بَلَغَنِي أيُّها اليمنُ

بَلَغَنِي
يا أيُّها «اليَمَنُ» الذي أضْحى حزينْ
أنَّ الحروبَ مذلَّةٌ
لبني الدِّيار،
جراحها تُدْمي العرينْ
بلْ ماردٌ مُتوحِّشٌ
جاس اقتتالاً طائفيًّا،
وانقسامًا لا يلينْ
فلأننا سنعيش في ما بيننا
مهما كسبنا؛
غزوة سنظلّ بالنَّكباتِ،
أو بالعار مُنْهزمينْ
فمدائنُ الأشْباح ماذا خلَّفتْ إلا ضحايا،
أو دمارًا،
أو دماءً،
أو شِقاقًا،
أو أنينْ؟
لا «شهْرذاد» تقصُّ خوْفًا
عنْ حكاياتِ الخلاصِ،
ولا توقَّفَ «شهْريار» عنِ انتقام الآمنينْ
بَلَغَنِي
لا جيْشَ لي؛
إلا مزيدٌ من جُيوش اللاجئينْ
فمِنَ الوريدِ إلى الوريدِ..
مذابحي
ومُفاوضاتي للتعايش..
لا تصدُّ المُعْتدينْ
بَلَغَنِي
«قحْطانُ» جدِّي ما أدان فصاحتي
وعروبتي
واختارني من دون كلِّ العالمينْ
ولأنني
منْزوعةٌ عيناي في وطني الرهينْ
للموْتِ آلافُ الليالي
كلَّ حينْ
ومُسيَّراتٌ في السَّماءِ ،
تشقَّ صفَّ المُؤْمنينْ
ياربُّ «أبْينُ» جُرْحها لم يندملْ،
واليوم «صعْدةُ» نزْفها مُتخثرٌ
والقصْفُ أتعبها سنينْ
بَلَغَنِي
وَقْفُ اقتتال العُرْبِ صار علامةً
فالقُدْسُ معْركةُ اليقينْ.

٭ شاعر من مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية