

وأكدت بيربوك على ضرورة الالتزام بمبدأ التناسب في العمليات العسكرية، حتى في حالات الدفاع عن النفس، مشيرةً إلى أن القانون الدولي يفرض قيودًا واضحة في مثل هذه الظروف.

ودعت الوزيرة الألمانية إلى استئناف فوري للمفاوضات بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار والإفراج عن مزيد من المحتجزين، كما شددت على أهمية الدور الأمريكي في ممارسة نفوذه للمساعدة في احتواء التصعيد.

تزامنت هذه التصريحات مع جولة دبلوماسية جديدة ستقوم بها بيربوك في الشرق الأوسط، تشمل مصر وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، حيث كررت مطالبها بضرورة التوصل إلى “وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”، محذرةً من “الجحيم الذي يعيشه المدنيون في غزة” بسبب نقص الغذاء والمساعدات.

وأضافت بيربوك قبل مغادرتها إلى القاهرة: “في كل يوم، يكافح الآباء والأمهات لتأمين لقمة صغيرة لأطفالهم، وفي كل يوم هناك من يذهب للنوم جائعًا”.

وأكدت أن الأمل في تحقيق السلام للفلسطينيين والإسرائيليين لا يمكن أن يبقى قائمًا إلا من خلال هدنة إنسانية تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار.

ورأت بيربوك أن “الممرات الجوية والبحرية لإيصال المساعدات ليست حلاً مستدامًا”، مطالبةً الحكومة الإسرائيلية بفتح المعابر الحدودية لإدخال المزيد من المساعدات.

وعلى الرغم من الضغوط الغربية، لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يصر على شن هجوم بري على مدينة رفح، آخر ملجأ لمليون فلسطيني نازح، مؤكدًا أن العملية ستنفذ “سواء بموافقة الولايات المتحدة أو بدونها”.

وأكدت بيربوك أن “ألمانيا تتحمل مسؤولية خاصة تجاه أمن إسرائيل”، لكنها شددت على أن “تحقيق الأمن لا يمكن أن يكون فقط عبر الوسائل العسكرية”.

وأكدت أن الحل الوحيد القابل للتطبيق على المدى الطويل هو حل الدولتين، داعيةً إلى إصلاح السلطة الفلسطينية كخطوة أولى نحو “دولة فلسطينية ديمقراطية يعيش فيها الناس بأمان وكرامة.

وتأتي تصريحات بيربوك وسط جهود دبلوماسية مكثفة لاحتواء الأزمة، في وقت لا تزال فيه الأوضاع الإنسانية في غزة تتدهور بشكل غير مسبوق، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية قد تمتد آثارها إلى المنطقة بأكملها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية