تبون يراسل الاتحاد الأفريقي حول تنامي الإرهاب في القارة ويعرض وجهة نظر الجزائر لمواجهته

رضا شنوف
حجم الخط
6

الجزائر-“القدس العربي”: بعث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رسالة إلى رئيس الاتحاد الأفريقي حول تنامي الإرهاب في القارة الأفريقية، وتضمنت وجهة نظر الجزائر حول هذه الظاهرة خاصة مع زيادة العمليات الإرهابية وارتفاع أعداد الضحايا.

المراسلة كشف عنها رئيس الدبلوماسية الجزائرية رمطان لعمامرة من العاصمة النيجيرية نيامي حيث التقى مع الرئيس محمد بازوم ووزير الخارجية مسعود هاسومي ورئيس الوزراء محمادو أوحمودو. وقال لعمامرة إن “رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون راسل رسميا رئيس الاتحاد الأفريقي ليتقاسم معه وجهة نظره بخصوص رؤية الجزائر لما نعتبره في بلدنا تنامي ظاهرة الإرهاب مع ارتفاع عدد ضحاياه للأسف في جوارنا وعبر عديد المناطق من القارة الأفريقية”.

ودعا لعمامرة، حسب ما نقل عنه موقع الإذاعة الحكومية، تعزيز الاتحاد الأفريقي الآليات التي يعتمدها في إطار مكافحة الإرهاب، أكثر من أي وقت مضى لتطوير التعاون ومكافحة ظاهرة الإرهاب.

وجاء في بيان مشترك صدر في ختام زيارة لعمامرة للنيجر، التأكيد على “ضرورة العمل المشترك للحفاظ على السلام والاستقرار وتعزيز التنمية في أفريقيا بشكل عام وفي المنطقة الفرعية بشكل خاص. وأكد الطرفان مجدداً عزمهم على إقامة شراكة دون إقليمية قابلة للحياة في خدمة شعوب المنطقة بهدف تعزيز التعاون البراغماتي والموحد فيما بين بلدان الجنوب”.

وأشاد لعمامرة ونظيره النيجيري “بالتعاون النموذجي السائد في مجال الدفاع والأمن بين البلدين”، وأكدا الالتزام “بالاستمرار في التعاون النموذجي لمواجهة التحديات الأمنية المتعددة، لا سيما في منطقة الساحل”.

وتشهد عدة مناطق بالقارة الأفريقية خاصة منطقة الساحل وصولا إلى نيجيريا والكاميرون تصاعدا مضطردا في وتيرة الأعمال الإرهابية، خاصة مع اتساع نشاط الجماعات الإرهابية على غرار تنظيم “الدولة” و”بوكو حرام” و “جماعة أنصار الدين”، التي كثيرا ما استهدفت القوات النظامية والمدنيين وكانت تصل حصيلة الضحايا يوميا إلى أكثر من مئة ضحية في الهجوم الواحد في ظل فشل مقاربات محاربتها على غرار ما تشهده منطقة الساحل.

وتاتي رسالة تبون إلى رئيس الاتحاد الأفريقي، بعد حوالي شهر من بيان أصدرته الخارجية الجزائرية عبرت فيه عن قلقها بسبب تجدد وتصاعد وتيرة الهجمات الإرهابية التي عرفتها عدد من دول الساحل والصحراء خلال تلك الفترة.

وأكدت الخارجية الجزائرية على أن “هذه الأعمال الإرهابية الموجهة ضد السكان المدنيين تحمل خصائص جرائم ضد الإنسانية، وتشكل تهديدا مقلقا للأمن الجماعي للقارة الأفريقية وللسلم والأمن الدوليين”. ودعت خلالها الاتحاد الأفريقي إلى “تحفيز الجهود على وجه السرعة من أجل تكثيف التعاون والدعم المتبادل حفاظا على الحياة والكرامة الإنسانية في ربوع أفريقيا”.

وبعد محطة النيجر شرع اليوم رئيس الدبلوماسية الجزائرية في زيارة رسمية إلى مورتيانيا تدوم يومين. وذكر بيان أن لعمامرة سيعقد خلال هذه الزيارة، التي تدوم يومين، لقاءات مع السلطات العليا في موريتانيا وفي مقدمتها الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني.

وتندرج هذه الزيارة، حسب البيان، في إطار “ترسيخ سنة التشاور والتنسيق وكذا تعزيز العلاقات الاستراتيجية القائمة بين البلدين والرفع من وتيرة التعاون الثنائي في مختلف المجالات”، وفرصة لمناقشة “القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك لاسيما آخر المستجدات على الساحة المغاربية وعلى المستويين العربي والأفريقي”.

وبعد موريتانيا سيطير لعمامرة إلى مصر حيث سيشارك في اجتماع لوزراء الخارجية العرب، ليتنقل إلى الكونغو الديمقراطية، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، ويختم جولته في الكونغو برازافيل التي تترأس اللجنة رفيعة المستوى حول ليبيا لمناقشة مخرجات اجتماع الجزائر حول ليبيا وسبل دعمها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول غيور مغربي:

    لم يشير تبون إلى تنامي الإرهاب في مخيمات تندوف

  2. يقول طارق بن رحال:

    كل هذه المناورات ، لتبرير تدخل الجيش الجزايري في مالي لانقاد فرنسا من الورطة.

  3. يقول medouni abdelaaziz:

    الامبراطورية الجزائرية تعمل ليل نهار على الامن والسلم في افريقيا. ودحر الارهاب والانظمة التى تدعمه من فرنسا . وامريكا . واسرائيل . واذنابهم في المنطقة

  4. يقول منصور الكبير - الجزائر -:

    النشاط الدبلوماسي الجزائري المكثف في أفريقيا هذه الأيام يُعيدنا لطرح مفهوم النظام العالمي الجديد و ضرورة توحيد الصف الأفريقي لمواجهة إملاءات الدول المصّنعة و دول الإتحاد الأوروبي في إطار الحوار شمال – جنوب ،، الحضور القوي للجزائر في أفريقيا جاء بعد غياب طويل لظروف دستورية مأساوية يعرفها الخاص و العام . لكن “أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً “. و الشيء الجديد في نشاط وزارة الخارجية الجزائرية هو إرفاق ممثلين في الإقتصادي بجانب الدبلوماسية ، حيث لا يمكن الحديث عن تطابق المواقف السياسية بين الدول بدون ربط علاقات إقتصادية و مصالح متينة لا تستطيع هذه الدول التخلص منها ، و يتم ذلك بواسطة ربط شبكة من المواصلات و الإتصالات ،، المواصلات المتمثلة في شبكة الطرق و السكك الحديدية مثل الطريق السيار الرابط بين الجزائر العاصمة و العاصمة النيجيرية لاغوس الذي لم يبق منه سوى 200 كلم ،و الإتصالات السلكية و اللاسلكية الضرورية في التواصل للتعاون التجاري و الصناعي ، و الثابت أن الجزائر ينتظرها عمل دؤوب في العمق الأفريقي سواء كان فلاحي أو صناعي أو تجاري و إجتماعي و تنمية المناطق الأفريقية و بالتالي الحد من إنتشار الأعمال الإرهابية و تجارة المخدرات و الجريمة المنظمة في أفريقيا .

  5. يقول عبد الرحيم المغربي .:

    ليته راسل شعبه حول انقطاع الماء …وندرة الغاز والاكسجين… والمواد الغذائية….فلا أحد في عالم اليوم سيهتم بما يصدر عن جهة لم تستطع حتى توفير الماء لسكانها في المدن…ولا تمتلك طائرة اطفاء حرائق واحدة….

  6. يقول علي . مراكش:

    شكرا للقدس العربي التي تنشر بكل الحرية وتدع كل الحرية لقرائها للتعليق بكل الحرية وتنشر تعليقاتهم لاثراء النقاش بكل الحرية … شكرا لك

اشترك في قائمتنا البريدية