تتباهى بالذبح وتكزّ على أسنانك

حجم الخط
4

كأنّك تنفث سمّاً

يا سارقَ البلّورِ
كأنّكَ تنفثُ سمّاً لتملأَ رئتي،
لولاك لما ذعرَ رضيعٌ من قذيفةٍ فلقتْ رأسه،
يا سارقَ أرضي وقميص أخي من غرفةِ المخزنِ
والطاووس من الحديقة،
إنّك تريدُ أن تتباهى بالذبحِ وتكزَّ على أسنانك.

أشواك النجوم

لا تنهبني ريحٌ تهبُّ من بريّةٍ ومن ثُكْنَةٍ ومن صحراء،
فكلُّ أحلامي استلهامٌ سابغٌ من ملحمةِ غزّة،
لن أقبلَ أن تجرحني أشواكُ النجومِ وداناتُ المدافع،
فلستُ كمن يتركُ روحَهُ في مفازة،
ولهذا قنصتُ نَسراً أثيماً كادَ يأكلُ طفلاً.

ماء البنات

لكأنَّ النكبةَ جعلتْ لحظاتنا جحيماً..
لكأنَّ أمواجَ الصدمةِ تراجيديا أشباح،
كم ذئبٍ ونمرٍ وتنّين في أرضِ النور!
وكم شصٍّ علق بيدي مثلما علقَ شصُّ داود بإصبع أبي
فسالَ دمُهُ في سرداب!
كأنما يفتري الغاصبُ عليّ كذباً ليركلني في بطّةِ ساقي،
ليسمّمَ ماءَ البنات،
ليخطفَ زيزاً ظنّاً منه أنّهُ يقتلُ بطلاً.

غيمة كنستها ريح

لن يتوارى طيفُ الطيورِ في السهوب،
تبّاً لغيمةٍ كنستها ريحُ المعدة
سُحْقاً لدبابةٍ يقودها تنّين،
كأنَّ ميغيل دياز كانيل أقرب فيزيقيّاً إلى الطبيعة،
كأنَّ سيلينا جوميز تُغنّي أغنيةً وطنيّة،
كأنَّ روجر ووترز يعزفُ على قيثارة،
كأنَّ غوستافو بيترو اليساري يصرخُ مهتاجاً،
كأنَّ أفرام نعوم تشومسكي يؤلّفُ اللغةَ والعقل،
كأنَّ نيكولاس مادورو يرفعُ علماً،
كأنَّ ميك والاس ينطقُ بإنصافٍ،
كأنَّ ريتشارد بويت باريت يقودُ مظاهرة.

رتل في أحلامي

هكذا أسقمتني حروبُ الإبادةِ ورمالُ الصحراء،
أكاد أسمع أصداءَ رتلٍ في أحلامي،
ورصاصةً طائشةً في فراغِ غرفة،
لكأنّكَ تراني فارساً مهذّباً ينهضُ من رماده،
لكأنّكَ تراني نائياً ككوكبٍ يخوضُ حربَ صواعق
في طيفٍ سكبَ نهراً من دم.

لن أجفل من زئير أسد

لن أعتقَ أفعىً في غسقِ الحرب،
لن أجفلَ من زئيرِ أسدٍ يتبختر،
وروحِ شرّيرٍ يغمغم،
ربما أنّكَ تنهبُ جثّةً من موجة،
وتذبحُ طفلاً
تأكلُ حصاناً
تسرقُ أرضاً كانتْ يوماً منارة،
ربما تذرُّ ملحاً على ضوءِ جروحي،
تقنصُ طائراً في مهبطِ بستان،
وتهرسُ رأسَ غزال
ربما.

المهاد

لا أحتفظُ بكرةٍ هدمتْ رأسي،
وبإبرةِ صنوبر وخزتني في الظلال،
لا أهابُ هزيزاً ولا أزيزَ الرصاص،
سأمضي سارحاً في الهواءِ الباردِ وتلافيفِ الثلجِ
لأحلمَ بقمرٍ كان مهاداً.

شاعر عراقي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الدكتور جمال البدري:

    متألق كنخلة المسيح وسامق كشجر ة الصفصاف…كلّ مقطع شعريّ بمثابة قصيدة قائمة بذاتها؛ كنجوم مضيئة في ليل سجيف.

    1. يقول كريم ناصر:

      يبقى إحساسك عميقاً ورؤيتك نفاذة في اكتشاف المخبوء في الأعماق، أعرف جيداً قدرتك على تلمّس هذه الحقيقة في الشعر انطلاقاً من تجربتك الثرة ورهافة حسك.

  2. يقول بلي محمد من البيضاء المملكة المغربية:

    تحت ظل هده اللوحة الشعرية الشمسية اضع مرة اخرى هده البسمة لكن أدا أدنتم لنا شكرا لكم وعلى سعة القلب ولابتسامة كدالك والشاعر المحترم عنوان لا أدري
    خرجت
    من
    بيتهآ
    مبتسمة ضاحكة
    فهمست في
    أدني
    ي
    قائلة
    رأيته أ ما م باب القصيدة
    فقلت له
    أتنتظر خروجها
    قا ل نعم يا سيدتي
    أهي وردة
    قال
    لا
    أهي لؤلؤة
    قال
    لا
    أهي
    جوهرة
    قال
    لا
    أهي
    مصباح
    قال
    لا
    فا غبت عنه مدة
    ثم عدت أليه
    فوجدته ما زال ينتظر
    خر و جهآ
    فتعجبت وقلت له
    أ وما زلت تنتظر
    قال نعم يا سيدتي
    تي
    أتحسبينها
    سهلة الصيد
    هي أشد
    من جسر فوق البحر
    أو فوق النهر
    أو فوق الوادي
    د ي
    د ي
    فتركته ولا أدري
    أتبسمت له
    أم
    لآ
    لآ
    لآ.

    1. يقول كريم ناصر:

      أنت تسعدني بهذه الرؤى
      أشكرك من كل قلبي

اشترك في قائمتنا البريدية