الخرطوم ـ «القدس العربي»: لم يحسم حتى الآن، موقع القاعدة الروسية التي اتفق على وجودها في السودان.
حسب ما قال مصدر عسكري مطلع في البحر الأحمر لـ«القدس العربي» إن روسيا تريدها بالقرب من مناطق اللوجستيات المهمة من ماء وكهرباء وطرق وقدمت مقترحها بأن تكون في شبة جزيرة الشيطان، قرب بورتسودان والقاعدة البحرية الرئيسة للجيش السوداني في فلمنغو».
لكن وفق المصدر، الذي لم يكشف عن هويته، القيادة العسكرية في السودان، «تريد أن يتم إنشاء القاعدة في مناطق مثل أركياي البعيدة من الميناء الرئيسي بشكل كبير ومبررهم أن ذلك سيجعل روسيا تقوم بتعمير هذه المنطقة ومدها بالخدمات ما يشكل إضافة لمدن الساحل، لكن لم يتم الاتفاق على ذلك حتى هذه اللحظة «.
ونشرت موسكو الأربعاء الماضي مسودة اتفاق مع الخرطوم تسمح لها بتأسيس مركز لوجستي للبحرية الروسية في السودان يستوعب ما يبلغ 300 جندي وموظف، ويمكن أن يستوعب سفنا مزودة بتجهيزات نووية.
ووافق رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين على مسودة الاتفاق المقدمة من وزارة الدفاع، ونُشرت على موقع الحكومة، وسيتم رفعها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتوقيع عليه، كما وافقت على مسودة الاتفاقية بين موسكو والخرطوم كل من وزارة الخارجية والمحكمة العليا ومكتب المدعي العام ولجنة التحقيق الفدرالية الروسية.
وجاء في المسودة أن القاعدة الروسية في السودان «ستلبي أهداف الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، ولن تستخدم في أغراض دفاعية ضد الدول الأخرى».
وكذلك «يمكن استخدام القاعدة في الإصلاحات وتجديد الإمدادات لأفراد طاقم السفن الروسية، ويحق للجانب السوداني «استخدام منطقة الإرساء بالاتفاق مع الجهة المختصة من الجانب الروسي».
كما نصت على «إمكانية بقاء 4 سفن حربية كحد أقصى في القاعدة البحرية، بما في ذلك السفن البحرية المزودة بنظام الدفع النووي بشرط مراعاة معايير السلامة النووية والبيئية».
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2017 وخلال زيارة قام بها الرئيس المخلوع عمر البشير إلى موسكو، تم التوصل إلى اتفاقات بشأن تقديم روسيا المساعدة في تحديث القوات المسلحة السودانية.
وقالت الخرطوم حينئذ إنها مهتمة بمناقشة مسألة استخدام قواعد البحر الأحمر مع موسكو.
وتتطلع موسكو إلى زيادة نفوذها في افريقيا التي تتمتع بثروة معدنية كبيرة ولديها أسواق مربحة محتملة للأسلحة روسية الصنع، كما استضافت السلطات الروسية العام الماضي في سوتشي أول قمة بين روسيا وافريقيا.
سفينة تدريب
وسلمت روسيا السودان، الشهر الماضي سفينة تدريب حربية كهدية، في إطار تفعيل التعاون بين البلدين، حيث جرت مراسم التسليم للقوات البحرية السودانية بقاعدة بورتسودان البحرية «فلمنغو».
وفي كلمته خلال مراسم الاستلام، أوضح اللواء بحري مهندس، حاج أحمد يوسف، ممثل قائد القوات البحرية، في تصريحات صحافية، أن «السفينة تعد إضافة حقيقية لقدرات القوات البحرية خاصة في مجال التدريب مثمنا الدعم الروسي في هذا الصدد».
الفلك الروسي
وحول المركز اللوجستي المنوي تأسيسه، قال الخبير العسكري اللواء المتقاعد، أمين اسماعيل مجذوب لـ«القدس العربي» : «هذا المركز اللوجستي نتاج لـ15 اتفاقية وقعت في عهد الرئيس السابق البشير منها سبعة عسكرية، واحدة منها تسمح لروسيا لبناء قاعدة أو مركز للسفن وصدور هذا الإعلان الأخير من جانب روسيا بشكل مفاجئ يعني أن موسكو شعرت أن السودان بعد رفعه من لائحة الإرهاب والتطبيع مع إسرائيل سيخرج من الفلك الروسي الذي كان يسير عليه لسنوات، لذا أتوقع أنهم شكلوا ضغوطا عالية على القادة العسكريين لتنفيذ هذه الاتفاقات باعتبارها اتفاقات ملزمة».
وتابع «كما أن حالة الفراغ الذي تعيشه الولايات المتحدة بعد الانتخابات ربما يكون أغرى الروس بالمضي قدما بالضغط على العسكريين حتى عندما يستقر ساكن البيت الأبيض الجديد ويلتفت للسودان العام المقبل يجد أن القاعدة قطعت شوطا طويلا خاصة وأن القيادة العسكرية الحالية لا قدرة لها على مواجهة الضغوط الإقليمية دعك من الدولية نتيجة لحالة السيولة الاقتصادية والأمنية والسياسية».
وزاد: «هذه القاعدة سيستفيد منها السودان بإمداده بمنظومة دفاع جوي من أحدث طراز ستجلبها روسيا للمحافظة على المركز اللوجستي، إلى جانب صفقات أسلحة ومدرعات حديثة وطائرات وأنظمة مراقبة يحتاجها الجيش السوداني لحفظ الأمن».
وزاد « الغريب أن السودان عضو في آلية البحر الأحمر التي أكدت على إخلائه من الوجود الأجنبي، ومن غير المعروف كيف سيتعامل هذا الحلف مع الإعلان عن هذه القاعدة، لكن بالعموم هذا يعكس أن البحر الأحمر سيكون مسرحا لصراع للنفوذ في الوقت الذي فيه منطقة القرن الافريقي مرشحة لصراع طويل على ضوء الأزمة الاثيوبية واليمنية أيضا».
مصدر سياسي في البحر الأحمر قال لـ«القدس العربي» بدون الكشف عن هويته «من الواضح أن العسكريين في مجلس السيادة يتخوفون من الإدارة الأمريكية حال تسلم الديمقراطيين السلطة، الذين سيمثل لهم جريمة فض الاعتصام والمحكمة الجنائية الدولية وتسليم المطلوبين وسيادة المدنيين على الحكم أعمدة استراتيجيتهم فحاولوا الاحتياط أو الاستنجاد بالروس الذين لا يتورعون في دعم الطغاة والبشير نموذجا وهم يريدون وراثة علاقات البشير بهذا التحرك الآن».
تفعيل الاتفاقيات
وفي فبراير/ شباط الماضي، شدَّد رئيس هيئة الأركان السوداني محمد عثمان الحسين، لدى لقائه في الخرطوم، مدير الإدارة العامة للتعاون الدولي في وزارة الدفاع الروسية العقيد سيرغي يورشنكا، على أهمية تفعيل الاتفاقيات العسكرية الموقعة بين الخرطوم وموسكو.
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2019 أعلن بوتين، لدى لقائه رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، على هامش القمة الروسية ـ الافريقية في مدينة سوتشي، دعم السودان من أجل تطبيع الوضع السياسي الداخلي.
وفي سبتمبر/ أيلول 2019 التقى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقر الأمم المتحدة، على هامش الدورة 74 للجمعية العامة في نيويورك. واتفق الجانبان على «مواصلة التعاون بينهما، والتنسيق في جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك» حسب وكالة السودان للأنباء.
ووقع السودان وروسيا اتفاقيات عدة للتعاون العسكري، خلال زيارة الرئيس المعزول عمر البشير، لموسكو في 2017 تتعلق بالتدريب، وتبادل الخبرات، ودخول السفن الحربية لموانئ البلدين.
«حق أصيل»
وفي يناير/ كانون الثاني 2019 نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن رئيس لجنة الدفاع والأمن في البرلمان السوداني، اللواء الهادي آدم، قوله إن «موافقة روسيا على اتفاقية لتسهيل إجراءات دخول السفن الحربية الروسية والسودانية إلى موانئ البلدين، يمكن تطويرها مستقبلا لبناء قاعدة روسية في المياه الإقليمية للسودان على البحر الأحمر».
ويمثل هذا الاتفاق بسب المسؤول السوداني خطوة «تصب في خانة بناء علاقات استراتيجية بين السودان وروسيا» لافتًا إلى أن «إقامة قواعد عسكرية روسية فوق الأراضي السودانية حق أصيل للبلاد على غرار بعض الدول في الإقليم». وزاد: «نرى من حولنا عددًا من الدول في الإقليم، لها اتفاقيات مع دول أخرى وتوجد لديها قواعد عسكرية في تلك الدول، لكن نحن الآن في إطار التعاون وتبادل الزيارات للسفن الحربية».
وعن اختيار روسيا على وجه التحديد لإقامة تلك القاعدة دون غيرها من دول المنطقة رغم العروض المقدمة من بعض القوى أشار رئيس لجنة الدفاع والأمن في البرلمان السوداني أبان عهد الرئيس البشير قائلًا: «لا بد أن يكون لكل دولة حليف، والحليف الاستراتيجي، يمكن نقول عنه إنه هو (الصديق وقت الضيق) متى تخلى عنك الآخرون، فالحليف الاستراتيجي لا يتخلى عنك، ونرى ذلك على سبيل المثال في العلاقة الاستراتيجية بين روسيا وسوريا، لذلك تعتبر هذه الخطوة مهمة جدًا بالنسبة لنا».
الجنرالآت الأشاوس يبيعون أوطانهم ويتذللوآ للأعداء حفاظآ علي السلطة وسرقة أموال الشعب المكلوم وقتله وسحقه إن لم يرضي . هكذآ صارت الأمورفي بلادنا في ظل حكم العسكر .ولآ حول ولآ قوة إلآ بالله.
يجب أن نمتلك القوة وكذلك علينا اختيار من هو صديقنا من عدونا والسياسية مصالح
نعم مصلحة البلاد تحتم ذلك والجيش في حوجه لهذه الاسلحه لما تمر به المنطقه لأن لنا اراضى مستلبه علينا ارجاعها
هذه القاعدة لن تخدم السودان ولن تكون درعا ضد الديمقراطية لا لعسكر أو خلافهم. وهى غير ملزمة لانها لم توقع بواسطة الشعب واقترحت بواسطة البشير وهو رئيس غير شرعي وكل قراراته باطلة. :ما ان المجلس العسكري ليس من حقه التقرير فى هكذا مسائل إستراتيجية. وبمثل ما التطبيع مع إسرائيل والقاعدة التركية فى سواكن يحتاج إلي البرلمان أي قواعد دائمة فى السودان تحتاج لموافقة المجلس التشريعى